بيت لحم- تقرير معا- عمت حالة من الغضب والشجب والاستنكار في الشارع الفلسطيني، مساء السبت، جراء الاعتداء على المتظاهرين السلميين في مدينة رام الله الذين خرجوا رفضاً لجريمة قتل الناشط نزار بنات.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع مصورة تظهر قمع المتظاهرين من قبل عناصر الأجهزة الأمنية بلباس مدني بحسب شهود عيان، والاعتداء بالضرب والسحل عليهم، والاعتداء على الصحافيين ومنعهم من اداء عملهم.
وأطلق عناصر الأمن الغاز المسيل للدموع نحو المتظاهرين، وقالت مصادر محلية إن صحافية أصيبت بجروح خلال الأحداث التي شهدتها مدينة رام الله.
وحمل المشاركون في المسيرة التي نظمتها مؤسسات مجتمع مدني وانطلقت من دوار المنارة نحو شارع الإرسال وسط رام الله، صور "بنات"، ورفعوا شعارات تستنكر ما وصفوها بـ"الجريمة" وفق ما ذكر شهود عيان.
وتنطلق منذ 3 أيام مسيرات منددة باستشهاد الناشط بنات خلال اعتقاله على أيدي الأجهزة الامنية من منزله في الخليل.
وأكد شهود عيان أن قوات الأمن صادرت عددا من الكاميرات والهواتف المحمولة من الصحافيين والمشاركين بالمسيرة.
في المقابل، خرج العشرات بالتزامن مع المسيرة المنددة بوفاة "بنات" في وقفة وسط رام الله تأييدا للرئيس عباس، ورفعوا صور الرئيس، ورددوا هتافات مؤيدة له.
وعبر العديد من المواطنين والنشطاء عن استيائهم من قمع المتظاهرين، ومحاولة تكميم الأفواه، ومنع ممارسة حرية الرأي والتعبير التي كفلتها القوانين والمعاهدات الدولية.
ورصدت معا ردود الفعل عبر موقع الفيسبوك على ما حدث في رام الله من خلال المنشورات الآتية:
وصدرت الفصائل الفلسطينية عقب هذه الاحداث بيانات عبرت فيها عن استنكارها لقمع المتظاهرين،وقالت حركةحماس، إن "القمع الوحشي الذي تمارسه أجهزة أمن السلطة ضد المتظاهرين، سلوك إجرامي، ويؤكد أنها تتصرف بعيدًا عن الاعتبارات الوطنية والأخلاقية".
وأكد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم في بيان، اليوم السبت، أن "سلوك الأجهزة الأمنية المنفلت عن القانون ضد المتظاهرين والإعلاميين والصحفيات، انحراف عن المسار الوطني والأخلاقي وله تداعيات خطيرة على مجمل الحالة الفلسطينية".
وأدانت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بأشد العبارات إقدام ما اسمتهم "عناصر من الأجهزة الأمنية ومنهم عناصر بلباس مدني" على الاعتداء بالضرب وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكلٍ مكثّف على متظاهرين سلميين ومنهم صحافيين خرجوا في رام الله للتنديد بمقتل الناشط نزار بنات، مُحملّةً "قيادة السلطة وقادة الأجهزة الأمنية المسؤوليّة المباشرة عن هذا الاعتداء الجديد الذي تسبّب بإصابة واعتقال العشرات".
وأكّدت الجبهة في بيان وصل معا نسخة عنه: "أنّه في ضوء عدم استخلاص هذه السلطة وأجهزتها القمعيّة العبر من جريمة القتل الغادرة التي ارتكبتها بحق شهيد الكلمة والحقيقة نزار بنات، وإصرارها على مواصلة هذا النهج القمعي المُدمر رغم كل النداءات والدعوات الوطنيّة، فإننا ندعو جماهير شعبنا في عموم الضفة إلى النزول للشارع والتعبير عن رفضهم لممارسات الأجهزة الأمنيّة البوليسيّة تجاه أبناء شعبنا الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم لجريمة الاغتيال".
وشددت الجبهة على "أنّ دماء وحياة أبناء شعبنا مهما كانت انتماءاتهم أو معتقداتهم غالية علينا وليست رخيصة، ومن واجب الجميع التصدي بقوّة للقمع السلطوي البوليسي، فقد آن الأوان للجماهير الفلسطينيّة والحركة الوطنيّة أن توقف هذه السلطة عند حدها".
من جهتها، قالت حركة فتح-الأقاليم الشمالية، مساء السبت، إنها تتابع عن كثب حادثة وفاة نزار بنات وتداعياتها في الشارع الفلسطيني
وأكدت الحركة في بيانها، دعمها قرار الحكومة الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تمثل بها عائلة المتوفي نزار بنات، مشددة على رفضها محاولات بعض الأطراف المأجورة لاستغلال هذه الحادثة بهدف إثارة الفتن في المجتمع الفلسطيني
ونوهت الى أن المؤسسات الأمنية الفلسطينية لن تكون وحدها و مشيرة الى أنها ستتصدى لكل محاولات المساس بها وتشويه صورتها
واكدت الحركة على أنها ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه التطاول على أبناء مؤسستنا الأمنية، داعية لجنة التحقيق بالحادثة إلى إعلان نتائج التحقيق للملأ وإحقاق الحق لأصحابه.
وأدانت نقابة الصحفيين بشدة الاعتداءات على الصحفيات والصحفيين اثناء تغطيتهم المسيرة، واستهدافهم بقنابل الغاز المدمع مما تسبب باصابة البعض منهم، وملاحقة البعض ومصادرة هواتفهم النقالة.
واعتبرت النقابة ان استهداف عناصر الأمن للصحفيين تطور جديد وخطير في سياق الاعتداءات على حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي، والتي تمثلت بأبشع صورها في جريمة قتل الناشط نزار بنات، وامتدت لاحقاً لتطال بالتهديد بعض الصحفيين والمواطنين على خلفية التعبير عن مواقفهم تجاه قضية بنات، واحتجاز صحفي قبل يومين اثناء تغطية احداث ليلية وقعت في رام الله.