رام الله - معا - "درست الإعلام في هذا الصرح العظيم، حتى أسلط الضوء على قضية بيتي وحارتي ومدينتي ووطني، شكراً لجامعة بيرزيت التي كانت دائما منارة الحريات في فلسطين." بهذه الكلمات عبرت طالبة الإعلام منى الكرد، وهي إحدى الناشطات الفلسطينيات المدافعات عن الوجود الفلسطيني في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة عن فخرها بتخرجها من جامعة بيرزيت.
وخاطبت الكرد زملاءها الخريجين قائلة: "اليوم سنستلم شهاداتنا الجامعية التي ستكون سلاحنا الذي ندافع به عن بيوتنا وأرضنا وأشجارنا وعن حقنا، فكل من على المنصة اليوم سيقاوم بمجال تخصصه". وأضافت: " لا تسكتوا عن الظلم والاضطهاد والقمع والاعتقالات السياسية، فالكلمة وصوت الحق ووحدتنا الوطنية هي من تحرك أنظار العالم تجاه فلسطين وقضيته".
جاء ذلك خلال احتفالات الجامعة لليوم الثالث على التوالي بتخريج كوكبة من طلبة كلية الآداب والعلوم ضمن احتفالها السنوي بتخريج الفوجين 45 و46.
ولم يكن حي الشيخ جراح فقط متصدر للمشهد في حفل التخرج، بل كان لممارسات الاحتلال وانتهاكاته تجاه التعليم في فلسطين الأثر الكبير، حيث استلمت والدة الطالبة الأسيرة ليان كايد، والمغيبة في زنازين الاحتلال شهادة تخرج ابنتها بتخصص علم الاجتماع، فيما لم تستطع والدة الطالبة المقدسية لين دقة حبس دموع القهر عند استلامها لشهادة ابنتها بتخصص الإعلام، والتي حرمها الاحتلال من المشاركة في حفل تخرجها، فارضاً عليها الحبس المنزلي.
كما ورفع الطلبة الخريجون صور زميلهم الشهيد فادي وشحة، الذي استشهد على أيدي قوات الاحتلال الشهر الماضي في مسيرة سلمية متضامنة مع مدينة القدس وحي الشيخ جراح.
من جانبه هنأ عميد كلية العلوم حجازي أبو علي الطلبة على تخرجهم، وقال: " يسعدني أن أهنئ الخريجين وأهاليهم الذين يرون اليوم حصاد تعبهم وسهرهم، بعد سنوات من الدراسة والجهد، وبعد عام صعب، عانى فيه العالم من جائحة كورونا، التي حالت دون أن ننظم هذا الاحتفال العام الماضي. ولأننا وعدنا خريجي الفوج الخامس والأربعين، أن الجامعة ستحتفل بهم ومعهم في تخرجهم عند عودة الحياة إلى طبيعتها، فها نحن ننفذ وعدنا، ونحتفل بهم وبالفوج السادس والأربعين."
وأضاف: "نحتفل اليوم بهذه الكوكبة من الخريجين والوطن ليس بأحسن أحواله، فمن جهة لا يزال الوطن يئن تحت تأثير جائحة كورونا وتداعياتها، ومن جهة أخرى يعاني الوطن من هجمات مستعرة من قبل الجماعات الاستيطانية تهدف إلى نهب الأراضي والبيوت وتهجير أصحابها خاصة في الشيخ جراح، وسلواد، وجبل صبيح بالقرب من قرية بيتا. ويتعرض الوطن في الأيام الأخيرة إلى أزمة داخلية حقيقية تهدد النسيج الوطني، وتتطلب الكثير من الحكمة والتعقل لتجاوزها إلى بر الأمان."
فيما تحدث عميد كلية الآداب إبراهيم موسى عن الدور الوطني والمسؤولية المجتمعية التي تلعبها جامعة بيرزيت، حيث تقدم منحا دراسية كاملة أو جزئية لطلبتها غير المقتدرين بمبلغ 5.4 مليون دينار كل عام لمساعدتهم على استكمال مسيرتهم التعليمية، يخصص جزء منها للطلبة الجدد، من بينها 50 منحة لطلبة القدس والأغوار، و20 منحة لطلبة مسافر يطا، في مبادرة لدعم ومساندة العائلات الفلسطينية التي تواجه خطر تنفيذ مخطط الضم والاستيطان، الذي سيحرمهم من حقوقهم الأساسية في العيش الكريم.
وخاطب الطلبة الخريجين قائلاً: " هذا يوم فرحكم أنتم وأهاليكم، ونحن سعداء بقرب عودة الحياة إلى طبيعتها، لتسجلوا في ذاكرتكم هذا اليوم الذي كنتم تنتظرونه من يومكم الأول في جامعة بيرزيت. سننتظر أن نشاهدكم تحفرون طريق نجاحكم في حياتكم العملية، راجين لكم التوفيق والنجاح الدائمين."
هذا وقدمت الطالبتان زينب سمارة من كلية العلوم، وفاطمة زلوم من كلية الآداب، كلمة بالنيابة عن زملائهم الخريجين، أكدتا بها الدور الكبير الذي لعبته الجامعة في تطوير معارفهم العلمية والعملية، وبناء شخصيات الطلبة وتميزهم.
وفي نهاية الحفلين، وزعت الشهادات على الخريجين، بعد موافقتهم على الالتزام بعهد الخريجين الذي قرأه عميد الآداب وعميد العلوم.
يشار إلى أنه سيتم يوم غد الخميس الأول من تموز 2021، تخريج الفوج 45 والـ 46 من طلبة كلية الأعمال والاقتصاد.