واشنطن - معا- تعهدت الولايات المتحدة بـ"رد جماعي" مع حلفائها على إيران، بعد هجوم أسفر عن سقوط قتيلين واستهدف ناقلة نفط تُشغّلها شركة إسرائيلية الملكية، قبالة السواحل العُمانية في بحر العرب، الخميس الماضي.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن: "نحن على اتصال وثيق وتنسيق مع المملكة المتحدة وإسرائيل ورومانيا ودول أخرى. وسيكون الرد جماعيا"، على الهجوم الذي نفت إيران أن تكون ضالعة فيه.
وكرر بلينكن الإشارة إلى أن بلاده خلصت إلى استنتاج مفاده أن إيران كانت وراء الهجوم بطائرة مُسيّرة على ناقلة النفط، وهو الأمر الذي كرره كذلك وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، في وقت سابق، الإثنين، مشددا على أن "إيران تستخدم طائرات بدون طيار لضرب أهدافها".
ووصف بلينكن الحادث بأنه "تهديد مباشر لحرية الملاحة والتجارة"، لكنه قلّل من شأن الاقتراحات القائلة بأنه يعكس طابع التشدد الذي يتسم به الرئيس الإيراني المحافظ الذي يتولى مهامه رسميًا الثلاثاء، إبراهيم رئيسي.
وقال بلينكن "لقد رأينا سلسلة من الأفعال التي قامت بها إيران على مدى أشهر عدّة، بما فيها ضد حركة الشحن، لذا لست متأكدًا من أن هذا الفعل بالتحديد هو أمر جديد أو ينذر بشيء ما، بطريقة أو بأخرى، بالنسبة إلى الحكومة الجديدة".
وأضاف "لكنّ ما يقوله هو أن إيران تواصل التصرف بقدر هائل من اللامسؤولية".
وعقب التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية الأميركي، قال الجيش الإسرائيلي في بيان صدر عنه، أن رئيس أركانه، أفيف كوخافي، "تحدث مع قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم)، الجنرال كينيث ماكنزي".
وأضاف البيان أن ماكنزي وكوخافي "ناقشا الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط والتعاون بين البلدين".
وفي وقت سابق، الإثنين، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن إيران "يجب أن تواجه عواقب هجومها الشائن" على سفينة تشغلها شركة إسرائيلية.
واعتبر جونسون أن الهجوم على سفينة تجارية لا يمكن القبول به. وأضاف: "من الضروري للغاية أن تحترم إيران وجميع الدول الأخرى حرية الملاحة في جميع أنحاء العالم، إنه أمر مهم وستواصل بريطانيا الإصرار على هذه المسألة".
والجمعة، أعلنت شركة "زودياك ماريتايم" المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفير، استهداف سفينة "ميرسير ستريت"، الخميس، ما أدى إلى مقتل اثنين من طاقهما وهما قبطان روماني ورجل أمن بريطاني.
من جانبه، اعتبر غانتس، الإثنين، أن الهجوم على ناقلة نفط قبالة شواطئ عُمان "يعد تصعيدًا" في العدائية الإيرانية "في المنطقة عموما وعلى الجبهة البحرية بشكل خاص"، مشددا على ضرورة "العمل" ضد إيران، معتبرا أنها "تشكل خطرا فوريا".
وأضاف غانتس، في كلمة ألقاها أمام الهيئة العامة للكنيست، أنه "يجب علينا الآن أن نتحرك ضد إيران التي لا تسعى فقط للنووي العسكري، ولكنها تؤدي أيضا إلى سباق تسلح خطير يهدد بزعزعة استقرار الشرق الأوسط هذا ليس تهديدا مستقبليا، بل خطرا ملموسا ومباشرا".
وقال غانتس "لدى إسرائيل مجموعة متنوعة من الأدوات لحماية مواطنيها وسوف نحاسب أي شخص يسعى لإلحاق الأذى بنا". واعتبر غانتس أن "هذه ليست مجرد مسألة إسرائيلية"؛ وتابع "يجب على العالم أجمع الذي يرى نتائج العدوان الإيراني أن يتحرك".
وشدد على أن "أي اتفاق مع إيران يجب أن يعالج أيضًا إزالة تهديدها للمنطقة، ووقف إلحاقها الأذى بالأبرياء وإضرارها بالاقتصاد العالمي".