غزة- معا - يصدر قريباً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر رواية (مشانق العتمة) للروائي والقاص الفلسطيني يسري الغول، والتي تحاول نقد الواقع العربي من خلال استدعاء شخوص الرواية لظروفهم القاهرة مما دفعت معظمهم للهجرة خارج البلاد.
ويقول وزير الثقافة الفلسطيني، الروائي عاطف أبو سيف، إن يسري الغول يواصل بحثه في مشانق العتمة عن السؤال الأساس حول حرية الفرد أمام قهر الجماعة، وكيف يمكن للأفكار أن تنمو في غابة الإجابات الجاهزة.
ويشكل الأفراد في ذلك العمل الروائي الهام شرطاً من أجل عبور اللحظة، لأنه العبور الذي يسعى فيه راكبوا السفينة ولوج عالم آخر يتمكنون فيه من العيش بأمان.
في نهاية كلمته على غلاف الرواية، يقول الروائي عاطف أبو سيف: "لسنا متيقنين من مآلات الرحلة، لكننا نبحر كلما عبرت السفينة الموج أكثر في ماضيهم ودواخلهم، نبحث معهم عن السؤال الذي ما زال يقلقهم حول صوابية ما يقومون به، إنهم قلقون مثلنا ينبشون في عمرهم بحلوه ومره، وإن ما تقوم به شخوص الرواية بات مألوفاً؛ إلا أن يسرى الغول يقدم لنا فرصة أن نقف على ما يعانونه في سبيل ترك قلوبهم وذكرياتهم خلف ستائر الماضي باحثين عن حياة تخلو منها.
أما شيخ الروائيين الفلسطينيين غريب عسقلاني كتب عن الروائي يسري الغول أنه دائماً يسبق اللحظة بأدواته الفنية وأحلامه الكبيرة التي تتموضع عند سرة الرؤية، لكي يقفز إلى مصاف الكتاب العظماء الذين يشقون درباً نحو الأدب الرفيع، حيث يأخذنا في معظم أعماله بين حدي الموت والجنون؛ فيطرح سؤال الاختيار بين الموت المجاني والمواجهة غير المتكافئة في واقع يمور بالمفاجآت وانقلاب المعايير والتباس وغموض النتائج.
ففي جغرافيا متنوعة، مضغوطة بالحرب أو الحصار والمقاومة والاجتياح وغياب أساسيات الحياة يشرع أبطال مشانق العتمة في الظهور، واحداً تلو الآخر، من خلال التداعي المقصود، لسرد وقائع أكثر جموحاً من الخيال، فكيف تكون الهواجس والتداعيات؟ وكيف يتخلق الحلم؟ وكيف يلتقط يسري الغول لحظة انفجار الكتابة، وإطلاق حكاياته وتحريك كائناته في موازاة الواقع؟