معا- تواصل أزمة نقص أشباه الموصلات أو ما يعرف بالرقائق الإلكترونية التخييم على مشهد الصناعات الحديثة ولا سيما صناعة السيارات.
وكل يوم تظهر أبعاد جديدة للأزمة التي تأتي في ظل عقبات إنتاجية حدثت منذ العام الماضي بسبب تفشي جائحة كورونا العالمية.
بي إم دبليو على خط الأزمة
أعلنت شركة بي إم دبليو الألمانية عن توقعاتها بأن تستمر أزمة النقص في أشباه الموصلات أو الرقائق الإلكترونية حتي النصف الثاني من العام الجاري، الأمر الذي يعني تفاقم المشكة وعدم وجود حل لقضايا توريد السيارات.
وقال رئيس الإنتاج في بي ام دبليو ميلان نيديليكوفيتش إن "توريد أشباه الموصلات أمر بالغ الأهمية، ولا تزال التوقعات للنصف الثاني من العام حرجة بسبب استمرار نقص التوريد".
وأضاف نيديليكوفيتش أنه "من الصعب الافتراض بأنه سيتم السيطرة علي الأزمة في وقت قريب وسيتم تغطيته النقص إلى حد ما في النصف الأول من العام".
حديث رئيس الإنتاج في بي إم دبليو جاء أثناء المؤتمر الصحفي الذي نظمته الشركة على هامش إطلاقها سيارتها الجديدة بي إم دبليو Ix.
وقف 30 ألف سيارة من بي إم دبليو
رئيس الإنتاج في الشركة البافارية العملاقة نيديليكوفيتش أفاد بأن نصيب بي إم دبليو من عجز الإنتاج بلغ نحو 30 ألف سيارة حتى نعاية الربع المالي الصاني من العام الجاري 2021.
ولم تكن توقعاته متفائلة للأشهر المتبقية من العام إذ أكد أن النقص في الإنتاجية مرجح في النصف الثاني من العام كذلك.
تغيرات تضرب السوق العالمي
وخلال الربع الأول والثاني من العام الجاري شهد سوق السيارات زيادة كبيرة في المبيعات في أعقاب تخفيف العديد من الحكومات القيوم والإجراءات الاحتراية المتعلقة بمكافحة تفشي جائجة كورونا العالمية.
إلا أنه من الجدير بالإشارة أن ارتفاع الطلب في سوق السيارات لم يقابله زيادة في العرض مما أدى إلى نشوء أزمات في الإنتاجية والتوريد، وخاصة مع نفاد السيارات الحديثة لدى الموزعين.
ففي السوق الأمريكية، ووفق تقارير صحفية، أفاد تجار وموزعي السيارات بأن العملاء يقبلون على شراء السيارات الجديدة دون تفاوض.
ولفتوا إلى أن السيارات ذات الطلب العالي والسيارات المستعملة بشكل خفيف، أصبحت تبيع بأعداد أكثر مما كانت تفعل عندما كانت تعرض جديدة.
إفقار السيارات الجديدة أحد الحلول
ومع تفاقم أزمة الرقائق وأشباه الموصلات يحاول المعنيين في مجال صناعة وإنتاج السيارات التوصل إلى حلول تدعم مكاسبهم وفي الوقت نفسه توفر ما يطلبه العملاء من إعدادات في كل سيارة.
غير أنه تحقيق المكاسب للطرفين البائع والمشتري ليس بالأمر الهين، فتقديم سيارة متطورة تقنيا بات أمرا صعبا وخاصة بمراعاة الثبات على الأسعار نفسها.
وفي محاولة لمواجهة المشكلة، لجأ عدد من المصنعيين للسيارات إلى تقديم مركبات تخلو من إعدادات ومميزات متعارف عليها وذلك من أجل إنهاء إنتاجها في ظل نقص القطع المطلوبة لإتمام عملية إطلاقها في الأسواق.
بدون إمدادات ثابتة من الرقائق الدقيقة، المطلوبة بصورة حتمية في كل تصنيع عالي التقنية، وبالإضافة إلى تراكم الأعمال، ستصبح القرارات قريبًا أكثر صعوبة لشركات صناعة السيارات.