بيت لحم-معا- وجد العلماء في مركز علوم الفضاء الوطني الصيني، خلال عمليات المحاكاة، أن 23 صاروخاً من طراز Long March 5، والّتي تزن 900 طن عندما تغادر الكوكب، يمكن أن تؤدي ضرباتها في وقتٍ واحد إلى تحويل كويكب عن مساره الأصلي بحوالي 9 آلاف كيلومتر، أي 1.4 ضعف نصف قطر الأرض.
وكان صاروخ Long March 5B، الّذي تفكك وسقط فوق المحيط الهندي، أيضاً من النوع الّذي لم تستطع الصين السيطرة عليه، حيث يسافر حول العالم كل 90 دقيقة، وهو أسرع من أن تحدد وكالات الفضاء موقع هبوطه.
في الواقع، فإن احتمال اصطدام كويكب بالأرض منخفض الحصول، ولكن هناك واحداً فقط، كويكب Bennu الّذي يزن 78 مليار كيلوغرام، كان مستهدفاً للتحقيق.
وفي التفاصيل، تمّ تصنيف Bennu على أنه كويكب من النوع B، مما يعني أنّه يحتوي على نسبة عالية من الكربون إلى جانب العديد من المعادن الأخرى، والّتي تشكلت منذ أكثر من 4.5 مليار سنة. باعتباره قطعة أثرية بدائية تم الحفاظ عليها بفراغ الفضاء، يمكن أن يحتوي الكويكب على جزيئات نشأت عندما كانت الحياة تتطور لأول مرة على الأرض.ومن المفارقات أنها قد تكون أيضاً نهاية الحياة على الأرض.
وبين عامي 2175 و2199، سيأتي Bennu ضمن مسافة 7.5 مليون كيلومتر من مدار الأرض وسيتم تصنيفه على أنه خطر محتمل. على الرغم من أن فرصة تأثير Bennu على الأرض هي 1 في 2700 فقط، إلا أن هذا الخطر لا يزال كافياً لإثارة قلق العلماء بسبب مقدار الدمار الذي يمكن أن يسببه الكويكب.
كما ستكون هناك حاجة إلى كمية هائلة من الطاقة الحركية من أجل تحويل مسار الكويكب، ولكن الطاقة النووية تخاطر بتحطيم كويكب مثل Bennu إلى أجزاء يمكن أن تصطدم بالأرض. لذلك، استنتج العلماء أن إرسال صواريخ متعددة، والّتي سيتعين عليها السفر لمدة ثلاث سنوات قبل الوصول إلى هدفها، هو خيار عملي أكثر.
ووجدوا أن الوقود الّذي لا يتم استخدامه أثناء إطلاق الصاروخ يمكن أن يعطي قوة دفع إضافية، فضلاً عن زيادة الكتلة الكلية للصاروخ، مما يجعل الانحراف أكثر كفاءة. ويقترح الباحثون أن الصواريخ الحالية ستتطلب فقط بعض التعديلات الطفيفة، مثل إضافة محركات الدفع، لتصبح جاهزة للمهمة.