الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فيلم "بحب السيما" ونقد عميق حاد للمنظومة

نشر بتاريخ: 06/07/2021 ( آخر تحديث: 06/07/2021 الساعة: 16:34 )
فيلم "بحب السيما" ونقد عميق حاد للمنظومة

إهداء الى روحيهما بيننا: هاني جرجس وأسامة فوزي

الكاتب: تحسين يقين

بعد 17 عاما ما زال طازجا!

وسيظل من الروائع الخالدة فعلا..

خلاصان تكاملا معا، فمجموع السياقات الفردية بنت السياق العام، الذي من جانبه، راح يؤثر على تفاصيل حياة الأفراد. وبالتالي فإن محصلة خلاص الأفراد سيكون لها معنى ويمكن تحقيقها، إن تم السير باتجهها ضمن الخلاص العام والجمعي، وطنيا وقوميا وإنسانيا.

عائلة "عم عبد المنعم اللي يرش المي عمال ع بطال"، وعائلة مكين أفندي الكبيرة، التي جعل أطفالها السطح ملعبا لكرة القدم، وعائلة معالي التي ما أن تبدأ اجتماع الصلاة حتى تتشاجر، وعائلة رشاد التي يتحرك أطفالها بأقل قدر من الثياب (بلابيز)، وابنهم الفتى رشاد الذي يحب جارته الصغيرة (أخت الراوي)، التي يطول سرحانه بها، فيما تسرح هي بالمربى والخبز، وأمه، التي يراها دوما (شايلة الهم)، وجدته دائمة الصلاة والدعاء لأسرتها بالخير، وعدلي (الأب) الذي يخشى أشياء عادية كالذاهب الى السينما، خوفا من عقاب جهنم. ذلك هو الحي الذي يعيش فيه الطفل نعيم، وعمره 10 أعوام عام 1966، في حي شبرا الشهير في القاهرة.

نعيم الطفل ابن ال10 سنوات، والأم نعمات مديرة المدرسة، وعدلي المعلم، 3 شخصيات يمكن اعتبار أن كل منها تشكل شخصية رئيسية في الفيلم.

يتم السرد بعد 30 عاما، أي عام 1996، حيث أصبح نعيم أربعيني، حيث يبدو أن الحال لم تتغير كثيرا، وأن البنية التقليدية للمجتمع ما زالت كما هي.

كان اختيار الكاتب هاني جرجس والمخرج أسامة فوزي زمن الفيلم-الرواية، الذي شكل سردية سينمائية ممتعة، لعام 1966، موفقا في تعميق دلالة الحدث السياسي، كنتيجة حتمية لهذه البنى التقليدية، التي لم يكن لتفضي إلى أي خلاص وطني.

سحرية التفكير النقدي، تم بشكل إيحائي، وصولا للمباشرة أحيانا، وقد بدأ ذلك في الإيحاء بثقل الفهم الديني الكلاسيكي، وقصر اختيار الفعل بناء على الثواب والعقاب، ووجود التناقض بين القول والفعل لدى رجال الدين، كالنهي عن اقتناء تلفزيون، في حين يتم اقتناؤه. في حين يكشف السردية السينمائية هشاشة الدراما التي تقدم قصصا غير واقعية، وكوميديا متكلفة خاصة التلفزيونية، وبشكل خاص بعد هزيمة 67، فلا وعيا تثير، بل تخديرا. أما النقد الإعلامي، فيظهر في تصوير الصحافة المرتكزة على شخصية الفرد، فيما كان هناك نقدا إيحائيا لنظام التعليم، القائم على استظهار المعلومات لا التفكير، ذلك النظام الذي لا يراعي المواهب الفردية، بل يقمع تلك المواهب، كما حصل مع خال نعيم، الذي يضطر للهجرة ولا يعود. كما يتم نقد البنية الإدارية.

لذلك تجاوز ما منحنا الفيلم به من متعة فنية وتفكير، باتجاه إيجاد دور، حتى لا تظل منظومات حياتنا تسلمنا من هزيمة لأخرى.

يتسارع اندماج المشاهد بأحداث الفيلم، وصولا للتماهي، بل لكأن الخارج من مشاهدة الفيلم، راح يحاكي مونولوج "عدلي"، مخاطبا نفسه والآخرين، بصدق طال انتظاره، في سياق تحرر الذات والمجتمع، ونزع الأثقال، على أنواعها، وهي ما لحقت منظومة الحياة ونظام الحكم، في المؤسسات الدينية والسياسية والتربوية والفنية والاعلامية.

يتم قطاف ثمر حكم هذه المنظومة في حزيران عام 1967، فما الذي سيفعله النظام الأبوي، البطريركي؟ وهكذا، فإن الرئيس الذي صرّح قبل أيام "بأنه لم يتجاوز الخمسين، وأنه باق في هذه المنطقة من العالم"، هو نفسه الذي يتنحى عن المنصب، متحملا مسؤولية الهزيمة.

