غزة- معا- تحت عنوان "ثلاثة في الليل"، صدر للأديب الفلسطيني المتوكل طه، رواية جديدة عن دار الرقمية للنشر والتوزيع الألكتروني في القدس، لتضاف إلى رصيد الكاتب الكبير إبداعياً ما بين شعر، وسرد بأشكاله، ودراسات، وتأريخ، وغيرها.
والرواية التي أهداها صاحبها إلى "الهدهد الذي قادني إلى الحياة"، يقود السرد فيها كل من الجد الشيوعيّ، والأب الهُدهد، والابن الدربيل، وتدور في فلكهم عديد الشخصيات، في مراوحة ما بين أكثر من شكل سردي، بحيث تعدد الأنماط مقدمة مقترحاً إبداعياً شكلاً ومضموناً، حتى بالمقارنة مع روايات ومجموعات المتوكل طه القصصية السابقة، وكل ما يندرج من إصداراته في إطار السرد.
وجاء في الغلاف الخلفي لـ"ثلاثة في الليل": هنا رواية متصلة بوشائج الدم، حيث الجدّ الصوفيّ الذي يعقد تحالفاً مقدساً مع الشيوعيّ الأخير في مواجهة الانكفاء والتسلط والتطرف بكل أشكاله، ما يعني التسامح وقبول الآخر المُختلف، والتضافر أمام الشرّ والاعتداء والصلف والجهل، وحيث الأب الهدهد الرائي الذي يرتسم خطى الضوء ليغيب العمى والضياع، وهو يبحث عن الحكمة المقطّرة المتمثلة بالخلاص من كل صور الاغتصاب والاستلاب، وصولاً إلى الحفيد الذي فقد، على ما يبدو، جوهره الصوفي والرّائي،ولم يتبقَ بين يديه سوى "الدربيل"، أو المنظار، الذي لولاه، لما عاد قادر على االتبؤر فيما يجري حوله من خراب وفجائع، وكأن تعقيد المشهد أو الحداثة التقنية التي حلّت محل الفطرة والبداهة الصافية، قد ألغت القدرة على النفاذ إلى قلب الأشياء، وسبر غور الديستوبيا المهولة التي تضجّ حولنا.
إن هذه الرواية التي تتجاوز المعقول وتتخطى السائد المبذول، تنهض على لغة شعرية طازجة حسّاسة، تتناول مقاطع ممتدة من زمن ما قبل النكبة إلى حيث نقف، اليوم، أمام الانغلاق والكآبة، وقد سقط الكثير.. على طريق أن نجد نافذة يطلع من النهار.
جدير بالذكر أن للمتوكل طه أكثر من خمسين كتاباً في الشعر والسرد والنقد والفكر والإعلام، وكان انتخب أكثر من مرة رئيساً لاتحاد الكتاب الفلسطينيين، وأسس "بيت الشعر" في فلسطين العام 1998 مع عدد من المبدعين الفلسطينيين، وكان المشرف العام والمحرر المسؤول لمجلتي "الشعراء" و"أقواس" لثمانية أعوام، وهو اليوم المشرف العام لدارة الاستقلال للثقافة والنشر ورئيس تحرير منصة الاستقلال الثقافية.
والمتوكل طه، الذي سبق وأن انتخب رئيساً للهيئة العامة لمجلس التعليم العالي مطلع تسعينيات القربن الماضي، كان شغل منصب وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية في أكثر من فترة، وعمل سفيراً لدولة فلسطين في ليبيا، كما شغل عضوية مجلس أمناء العديد من المؤسسات والجوائز المحلية.
وحاز المتوكل طه عديد الجوائز، من بينها جوائز: "الحرية"، و"القدس"، و"إحسان عباس"، و"الإبداع المقاوم"، و"عبد الرحيم محمود للشعر" مناصفة، وغيرها، فيما نافست بعض أعماله الأدبية على جوائز عربية مرموقة.