غزة- معا- أثارت مشاهد الحرب الأخيرة على غزة مشاعر أطفال مدرسة المعمور الأمريكية والذي خطوا خلجات قلوبهم كرسائل أرسلوها إلى تلاميذ وأطفال غزة، تعبيراً عن تضامنهم ومؤازرتهم لهم، وبالمثل رد مجموعة من التلاميذ في غزة من خلال فعالية قاموا فيها بكتابة رسائل وأبدعوا برسومات إلى قرنائهم في مدرسة المعمور الامريكية، ووضعها في زجاجات وأرسلوها عبر البحر لعل الموج يحملها إلى أطفال المدرسة.
رسم على الوجه، ورسم على لوحات وألعاب ترفيهية وغيرها، كانت فقرات الحفل الذي جرى في احدى استراحات مدينة غزة لعدد من الأطفال الذين شهدوا ويلات العدوان الأخير على غزة، في محاولة لتخفيف الألم والخوف الذي عايشوه على مدار 11 يوماً.
تخلل الحفل أيضاً وجبة إفطار وحلويات وعصائر، وكل ذلك ساهم في رسم الابتسامة على وجوه الأطفال، الذين قدمت لهم أيضاً هدايا رمزية وحقائب مدرسية، مقدمة من أطفال في الولايات المتحدة الأمريكية.
مدرسة المعمور الاسلامية والتي مقرها في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية رعت الحفل الترفيهي لأطفال غزة، حيث أرسل عدداً من طلبة الصف الرابع الأساسي بالمدرسة رسائل لأطفال غزة، تضامناً معهم خاصة بعد الذي تعرضوا له خلال العدوان الأخيرة.
وقالت مدرسة المعمور Al Mamoor School في رسالة تلاميذها بالصف الرابع لأطفال غزة :" نحن نرى النضال والتحديات التي تمر بها أنتم وعائلاتكم، قلوبنا تبكي عليكم، نشعر بالعجز، ونرجو أن نتمكن من فعل الكثير من أجلكم"، مؤكدة أنها تدعو دوماً من أجل سلامة أطفال فلسطين.
وأضاف تلاميذ الصف الرابع بالمدرسة " لقد كتب طلبتنا رسائل لنخبركم بمدى أهميتكم بالنسبة لنا، وأننا معكم وأنتم لستم وحدكم، وأننا وطلابنا متحدون معكم"، مشيرة إلى أن طلاب مدرسة المعمور يدعون الله دوماً من أجل سلامة أطفال فلسطين.
وتابع التلاميذ في رسالتهم " لا نريد أكثر من مجرد رؤيتكم سعداء في منازلكم وبين عائلاتكم، وأننا سنستمر في التواصل معكم والدعاء لكم.
من ناحيتها؛ قالت معلمة الصف الرابع بمدرسة المعمور بنيويورك أرام سهيل، :" أردنا نقل هذه الرسالة لأننا نريد أن نظهر حبنا ودعمنا لأطفال غزة، وكنا وما زلنا ندعو ونصلي بأن يكونوا آمنين"، موضحة أن المدرسة حريصة على أن تعلم تلاميذها مجريات الأحداث في فلسطين وتدعوهم لدعمهم والدعاء لهم.
وأضافت المعلمة أرام " نريد أطفال غزة أن يعرفوا أننا نقف معهم، وأن هذه المبادرة والفعالية قد تكون الأولى لكن بالتأكيد لن تكون الأخيرة".
سعادة يأمل الأطفال بتكرارها
بدورهم؛ قال منفذي الفعالية هديل الغرباوي ولؤي حجازي:" لا يخفى على أحد ما مر به أطفال فلسطين خلال العدوان الإسرائيلي الاخير على قطاع غزة، حيث استشهد نحو 66 طفلا، فيما اصيب وجرح مئات الأطفال بإصابات متنوعة ما بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة، عدا الاف الاطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية إثر العدوان والذين حتى اللحظة يخضعون للعلاج النفسي والاجتماعي لتجاوز ما احدثته الحرب من دمار نفسي لهم".
وأضافا " كثير هي المؤسسات والمنظمات التي عملت خلال وبعد العدوان على دعم الأطفال، ومن بينها مشكورة مدرسة المعمور الاسلامية بولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث حرصت ان يكون لها سهم في تعزيز صمود اطفال فلسطين واطفال غزة، حيث تواصلت معنا معلمة الصف الرابع في المدرسة ارام سهيل والتي نقدم لها جزيل الشكر، وأرسلت رسائل كتبها تلاميذها لأطفال غزة".
وأكدا على أن أطفال غزة الذين استفادوا من رسائل وهدايا مدرسة المعمور سعدوا جداً لها، وتركت ارتياحاً وانطباعاً جيداً في نفسوهم، موضحة أن رسائل تلاميذ مدرسة المعمور وحبهم وصل إلى أطفال غزة.
من جهته؛ الطفل يوسف حجازي 11 عاماً من بين الأطفال الذين تلقوا رسالة وهدايا من تلاميذ الصف الرابع بمدرسة المعمور، عبر عن سعادته الغامرة بأن يكون له أصدقاء في الولايات المتحدة، مؤكداً أن ذلك يسهم كثيراً في تخفيف وطئة ما شهده وعايشه خلال العدوان الأخير على غزة.
ودعا يوسف الذي شارك مع شقيقته ليان 8 سنوات في الفعاليات، دعا للمزيد من هذه المبادرات التي تسهم في التخفيف والترويح عن الأطفال، شاكراً مدرسة المعمور وكل طلبتها على هذه اللفتة الطيبة.