وهكذا، فقد انسجم غروب شمس نهار اسكندرية، مع غروب النظام السياسي رمزيا، في حزن عام، رحل خلاله "عدلي"، وجد عدلي لامه (رؤوف مصطفى)، حيث مثّل ذلك لربما، موت الأب السياسي والبطركي.

من المهم هنا، ونحن نتحدث عن التحولات السياسية والثقافية التي عصفت بالأفراد والنظام السياسي، والمجتمع، خصوصا ونحن نتحدث عن الخلاص الفردي والعام، أن التحول بدأ يظهر لدى "عدلي" كفرد في المجتمع، حيث راح يعيش عملية انفكاك، وتخلص من الثقل على مختلف أنواعه. لكن_ ولأن ذلك كان فرديا وليس عاما_فلم يتم إنقاذ المجتمع ولا تخليصه، فكان ما كان من هزيمة وصفها النظام بالنكسة تخفيفا، لإطالة عمره الافتراضي، ما يعني أن عملية النهوض، هي عملية عامة وخاصة، تنبع من وجود منظومة متنورة ديمقراطية في جوانب حياة المجتمع، وبالتالي الأفراد، حتى لا نغترب، أو نهاجر كخال عدلي. وصفته الأم "الواد بيقول مفيس حياة هنا البلد بتعيش نكسة".

وحتى نضيف هنا، ونؤكد على ما ذهبنا إليه من وعي الأفراد، علينا أن نركز على التحولات في شخصية كل من "عدلي" و"نعمات".

تحولات عدلي: شخصية الأستاذ عدلي التي أداها بعمق وتركيز شديد الفنان محمود حميدة. إنه المعلم، شديدة الارتباط بالمجتمع، بل هو مخرج له؛ تسكنه المحافظة بدافع الجزاء المتجلي بعد الموت بالجنة والنار. وتراه دوما يشعر بالإثم، لدرجة تأثيم العلاقة الزوجيةأ التي يراها من أجل الإنجاب. لذلك، فهو دائم الدعوة لإغلاق الشبابيك، كذلك يكرة ذهاب ابنه نعيم للسينما مع خاله، كذلك ضج من لوحات زوجته الناظرة نعمات الفنانة خاصة تلك التي ظهر فيه العري. ويظل الحال كذلك، إلى يبدأ في التحول في الجزء الثاني من الفيلم. ومن الأسباب المباشرة ربما، أنه تعرض لضرب المباحث، بعد شجاره مع الناظر، بسبب احتجاجه على ميزانية دعم الطلبة، حيث وشى به (ضمنيا). وساعد معرفته بمرض في القلب، على تأمله في هذه الحياة، ودوره فيها، إضافة لمرض ابنه نعيم "بالروماتيزم". لذلك راح يتغير، فحين عرف أن نعيم ابنه ذهب الى السينما، لم ينفعل كالسابق. تلك الحوادث مجتمعة دفعته للذهاب للترويح عن نفسه، ولأنه غير معتاد، فقد ثقل رأسه، وراح يبوح بعد أن تحررت عقدة من لسان، التي تلت ربما عقدة الفكر والشعور. وهنا يبدأ بالبوح والنقد النفسي والاجتماعي والسياسي، وصولا لحالة شعور وجودي؛ بدأ بالاعتراف بأنه أول مرة يشرب ويدخن، وأنه (طلع خيبة وعملها ع حاله بسبب كلمتين تهديد)، كذلك يبوح للنادل ما يشعر به فعلا من داخله، بأن بالرغم "وفي البيت كنت بفكر اني بمشيهم ع العجين وهم يستغفلوني"، ثم يبوح بالعلاقات الكاذبة في العمل، بين الموظفين والمدير، حيث يشكّل أصحاب المناصب العليا من هم دونهم "على كيفهم" وهكذا. ثم بعد هذا التمهيد نجده يذهب مذهبا فكريا، بأن التغيير لا يأتي من أحد، بل هو عامل ذاتي. وتتسارع جرأته حين يتساءل عن صعوبة إجبار الناس بالتدين، وصولا للنقد السياسي في الحديث عن "إجبار ناصر بالاشتراكية. وهنا يقترح النادل عليه بأن يتوقف "كفاية كدة انت شربت كتير". لكنه يستمر بالحديث عن كذب بطانة عبد الناصر، وهنا ينسحب النادل بهدوء، في حين نرى أن استماع الرجلين قربه على البار لحديثه، موافقة له، كأنه يعبّر أيضا عما في داخلهم. " سلسة طويلة من الخوف والكبت والجبن والكذب، كل واحد كابت على نفسه واللي تحتيه". وهنا كما بدأ مونولوجه الخطابي لنفسه ولربه، (ولنا كمشاهدين) بنقد نفسه في التحكم بأسرته، يعود لنقد نفسه عميقا، واصفا نفسه بكذاب أكثر سوءا من الآخرين، كون يكذب على ربه، بتمثيله دور القديس، وكيف أن عذب نفسه وأسرته وزملاءه بدون مبرر، كاشفا أن تدينه كان شكلانيا لا في العمق، وليس هذا فقط، بل أنه ينتقد ما يظنه من استقامة في نفسه إنما جاء من خوفه من النار، لا من قناعته، "الحقيقية اني بحب الخطيئة"، متسائلا بعمق أخلاقي ووجودي "يا ترى لو مفيش جنة ولا نار كنت حعمل نفس الحاجات". وهنا يصب جام نقده للمؤسسات الدينية على تربيتها للجمهور، حيث بدلا من تقريب الناس للدين في العمق، يصيرا طقوسا شكلية. ولعل هذا المشهد من البار حتى الاعتراف الأخير، كان من أهم المشاهد المؤثرة والتي أداها العظيم محمود حميدة عال، كونه هزتنا جميعا من دواخلنا.

