الخليل-معا-تمكّن طلبة جامعة بوليتكنك فلسطين من كلية تكنولوجيا المعلومات وهندسة الحاسوب من تطوير نظام للتدريب على العمليات الجراحية بواسطة المنظار للأطفال وحديثي الولادة باستخدام تقنية الحقيقة الافتراضية، والقائمين على المشروع محمد النتشة، وفراس ابو اسنينة تخصص هندسة أنظمة حاسوب، وأشرف على المشروع الدكتور زين صلاح، والدكتور موسى ارفاعية، والدكتور أمجد ابو داوود (جراح أطفال)، ويأتي المشروع ضمن مُتطلبات التخرج في الجامعة.
واقع مُعزز
لن يتوقف العالم على التقنيات الحديثة وإقحامها في مجالات محدودة بهدف التسلية والترفيه فقط وإنما يأتي الانجاز الحقيقي من دمج هذه التقنيات المُتقدمة بما يقدّم خدمة حقيقية ويسهم فى تقدّم البشرية.
والمشروع هو تطوير نظام تدريب للعمليات الجراحية بواسطة المنظار للأطفال وحديثي الولادة باستخدام تقنية الحقيقة الافتراضية، حيث تم استخدام مجسم طفل لعبة وأدوات جراحة المنظار وتم استخدام مجسات مُتابعة حركة يدي الجراح عليها وكاميرا، وتتم نقل الاشارة الى الحاسوب ومن خلال انشاء انظمة تحاكي اجراء عملية جراحية باستخدام تقنيات الحقيقة الافتراضية، ويعمل النظام على مساعدة الجراح على التدريب من خلال محاكاة عملية جراحية يفترضها النظام وينفذها الجراح.
خبرات مُستثمرة
ويساعد المشروع الأطباء مُختصي جراحة الاطفال وخاصة حديثي الولادة على تحسين قدراتهم على أداء العمليات الجراحية باستخدام المنظار في بيئة متشابهة باستخدام تقنيات الحقيقة الافتراضية. وتعتبر هذه العمليات من الأصعب بسبب صغر حجم الاطفال المولودين حديثاً والحاجة الى دقة متناهية خاصة باستخدام المنظار.
وبدأت مراحل الانجاز بالتواصل مع المُتخصص في جراحة الاطفال (أبو داود)، وذلك بالاطلاع على كيفية اجراء العمليات الجراحية للأطفال باستخدام المنظار؛ وآليات التدريب المُستخدمة لتدريب الجراحين، ومن ثم قام الفريق بتطوير مخطط لنظام تدريب مُتطور باستخدام الحقيقة الافتراضية والمجسات وتم التعلم على البرمجيات والتقنيات المطلوبة ومن ثم تطوير النظام.
تقنية مُتقدمة
وأصبح مُستقبل الطب يرتبط بشكل وثيق بالتقدم التقني، وذلك بدخول تقنية الواقع الافتراضي ميدان الجراحة، حيث سيطوّر من أداء العمل الجراحي.
ويعتبر النظام حديث جداً حيث الانظمة الموجودة حالياً هي للعمليات الجراحية العادية او للكبار في السن وسوف يساعد الاطباء على تحسين أدائهم بشكل كبير في اجراء العمليات الجراحية المُعقدة للأطفال والخدج.
ويعمل النظام من خلال جهاز حاسوب على افتراض سيناريو محاكي لعلمية جراحية لطفل حيث يبدا الجراح بالقيام بالعملية الجراحية من خلال ادوات التنظير اللابرسكوبي داخل مجسم طفل ويراقب عمله من خلال شاشة الحاسوب وكانه في عملية حقيقية حتى انجازها.
وفرت الجامعة المُختبرات اللازمة و البيئة المطلوبة والاستشارات التي ساهمت في تطوير المشرع، وتم تزويد الجامعة بالأدوات اللازمة للجراحين (ادوات عمليات المنظار) من مستشفى حيفا. ويعتبر المشروع نموذج اولي ويوجد فرصة كبيرة لتحويله لمنتج تجاري كمشروع تدريب مُتطور للجراحين.
والجدير بالذكر أنّ تكنولوجيا الواقع المعزز تستخدم في العديد من المجالات المُختلفة ومنها المجال الطبي، وتستند عملية إعادة تأهيل المرضى بتقنية الواقع الافتراضي إلى محاكاة العالم الحقيقي ليلائم تحقيق العديد من المُتطلبات.