القدس- معا- غيب الاحتلال ومستوطنيه، الأجواء الدينية في المسجد الأقصى المبارك التي تسبق "عيد الأضحى"، ومظاهر الاستعدادات لعيد الأضحى في مدينة القدس، بعد عزل المسجد ومحيطه والاعتداء على المصلين وتفريغ المنطقة بالكامل، فيما هتف المستوطنون "جبل الهيكل بأيدينا"، تعبيرا عن فرحتهم باقتحامهم المسجد وتأدية الصلوات العلنية فيه وعلى أبوابه في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".
المئات من الجنود حولوا القدس والأقصى لثكنة عسكرية، نصبوا الحواجز الشرطية وسيروا فرق لقوات ومخابرات الاحتلال في طرقات البلدة القديمة، وعلى أبواب الأقصى، أما المسجد فقد استباحته قوات الاحتلال بأعداد كبيرة بعد صلاة الفجر، واعتدوا على المصلين بالقنابل والأعيرة المطاطية وأخلوا ساحاته بالقوة ثم حاصروا المصلين في المسجد القبلي،ومنعوا الدخول اليه باستثناء بعض كبار السن، واستمر الحال على ذلك حتى الساعة الثالثة والنصف عصراً.
مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ كسواني قال لوكالة معا :" فُرغ الأقصى من المصلين باكرا، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وخلال فترتي الاقتحامات "الصباحية وبعد الظهر" اقتحم الأقصى 1520 مستوطنا على شكل مجموعات متتالية."
وأضاف الشيخ الكسواني:" حاول المستوطنون بحماية شرطة الاحتلال وبدعم من حكومته، فرض الواقع المرير للأقصى، خلال اقتحامات اليوم، حيث الاعداد الكبيرة للمقتحمين، آداء الصلوات العلنية، وترديد الصلوات بصوت مرتفع في الساحات، والانبطاح خلال ذلك، استفزاز حراس الأقصى والمرابطين الذين تمكنوا من التواجد فيه."
وأضاف الشيخ الكسواني:" ان ما جرى اليوم، والاقتحامات للأقصى، تتم بقوة السلاح وهي لا تعطي أي حق لغير المسلمين في الأقصى، محملا حكومة الاحتلال مسؤولية ما التصعيد في المسجد."
وأضاف الكسواني:" من واجب الحراس الدفاع عن الأقصى ومواجهة ما يجري فيه، رغم الاعتداء عليهم وملاحقاتهم، الاحتلال يحاول أن يجعل الاقتحامات بالأمر العادي، لكن نؤكد أن هو شاذ والأقصى لا يقبل القسمة أو الشراكة".
ولفت الكسواني أن الاحتلال فرض طوقا على الأقصى منذ مساء أمس، وبدء بتحديد اعمار الوافدين اليه منذ ساعات الفجر، واستمر ذلك حتى قبل صلاة العصر، أي بعد انتهاء فترتي الاقتحام الصباحية وبعد الظهر.
أما أبواب المسجد الأقصى، فقد تحولت إلى ساحة كر وفر، بين قوات الاحتلال والفلسطينيين الذين منعوا من الدخول إلى الأقصى، حيث تعمدت القوات إخلاء الأبواب ومنع التواجد والجلوس عندها، فيما سمحت لعشرات المستوطنين بأداء الصلوات عليها، دون قيد، ورغم التضييقات والضرب والدفع، فقد رابط العشرات على أبواب الاقصى منذ ساعات الصباح حتى أعيد فتح الاقصى وسمح للمصلين بالدخول.
ونفذت قوات الاحتلال، حملة اعتقالات واسعة من المسجد الأقصى ومحيطه، واعتدت على العديد منهم بالضرب المبرح، وأوضح محامي مركز معلومات وادي حلوة- القدس، أن حوالي 30 معتقلا حصيلة اعتقالات اليوم.
بيان صادر عن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس
وحذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس من مغبة ما تقوم به حكومة الاحتلال والمتطرفين اليهود من انتهاكات بحق حرمة المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف وخاصة تزامناً مع الأعياد والمناسبات الإسلامية، والتي تعبر عن تطرف وحقد دفين هدفه جر المنطقة الى حرب دينية لا تحمد عقباها.
ففي هذا اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) قبيل يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك، عمدت حكومة الاحتلال الى انتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك من خلال إدخال ما يزيد عن ألف ومائتي متطرف يهودي الى المسجد عنوةً في ذكرى ما يدعى خراب الهيكل المزعوم بحماية مشددة من أفراد الشرطة والقوات الخاصة المدججة بالسلاح.
حيث مكنت شرطة الاحتلال مجموعات المتطرفين اليهود من اقتحام المسجد وعمل جولات استفزازية وأداء الصلوات والطقوس العلنية داخل باحاته، وذلك عقب اقتحام المسجد صباح اليوم وتفريغه من المصلين الذين جاؤوا للتعبد في هذا اليوم المبارك بعد الاعتداء عليهم واخراجهم بالقوة من المسجد، ومنعت موظفي الأوقاف من ممارسة عملهم وأداء واجبهم في حفظ وحماية المسجد.
وأكد المجلس أن هذه الانتهاكات والاعتداءات بحق المسجد الأقصى المبارك جاءت بدعوات مما تسمى جماعات أمناء الهيكل المزعوم وبدعم وغطاء حكومي سياسي.
وحذر المجلس مما تسعى اليه هذه الجماعات المتطرفة غير الابهة بعقيدة أكثر من ملياري مسلم حول العالم، من خلال المساس بأقدس مساجدنا في هذه الديار مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء.
وأكد المجلس بأن جميع ما تقوم به هذه الجماعات المتطرفة وما تسعى للوصول اليه، لن يغير من الحقيقة الربانية بأن المسجد الاقصى المبارك بمساحته البالغة ١٤٤ دونم هو مسجد إسلامي خالص لن يقبل القسمة ولا الشراكة، وسيبقى ذلك الى أن يرث الله الارض وما عليها، وسيبقى اهل بيت المقدس والمرابطين في اكنافه حراسا أوفياء لعهد وذمة رسولهم الأكرم صلى الله عليه وسلم ومسراه المبارك.
كما أكد المجلس ومن خلفه المقدسيون وجميع المسلمين التفافهم ودعمهم والتزامهم بالوصاية الهاشمية لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، والتي تعتبر صمام الأمان للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.