وقد تجلت التحولات في التغير في سلوكه اليومي تجاه نفسه والأسرة، بالعودة للحب والشعور الجسدي الآمن المستمتع لا الشعور بالتأثيم. كذلك اصطحبهم في رحلة تصييف في الاسكندرية وتغيير موقفه من السباحة في البحر، باحثا عن تحقيق سعادة ابنه نعيم، حيث يحضر له دراجة هوائية حين يراه يطلب من أحد المتنزهين "لفة ع البحر".

في الربع الأخير من الفيلم يلقي لنا تساؤلا حول الكذب والمكاسب، وكيف سيختار الناس..؟

نعمات: التي قدمتها بإبداع النجمة ليلى علوي، درست الفن، وتحولت من التعليم لتصير ناظرة، تعاني الكبت، والانفصام، وقد ظهر ذلك جليا في لوحاتها، فهي تصور الطبيعة وغير ذلك، لكن في الخلف وحات عري. حين اكتشف ذلك زوجها، عادت ترسم بتشجيع من مشرف الفن (فطين عبد الوهاب)، وصارت ترسم ما تحبه وزوجها نائم. تحاول التغيير عاطفيا وجسديا وفنيا، لكنها مرتبكة، فما أن مرض طفلها نعيم حتى راحت تصلي طلبا للغفران على خطيئة ممارسة الحب مع الفنان. لكن يحصل تغيير في شخصيتها بعد وفاة زوجها، حيث في الوعي واللاوعي، تبدأ بالضغط على ابنها وابنتها، من أجل التحصيل المدرسي، وإغلاق الشباك بالنسبة لابنتها المراهقة؛ فالمفارقة التي حدثت، لربما هي نتيجة برمجة النظام الاجتماعي، استجابة لحديث أمها( عايدة عبد العزيز) مع سيدة في العزاء "بنتي حتعيش مع ولادها وحتخليهم احسن ناس". وهي على رأي نعيم ابنها " اعاني من سيطرة امي اخذت الراية من أبي".

نوسة: فتاة عادية تحب وتتزوج، لكن حين تعرف جبن زوجها(الفنان إدوارد) واختبائه خوفا من التجنيد بعد هزيمة 1967، تطلب الطلاق، (هعيش حرة)، معتمدة على دخلها من الوظيفة وعملها خياطة بعد الظهر. وبالرغم من عدم اهتمامها في عالم السياسة، إلا أنها تشعر بالخلان من موقف زوجها، الذي أصلا سبق أن كذب عليهم جميها، فيما يخص تعليمه العالي، في حين تظهر احتراما لأقرباء زوجها الذي استجابوا لدعوة التجنيد. لذلك، فهي ليست الوحيدة التي طلبت الطلاق على حد سرد نعيم، بل نراها تمثل الإيمان بوجود دور للأفراد لا الهروب. لقد ابدعت منة شلبي في هذا الدور فعلا.

الجدة: مثلت في الفيلم العقلانية والإنسانية، سواء في فهمها لجوهر الدين، كذلك في فهمها للطبيعة البشرية، كما في نصحها لزوجة ابنها المتوفى بأن تتزوج لأنها صغيرة. وقد كان اختيار الفنانة نادية رفيق موفقا.

وأخيرا "نعيم"، أداه الفنان يوسف عثمان طفلا، وهو أي نعيم انعكست عليه كل تحولات الأسرة، وكأنه يمثل الشعب، "أعاني من سيطرة امي اخذت الراية من أبي"، وهو يكره المؤسسات البطريركية: : "بكره بابا والكنيسة طول عمري بكره الدكاترة اللي بتحكموا فينا، وبقولوا أنهم عارفين مصلحتنا أكثر منا".

