رام الله - معا - شاركت فلسطين ممثلة بمدير عام معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي الدكتور نايف جراد في "المؤتمر الدولي العلمي- التطبيقي حول الأمن الإقليمي في آسيا في سياق منع التحديات والتهديدات الجديدة"، الذي نظمه مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (CICA)، والذي نظم عن بعد عبر تطبيق ZOOM اليوم 14 تموز/يوليو 2021.
وقد انعقد المؤتمر على عدة جلسات، حيث كانت الجلسة الأولى عامة قام بتيسيرها سعادة السفيرة مدينا ياريوسينوفا، رئيس قسم معهد أبحاث السياسة الخارجية التابع لوزارة خارجية جمهورية كازاخستان، وتحدث فيها سعادة السفير بولات نورغاليف، رئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية التابع لوزارة الخارجية الكازاخستانية، وسعادة السفير كايرات ساريباي المدير التنفيذي لأمانة CICA، وسعادة السفير ميروسلاف جينكا، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لأوروبا وآسيا الوسطى والأمريكيتين في إدارتي الشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات السلام.
وتناولت الجلسة الأولى "التحديات والتهديدات الجديدة للأمن الإقليمي في فضاء CICA وتجربة الدول في مواجهتها": علم الأوبئة (COVID-19)، مشاكل تغير المناخ، الأمن الغذائي، الأمن السيبراني وغيرها. ونسق أعمال الجلسة السيدة زاريما شاوكينوفا، مدير معهد كازاخستان للدراسات الاستراتيجية التابع لرئيس جمهورية كازاخستان، والسيد تشوي هيونجونج، زميل أقدم في معهد آسان للدراسات السياسية (كوريا).
أولى المداخلات كانت عن تغير المناخ قدمها السيد لو تشوانيينغ، الأمين العام للمركز الدولي لبحوث الحوكمة للفضاء الإلكتروني، من معهد شنغهاي للدراسات الدولية (الصين)، ثم تلاه السيد كومروني هيدويتزودا، نائب رئيس قسم دراسات قضايا الأمن الإقليمي في مركز البحوث الاستراتيجية برئاسة رئيس جمهورية طاجيكستان، حيث تناول موضوع الأمن القومي في عصر الرقمنة، وتحديدا حول سياسة دولة جمهورية طاجيكستان في مواجهة التحديات والتهديدات الجديدة للأمن الإقليمي. ثم تحدث السيد سعيد جبور، مستشار الشؤون الاستراتيجية للأمن القومي في العراق، تلته السيدة أوم فروة، الباحثة المشاركة في الدراسات الإستراتيجية في معهد الدراسات الإستراتيجية إسلام أباد (باكستان)، وكان موضوع مداخلتها تقييم تغير المناخ في منطقة CICA والمخاطر الأمنية غير التقليدية. وكانت آخر مداخلة في هذه الجلسة للسيد توغرول كاماس، مستشار وزير البيئة والتحضر، الباحث في الدراسات الأوروبية الآسيوية في جامعة أنقرة يلدريم بيازيد (تركيا)، وكان موضوعها "تقييم القضايا الأمنية في آسيا الوسطى في إطار النماذج الجديدة، وإدراك المخاطر والتهديدات في ظل الظروف العالمية المتغيرة".
وعالجت الجلسة الثانية محور "آفاق التعاون في إطار CICA لضمان الأمن الإقليمي": تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإقامة حوار بين الحضارات، وتشكيل بنية أمنية في آسيا في فترة ما بعد كوفيد، وغيرها، ونسق أعمالها السيد يرزان سالتيباييف مدير معهد الاقتصاد والسياسة العالمي التابع لمؤسسة نور سلطان نزارباييف. تحدثت فيها السيدة وو تشونسي، مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية في معاهد شنغهاي للدراسات الدولية (SIIS- الصين)، وكان موضوعها النموذج التنافسي في بناء هندسة الأمن الإقليمي. ثم تلاها سعادة السفير علي رضا بكديلي، الزميل الباحث في IPIS ، خبير أول في آسيا الوسطى (إيران)، وتناول موضوع سياسة الجوار والأمن الإقليمي.
أما السيد علي الدلفي، مستشار الأمن القومي، مدير مكتب مستشار الشؤون الاستراتيجية (العراق)، فتناول في مداخلته "الأمن في آسيا في تحديد التحديات والتهديدات الجديدة"، ثم تلاه السيد جاو لونغ، مساعد مدير معهد دراسات الحوكمة العالمية في معاهد شنغهاي/الصين، وتناول "التعاون بين CICA و SCO (منظمة شنغهاي للتعاون) في بناء هندسة الأمن الإقليمي"، ثم تبعه السيد ليو زونغيي، الأمين العام لمركز بحوث تعاون جنوب آسيا في معاهد شنغهاي الصين، وكانت مداخلته بعنوان "التنمية المستدامة في آسيا والتحديات في عصر ما بعد الوباء ودور CICA". أما السيدة إسميرا جافاروفا، عضو مجلس إدارة مركز تحليل العلاقات الدولية (أذربيجان) فتناولت في مداخلتها موضوع "آفاق السلام في جنوب القوقاز بعد حرب استمرت 44 يومًا: الفرص والتحديات". وتعرض السيد شكرات قابيلوف، كبير المسؤولين العلميين في المعهد الدولي لآسيا الوسطى بجمهورية أوزبكستان، لموضوع "سياسة مكافحة التطرف والإرهاب في أوزبكستان: التهديدات الداخلية والخارجية للأمن القومي". وكان آخر المتداخلين السيدة شاراني باتابينديجي، الزميلة الباحثة المشاركة في معهد دراسات الأمن القومي/(سري لانكا) وكان موضوعها "تحول الاتجاه الآسيوي في الإرهاب؛ تهديد للأمن القومي".
