رام الله- معا- أطلقت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، بالتعاون مع مكتب منظمة اليونسكو في رام الله، وجاهياً وعن بُعد اليوم الثلاثاء، فعاليات مؤتمر "تطوير المنظومة التربوية الفلسطينية" والذي حمل شعار: "إنجازات، استحقاقات، رؤى استشرافية"، إذ يأتي هذا المؤتمر؛ لاستعراض واقع المنظومة التربوية الفلسطينية وبعض السياسات المرتبطة بها، وعرض مقاربات إقليمية ودولية؛ لاستشراف قدرة النظام التعليمي على الاستجابة للتحديات الماثلة؛ نتيجة الاحتلال وجائحة كوفيد، والرؤى المرتبطة بالحوكمة، وإدارة الجودة وضبطها، والتحول الرقمي، والتقويم التربوي وغيرها.
وشارك في افتتاح المؤتمر، الذي يُنظم على مدار يومين متتالين؛ وزير التربية والتعليم الفلسطيني أ.د. مروان عورتاني، ووزير التربية والتعليم الأردني أ.د. محمد خير أبو قديس، ورئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، ومدير عام السياسات بمقر اليونسكو في باريس بورهين شاكرون، ومديرة مكتب اليونسكو الوطني وممثلة اليونسكو في فلسطين نهى باوزير، ووكيل "التربية" د. بصري صالح، والوكيل المساعد للشؤون التعليمية ثروت زيد، بحضور شخصيات اعتبارية وأكاديمية وخبراء تربويين وطنيين وإقليميين ودوليين، وممثلين عن المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والأسرة التربوية.
وحملت الجلسة الافتتاحية عنوان: "مضامين وتوجهات إصلاح نُظم التعليم" ترأسها المتحدث الرسمي باسم الوزارة صادق الخضور، إذ تحدث فيها الوزير عورتاني عن أبرز منطلقات التطوير الراهنة وما يتضمنه مسار الإصلاح التربوي من جوانب ترتكز على الشمولية والعمق والحكمة والترابط والاستجابة لطبيعة المتغيرات واستلهام التجارب من النظام التربوي ذاته.
وشدد عورتاني على محورية دور الطلبة في قلب العملية التعليمية التعلمية، وضرورة توجيه الجهود كافة تجاههم وإشراكهم ومحاورتهم، كذلك الاهتمام بالمعلمين ومديري المدارس وتأهيلهم وتمكينهم، وجعلهم فاعلين ومؤثرين في مدارسهم ومجتمعاتهم، لافتاً إلى أن هذا الأمر يتطلب تعزيز حالة التشاركية والتعاون مع كافة الأطراف الرسمية والمجتمعية والحفاظ على الصدق في المساعي التطويرية.
كما تطرق الوزير إلى عديد الخطوات التي قادتها الوزارة خلال جائحة الكورونا على صعيد تأهيل الكوادر التربوية وتدريبها على آليات التعاطي مع المستجدات الراهنة، وإطلاق الفضائية التعليمية، والمنصات التعليمية الإلكترونية، واستحداث المركز الوطني للمناهج، وغيرها من المحاور التي ارتبطت بالحوكمة ومهننة التعليم، والعمل على بلورة أفكار جديدة تتسم بالرشاقة واللامركزية الرشيدة والاستجابة للتحديات، مثمناً جهود كافة الشركاء من اليونسكو والمشاركين في هذا المؤتمر والقائمين عليه.
بدوره، أكد الوزير أبو قديس دور التعليم؛ بوصفاً ركناً رئيساً في بنية المجتمعات، لافتاً في الوقت ذاته إلى مقومات الإصلاح التربوي في الأردن التي تستهدف الطالب والمعلم والبيئة المدرسية والمناهج والتشريعات بالاستناد إلى الخطة الاستراتيجية التي أطلقتها الوزارة منذ أعوام، وانسجامها مع طبيعة المتغيرات والتحديات التي فرضتها الجائحة.
وتحدث عن مجمل الصعوبات التي واجهها النظام التعليمي الأردني خلال الجائحة والاستجابة العالية لها؛ عبر تعزيز المهارات الرقمية، وتوفير الأجهزة وإطلاق منصة "درسك" للتفاعل مع الطلبة وغيرها، معبراً عن شكره لوزارة التربية الفلسطينية واليونسكو على الجهود التي تجسدت في تنظيم هذا المؤتمر.
من جانبه، أشار شاكرون إلى أهمية هذا المؤتمر الذي يعكس معنى التعاون بين اليونسكو ووزارة التربية الفلسطينية والمؤسسات الشريكة؛ كونه لا يركز على الأولويات التعليمية فحسب؛ بل على مجمل التحويلات المهمة ضمن منظومة شاملة خاصة ظل التحديات التي فرضتها الجائحة.
وأكد أن الاستثمار في التعليم لم يكن خياراً بل ضمانة مهمة للمستقبل؛ وهذا ما يعزز قناعات اليونسكو وحرصها الدائم على تحسين التعليم الفلسطيني وتجويد مخرجاته والتركيز على الممارسات الفضلى والنشاطات المدرسية اللامنهجية والاستفادة من تجربة التعليم عن بُعد وغيرها من الآثار التي خلفتها الجائحة.
من جهته، أكد أبو زيد أن فلسطين تقدم اليوم للعالم أنموذجاً يحتذى في مجال الإدارة، مقدماً عديد الأفكار والتساؤلات التي تحاكي روح العصر والمستجدات الراهنة وآليات مسايرة ما تفرضه هذه المستجدات من تحديات بكل كفاءة ومهنية واقتدار.
وتطرق إلى بعض القضايا المرتبطة بالتعليم ومخرجاته وطبيعة التدخلات والاحتياجات المستقبلية، وأهمية ربطها بالأعمال الإدارية، مثمناً العمل المشترك والتعاون البناء مع وزارة التربية في عديد البرامج والخطوات والمتابعات الحثيثة؛ لتطوير التعليم ضمن أولويات وطنية واضحة.
وتضمنت فعاليات المؤتمر في يومه الأول جلستين متخصصتين، إذ أدار الجلسة الأولى حول الحوكمة مدير عام المعهد الوطني للتدريب التربوي د. صوفيا الريماوي، وتضمنت عرض تجربة وزارة التربية ورؤاها وسياقاتها حول حوكمة نظام التعليم الفلسطيني، من قبل وكيل الوزارة د. بصري صالح، وورقة سياسات حول الحوكمة وإعادة تشكيل السياسات في نظام التعليم الفلسطيني من خبير اليونسكو بجامعة بيرزيت د. نعيم أبو الحمص، وورقة مقاربة إقليمية ودولية حول تجربة وزارة التربية اللبنانية في الحوكمة عرضها مدير عام التربية في لبنان د. فادي يرق، وعرض تجربة وطنية قدمها رئيس برنامج التعليم في وكالة الغوث معاوية أعمر.
وفي الجلسة الثانية، التي ترأسها المدير التنفيذي لشركة التمت سعيد زيدان حول التحول الرقمي، تضمنت عرض ورقة عمل حول تجربة الوزارة ورؤاها وسياقاتها لمدير عام التقينات وتكنولوجيا المعلومات في الوزارة م. جهاد دريدي، وورقة سياسات عرضها خبير من اليونسكو في جامعة القدس المفتوحة د. مجدي زامل، وورقة مقاربة إقليمية ودولية من مايكروسوفت جاي هيلز ريتشرد، وعرض تجربة جامعة النجاح الوطنية قدمتها مساعد رئيس الجامعة لشؤون الرقمنة والتعليم الإلكتروني د. سائدة عفونة.