يمكن قراءة براءة نعيم الذي كان يحقق شغفه بالسينما والساندويشات والصور، من خلال استغلال خوف الآخرين في محيط الأسرة والمدرسة من الكبار، كسلوك الشعب، في حالى الخلاص الفردي، حيث استغل غزليات خالته نوسة، ورشاد جارهم، وأطفال المدرسة.

يحب نعيم عالم السينما، كسرديات جميلة، ظل يحب الأفلام، ويسعد بروايتها للأطفال مخترا مرتفعا يقف عليه. وكان اقتراحه بان يتعلم خاله السينما. تاثره بعالم السينما كان مقدسا: "كانت السينما بالنسبة له هي الجنة والممثلين قديسين والتذاكر صكوك الغفران". ظهرت في الفيم عدة بوسترات: القاهرة 30، والراهبة الطروب، ووالحياة حلوة، وطريق الفردوس، والنظارة السوداء، ومعبودة الجماهير. والذي يتأملها يجدها خليطا من الأفلام الواقعية والرومانسية.

أما الطفل الفنان يوسف عثمان، الذي أدى دور نعيم، فصار فنانا كبيرا..

سينمائيا: ارتبطت الرؤية الإخراجية في هذا الفيلم الواقعي بموقف السارد، فظهرت فيه السخرية بالكشف والتعرية (اللوحات كانت إشارات محفزة) ، حيث كان الفيلم مثالا على التفكير النقدي الحاد، وصولا لأشد المشاهد سخرية حين بوّل نعيم على المتشاجرين/ت في الكنيسة، بسبب ما تحدثت به سيدة في العزاء على نعمات: "نردهالكم بالافراح"، وإن كنا نظن أن ذلك موقف الكاتب والمخرج، بسبب عمر الطفل وسياقه الاجتماعي.

ثمة رمزية هنا في التعبئة والتفريغ، أي في الشرب من وعاء كبير، أكان في التبول على الطبيب بما يشكله من رمزية وصاية، أو معاقبة المعزين/ات على سلوكهم.

ومن الجميل في الرؤية الإخراجية هو انها مقدمة في سياق تذكر الطفل نعيم، بع 30 عاما، حيث ظهرت البراءة والعمق والمقد الحاد اجتماعيا وسياسيا.

على مدار ساعتين و7 دقائق، لم نشعر بمرورها، شاهدنا فيلما مدهشا، كأهم الأفلام العربية. وقد جذبنا الفيلم بكل عناصره، في النص والإخراج والتمثيل والموسيقى (خالد شكري). إنها سرديتنا جميعا في هذه البلاد بما حدث ويحدث من تحولات تؤثر على تفاصيل حياتنا.

بدأ الفيلم بمشهد الحمام وتالتقاط الحبوب، وما يثيره من دلالة الذكر والأنثى والطبيعة، وقد بثّ الفيلم بعض الرموز، كانقطاع الماء والكهرباء، وترقيم البيض، لتقنين الاستخدام، بسبب العمر الافتراضي بإيحاء ربما على الحكم والأيديولوجيا الاشتراكية، كذلك في اسكتش المسرحي عن النبي يوسف، وعلاقة ذلك بخال نعيم ورومانسيته الحالمة، كذلك عرض كلمة تنحي عبد الناصر على وقع مشهد غروب الاسكندرية في يوم حزيراني. كما أن اختيار زمن عامي 1966 و19967 كان موفقا، للحديث قطف ثمار الحكم الشمولي.

لقد أبدع المخرج فعلا ومعه طاقم التمثيل، ويمكن أخذ مشهد حوار عدلي مع النادل، كعينة إبداعية عالية المستوى في الحركة المعبرة عن الحالة النفسية والخوف الذي كان سائدا، وكيفية اعتبار المستمعين لحديثه معبرا عما في دواخلهم.

وكان للسرد الذي أداه نعيم كبيرا بصوت الفنان "شريف منير" باللغة العربية الفصيحة أثر طيب وحيوي في جذب الاهتمام، وشكل ما يشبه الشهادة والحدوتة.

وبسبب جدية الفيلم، فقد خفف المخرج على المشاهدين بتضمينه الكثير من المشاهد الكوميدية ، لعل من أجمله قول نعيم للخالته وخطيبها المتغازلين في أعلى الكنسية، بعد أن أخذ ضريبة سكوته: بتصلوا، مكررا مبررهما بوجودهما معا هناك لكن بطريقة كوميدية.

"دع الأموات يدفنون موتاهم": إنه المستقبل، بعد رحيل الاب والجحد والنكسة-الهزيمة، ثمة أمل ينشده نعيم، حيث يعيد فتح التلفزيون للاستتاع تاركا لأسرته البكاء، والانشغال ربما بالماضي.

[email protected]