وفي مداخلاته باسم فلسطين، أشار الدكتور نايف جراد مدير عام معهد فلسطين لأبحاث الامن القومي إلى أهمية الالتزام والتعاون في مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف والعناية بالأمن السيبراني باعتبارها تحديات تواجه الجميع، مؤكدا على أن استمرار الصراعات المحلية والإقليمية، وتحديدا الصراع العربي الإسرائيلي والفلسطيني الإسرائيلي الناتج عن الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية والتوسعية المتنكرة لحقوق الشعب الفلسطيني يؤثر على انتشار واستمرار ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف في المنطقة والعالم، وان ما يجري من تعديات عل الاماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس وأعمال التهجير القسري والتطهير العرقي تجاه سكان المدينة المقدسة وغيرها من الأماكن في فلسطين تؤجج المشاعر، وان استمرار القضية الفلسطينية دون حل يؤثر سلباً على محاربة الإرهاب والتطرف ويحرف الأنظار عن مواجهة باقي التحديات، كما يؤثر سلبا على علاقات التعاون بين الدول الآسيوية ودول المنطقة وبقية دول العالم، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة اهتمام دول CICA والمجتمع الدولي الى إيلاء المزيد من الاهتمام بإيجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية على أساس يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس. كما أكد الدكتور جراد على أن معالجة قضايا الأمن غير التقليدية تتطلب تعاوناً عالمياً، خصوصاً أنها تنطوي على مخاطر عابرة للحدود، سواء الإرهاب منها أو هجرة اللاجئين أو التلوث البيئي أو الأمن السيبراني أو الأوبئة، وهي أمور التزمت دولة فلسطين بالتعاون مع دول CICA وكل دول العالم في التعاون من أجل توفير حلول لها، وقد اختبرت دولة فلسطين أهمية مثل هذا التعاون والتضامن الدولي في مكافحة وباء كوفيد-19، حيث اختبرنا كفلسطينيين جيدًا معنى التضامن الدولي في مواجهة وباء كوفيد -19، ولمسنا فاعلية الدبلوماسية الصحية على هذا المستوى، والذي قادتها الصين مما عزز الجهود في مواجهة الوباء والاستجابة السريعة للتعامل معه والحد من انتشاره وخلق مناعة مشتركة وتوفير مؤشرات لتعاون دولي لاحق يحقق مصالح الجميع، وأشاد دكتور جراد بشكل خاص بالتعاون بين الصين الشعبية وفلسطين في تبادل الخبرات وتقديم العون الذي كان له فضل في النجاح بمواجهة جائحة كوفيد-19. كما أكد جراد على أن إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، قد اتبعت سياسات تمييزية تجاه شعبنا ولم تقم بواجباتها كقوة محتلة في تزويد السلطة الوطنية الفلسطينية بالمعدات والأدوية واللقاحات اللازمة، ودعا جراد دول مجموعة CICA لتقديم الدعم اللازم لدولة فلسطين لمواجهة تحدي الوباء مع اقتراب الدخول في موجة جديدة رابعة منه نتيجة انتشار المتحور دلتا (الطفرة الهندية).
وفي الختام شكر سعادة السفير بولات نورغاليف، رئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية التابع لوزارة الخارجية لجمهورية كازاخستان جميع المتداخلين والمشاركين مؤكدا على أهمية الاستفادة من الاوراق والمداخلات في تعزيز الشراكات واوجه التعاون بين أعضاء CICA لما فيها مصلحة شعوب القارة الآسيوية وكافة شعوب العالم.
ومن الجدير بالذكر ان "مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (CICA)" هو منتدى حكومي دولي لتعزيز التعاون من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار في آسيا، يقوم على الاعتراف بوجود صلة وثيقة بين السلام والأمن والاستقرار في آسيا وبقية العالم. وتستند الفكرة الرئيسية للمؤتمر على أولوية عدم تجزئة الأمن، والمبادرة المشتركة والتفاعل المتبادل المنفعة للدول الصغيرة والكبيرة. وقد تمت المبادرة لفكرة عقد مؤتمر CICA لأول مرة من قبل الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف في 5 أكتوبر 1992، في الدورة السابعة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وتضم CICA حاليًا 24 عضوًا، وهي أفغانستان، وأذربيجان، والبحرين، وكمبوديا، والصين، ومصر، والهند، وإيران، والعراق، وإسرائيل، والأردن، وكازاخستان، وقيرغيزستان، ومنغوليا، وباكستان، وفلسطين، وجمهورية كوريا، وروسيا، وطاجيكستان، وتايلاند، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، أوزبكستان، وفيتنام. كما وتشارك في CICA تسعة بلدان وثلاث منظمات بصفة مراقب وهي: (بنغلاديش وإندونيسيا واليابان وماليزيا والفلبين وقطر وسريلانكا وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية) و(الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وجامعة الدول العربية).