رام الله- معا- نظم ملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية بالتعاون مع مؤسسة "فريدريش ناومان" من أجل الحرية ورشة عمل تدريبية شبابية بعنوان "الابتكار في إنشاء وإدارة المشاريع الصغيرة"، بمشاركة نخبة شبابية متميزة من محافظات الوطن.
وافتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من د. إياد أشتية رئيس الملتقى الذي رحب بالمشاركين قائلاً "إننا نؤمن بقدرات شبابنا الفلسطيني، الذي تصدر الصفوف في قضيته الوطنية، واليوم نتطلع إلى دور الشباب في تحسين ظروفه وتحقيق ذاته، فبدأنا بالعمل على كيفية التحوّل نحو اقتصاد المعرفة وخلق بيئة حاضنة للمؤسسات الناشئة وريادة الأعمال لمساعدتها على النمو والازدهار، فقد آن الأوان أن نعمل على تطوير اقتصادنا من خلال إيجاد فرص جديدة وواعدة في صناعة الوظيفة وتحسين الدخل من خلال المشاريع الريادية الابتكارية.
مقدماً شكره للشركاء الاستراتيجيين مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية على دورهم العالمي والإقليمي والمحلي في دعم مفاهيم الحرية والديمقراطية من خلال تقديم برامج التعليم المدني، وتعزيز الحوار السياسي الدولي، وتقديم الاستشارات الاقتصادية والسياسية، من خلال شبكة مكاتبهم المنتشرة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا وآسيا، مشيراً إلى أن المؤسسة ومن ضمن ما تقوم به في العالم وفي فلسطين بشكل خاص المساهمة في بناء مجتمعات ديمقراطية، حديثة ومدنية، والعمل على تقوية المجتمع المدني، بالإضافة إلى التعريف بمفاهيم الحرية وحقوق الإنسان، المساواة والتعددية السياسية والفكرية، واقتصاد السوق.
بدوره أكد الناشط الشبابي رامي خنفر عضو مجلس إدارة الملتقى على أن الملتقى مؤسسة فلسطينية شبابية تأسست من قبل مجموعة من الشباب الحالمين الذين تجمعهم رؤية مشتركة لبناء مجتمع فلسطيني مدني ديمقراطي قائم على أساس احترام حقوق الشباب وضمان مشاركتهم المجتمعية بكافة أشكالها.
وأشرف على تدريب المشاركين الخبير والمدرب الوطني أيمن الميمي مدير دائرة التدريب وتطوير الأعمال في غرفة تجارة رام الله والبيرة، وأمين سر جمعية المدربين الفلسطينيين الذي ركز من خلال الجلسات التدريبية على مهارات بناء نموذج مشروع العمل الخاص بكل مشارك، من خلال التدريب المباشر، والعصف الذهني، ومجموعات العمل، والنقاشات المفتوحة، والعروض الفردية للمشاركين.
وركز المد\رب الميمي على تمكين المتدربين في أهم الجوانب العلمية والعملية التي تسهم بتأسيس مشروعات منتجة للشباب أو تطوير مشروعاتهم القائمة بشكل مبتكر، وكيفية تنفيذ دراسات الجدوى الاقتصادية ومهارات التسويق والتخطيط وإدارة الأعمال، الموارد البشرية، حسابات التكلفة، مراقبة المخزون، إدارة العمليات، والمحاسبة المالية.
وقام الميمي بتدريب المشاركين على بناء نماذج الأعمال الخاصة بهم، مركزاً على أهمية التوجه نحو التمكين الاقتصادي لما تحققه من مساهمة في تحقيق مبدأ الاعتماد على الذات والتطوير على المشروعات والاستثمار المحلي بأساليب علمية متميزة.
وضمن فعاليات اللقاء اطلع المشاركين على عدد من المشاريع الابتكارية الشبابية في محافظة رام الله والبيرة بهدف تطوير الأفكار لمشاريع صغيرة مبتكرة قابلة للتطبيق من خلال مجموعة من الزيارات الميدانية التي ابتدأت بزيارة مؤسسة (uMake)، حيث استمع المشاركون لتجربة الشاب داود غنام المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة منذ بدابة الفكرة وصولاً لتطبيقها على أرض الواقع، وكيف نشأت المؤسسة والتحديات التي قابلتها منذ البداية وسبل وآليات التغلب عليها.
وزار المشاركين مشروع (Location) وهو فكرة مشروع انبثقت من خلال الحجر في ظل جائحة كورونا تتلخص في توفير مساحة خارجية في الهواء الطلق لإقامة المناسبات الاجتماعية والحفلات أو أي أنشطة تتطلب وجود مساحات خارجية جذابة، يتسع ل(400) شخص، وهو مشروع ريادي نسوي يسهم في تمكين المرأة اقتصادياً وتعزيز دورها.
وخلال زيارة المشاركين لأكاديميتها المتميزة في التصوير قدمت الشابة الفلسطينية المبدعة عرين الريناوي تجربة نجاح مشروعها الابتكاري، المنشئ على أراضي قرية جفنا شمال محافظة رام الله والبيرة، مشيرة إلى أنّ فكرة الأكاديمية مرّدها إلى عدم وجود مكان خاص قادر على تدريب هواة التصوير باحترافية ومهنية، تحديداً التصوير الفوتوغراف، وتحدثت للمشاركين عن فكرة تطوير مشروعها، إذ أنها بدأت من خلال معرض في الشارع برام الله باستخدام حبال وملاقط الغسيل، ثم طورت الفكرة من خلال السوشال ميديا، مروراً بفكرة (شفيق) وهي سيارة التصوير الخاصة بها، كما أنها صممت تطبيقاً خاصاً بها على الهواتف الذكية، حتى وصلت إلى أكاديميتها التي تتضمن عديد التخصصات للتصوير الاحترافي، منها استخدام الإضاءة في التصوير، وبرنامج الفوتوشوب، وتصوير الأزياء، والفعاليات، والشركات، والمنتجات، والتصوير الفوتوغرافي، والفوتوغرافي المتقدم، وغيرها.
واختتمت الزيارات الميدانية من خلال اطلاع المشاركين على مشروع بوصلة، وهو المشروع الأول من نوعه في فلسطين، تحول من حلم إلى حقيقة كمبادرة شبابية لتشجيع السياحة الداخلية في فلسطين، من خلال تنظيم مجموعة من الزيارات الاستكشافية للوطن، في محاولة شبابية لتسليط الضوء على الاهتمام بالأرض ومزج السياحة بالاستكشاف بالترفيه من خلال توفير كافة المعدات والمستلزمات والخدمات التي يحتاجها المشارك لاستجمام والاستكشاف.
وخلال فعاليات اللقاء التدريبي الذي امتد على يومان قدم المشاركين عدة مداخلات وعروض لنماذج مشاريعهم الريادية مشددين على أهمية الدورة التدريبية في تعزيز مفاهيم الابتكار كأساس ومحرك لتأسيس المشاريع الريادية، سواء كان هذا الابتكار في بناء نموذج عمل مختلف ومتميز، قائم على مبدأ المشاركة، أو أن يكون حلاً لمشكلة حقيقية قائمة يؤدي إلى قيمة حقيقية للسوق، أو بتطوير شيء قائم يُقدم بشكل مختلف.