غزة -معا- نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مساء اليوم الاثنين، أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة وقفة إسنادية مع المناضلة الأسيرة خالدة جرار، التي فقدت ابنتها سهى أمس الأحد، وفي ظل استمرار رفض الاحتلال السماح لها بإلقاء النظرة الأخيرة عليها، وتأتي هذه الوقفة تزامناً مع وقفات أمام سجني عوفر الدامون.
وشارك في الوقفة قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وممثلي لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية وأسرى محررين.
ورُفعت في الوقفة صور المناضلة الأسيرة أم يافا جرار وابنتها الراحلة سهى.
وألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة ومسؤول لجنة الأسرى الرفيق عوض السلطان كلمة تقدم فيها بخالص العزاء والمواساة للاسيرة خالدة جرار برحيل ابنتها سهى، واصفاً استمرار الاحتلال في اعتقال المناضلة أم يافا رغم وفاة ابنتها بالجريمة المُركبة ومكتملة الأركان، وتعكس الطابع الفاشي لهذا العدو المجرم.
وشدد السلطان" على ضرورة استمرار الضغط بكل الأشكال من أجل الإفراج الفوري عن الرفيقة المناضلة الأسيرة أم يافا جرار وإنهاء اعتقالها فوراً، من أجل أن تقوم بإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على ابنتها سهى".
واستدرك السلطان قائلاً: " ندرك أن الاحتلال مجرم وبغيض وهو الذي منع الرفيقة الراحلة سهى من رؤية والدتها لمدة سنتين، فإنه ليس غريباً وفي إطار السياسة الانتقامية التي يمارسها بحق المناضلة جرار أن يماطل في الإفراج عنها".
ودعا السلطان مؤسسة الصليب الأحمر الدولي لِتَحّمل مسؤولياتها الملقاة من أجل ممارسة كل أشكال الضغوطات لإطلاق سراح الاسيرة جرار حتى تستطيع أن تودع ابنتها.
وشدد "على ضرورة توسيع الحملة الدولية الضاغطة على الاحتلال لإطلاق سراح الرفيقة المناضلة جرار حتى تتمكن من وداع ابنتها، وممارسة أبسط حقوقها الإنسانية خصوصاً وأنها مناضلة فلسطينية من أجل الحرية تم احتجازها بالقوة على خلفية نضالها الوطني ضد الاحتلال، وتعرضت لأشكال مختلفة من التعذيب والتنكيل".
وتساءل السلطان في كلمته " أين هي هذه المنظومة العالمية ومؤسسات حقوق الإنسان التي تتغنى بشعارات الحرية وحقوق الإنسان من هذه المأساة والجرح النازف"، معتبراً الصمت على هذه الجريمة التي تُمنع فيها أم من رؤية ابنتها هي مشاركة فجة وصريحة وواضحة في هذه الجريمة.
من جهته، ألقى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب كلمة القوى، متقدماً بتعازيه الحارة باسم لجنة الأسرى للجبهة الشعبية والمناضلة خالدة جرار وعموم عائلتها برحيل ابنتها سهى جرار.
ووصف حبيب استمرار الاحتلال في اعتقال الرفيقة خالدة جرار بأنه انسجام مع طبيعته العنصرية العدوانية وغير الإنسانية، مشيداً بالمناضلة جرار واصفاً إياها بأنها صلبة وقوية، وتمرست في ساحات النضال والمواجهة مع هذا العدو الصهيوني المجرم الذي لا يدخر جهداً لمحاولة إذلال شعبنا وقيادته، لكنه دائماً يفشل في مخططاته، فشعبنا ماض في مقاومته ونضاله.
وأضاف حبيب "بأن المناضلة جرار أصبحت خبيرة بدروب الصبر التي اعتادت عليها في مواجهتها لهذا المحتل العدو الصهيوني، مناشداً العالم وأحرار العالم ومنظمات حقوق الإنسان والاتحاد البرلماني الدولي بالضغط على هذا العدو الصهيوني المجرم لإطلاق سراح المناضلة جرار، أو أن تشارك في جنازة كريمتها على الأقل".
من جهتها، ألقت الطفلة نادين عبد اللطيف كلمة باللغة الإنجليزية، استعرضت فيها معاناة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لكافة أشكال العدوان من قبل الاحتلال ، والتي كان آخرها منع أم من وداع ابنتها، مؤكدة على قوة وقدرة الشعب الفلسطيني على انجاز حريته.