بيت لحم- معا- اختتم مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، بالتعاون مع سلطة جودة البيئة دورة تدريبية لتأهيل القادة البيئيين في محافظة بيت لحم، ضمن البرامج الشبابية البيئية الريادية على مستوى الوطن، التي ينفذها للأندية البيئية وبرنامج الهوية الوطنية.
وشارك في الدورة 27 طالبًا وطالبة من 6 مؤسسات تعليمية من شبكة المدارس الصديقة، التي تخصص جزءًا من برنامجها للبيئة وقضاياها.
وشملت التمرينات إعادة إطلاق طيور جارحة إلى الطبيعة كالبومة النسارية، وأربعة صقور أعاد باحثو المركز تأهيلها، وجرى الإطلاق بحضور مدير مكتب سلطة جودة البيئة في الخليل، بهجت جبارين، وطاقم مرافق، وعدد من معلمي المدارس الشريكة وبتغطية إعلامية.
وامتد البرنامج لأسبوع تعرض فيه الطلبة لعدة برامج تعليمية وتدريبية نوعية وموجهة، تهدف إلى خلق جيل شاب واع بيئيًا وقادر على قيادة أقرانه في الحركة البيئية التي ينفذها مع المركز.
وشملت الأنشطة على العديد من المحاضرات والفعاليات الخضراء، والبرامج الاجتماعية، ومجموعات العمل، والألعاب الموجهة، كما تعرضوا إلى قضايا بيئية وصحية حافلة بالمعلومات باستخدام التصوير والرسم والدراما.
وناقشت الفعاليات عدة تحديات خاصة بالاحتباس الحراري، والتغير المناخي، والتنوع الحيوي، والقضايا البيئية وغيرها، كما تعرضوا لمفاهيم الحشد والتأييد، وطرق الاتصال والتواصل، وإدارة المشاريع البيئية المدرسية، وآليات وضع الخطط، وكيفية دمج الطلبة الآخرين فيها، ووسائل تقييم هذه البرامج.
وتجول المشاركون في التدريبات في أقسام مركز التعليم البيئي، وتعرفوا على الحديقة النباتية التي تعتبر واحدة من أهم المواقع الطبيعية الفلسطينية وأجملها، كونها تمثل أحد أهم البيئات الفلسطينية وتحوي عشرات ألأنواع من الأشجار والأزهار والنباتات البرية، خاصة المهددة بالانقراض.
وانتقلوا إلى محطة طاليثا قومي لمراقبة الطيور وتحجيلها، والتي تعتبر الأولى في فلسطين، وشاهدوا تحجيل الطيور وفيها يتم إمساك الطيور وأخذ مقاسات مختلفة، ووضع حلقات معدنية حول أرجلها تحمل اسم فلسطين وتشمل على رقم تسلسلي يكون كجواز سفر لها.
وشاهدوا متحف التاريخ الطبيعي، والذي يضم أكثر من 2500 عينة من المتحجرات ومحنطات الحيوانات المختلفة التي يعود تاريخ تحنيط بعضها إلى عام 1902. حيث تعرفوا على أهمية هذه الحيوانات في التنوع الحيوي، وأبرز التحديات التي تواجهها في ظل الوضع البيئي المتردي الذي تشهده المنطقة. ويضم المتحف عشرات الأنواع من الطيور والثدييات والزواحف والبرمائيات والأسماك المحنطة بشكل لافت.
كما زاروا المعرض البيئي الدائم والذي يستعرض العديد من المشاكل البيئية التي تعانيها البيئة الفلسطينية خاصة والعالمية عامة، ويحوي المعرض أدوات تعليمية تهدف لتعزيز الوعي البيئي وزيادة الاهتمام بالحفاظ على البيئة وضمان حق الإنسان بالعيش في بيئة صحية، ومساعدته على تقليل الأخطار البيئية التي تواجهه من خلال لوحات ونماذج ووسائل إيضاح.
بدوره أوضح جبارين أنه يعتز بشراكة "جودة البيئة" و"التعليم البيئي"، وقال إن سلطة البيئة تعمل باستمرار على حماية التنوع الحيوي في فلسطين، عبر إطلاق خطط استراتيجية لحماية الطبيعة من خلال تنفيذ القوانين.
وأكد أن "جودة البيئة" تفتح أبوابها لكافة المؤسسات الحكومية والأهلية العاملة في حماية البيئة، وتسعى لتنظيم العمل والشراكة، في وقت يهدد الاحتلال البيئة الفلسطينية، وينتهك عناصرها. وبيّن أن حماية البيئة مسؤولية مشتركة، تحتم على الجميع الانخراط فيها. وقال إن الحفاظ على الإرث الطبيعي الفلسطيني من أهم النقاط التي توليها السلطة اهتماماً خاصًا، لما تتمتع به من مكانة هامة.
بدوره، أشار المدير التنفيذي للمركز سيمون عوض إلى أن هدف هذه الدورات تأهيل مجموعة من الطلبة لقيادة النوادي البيئية في مدارسهم، تكون قادرة على تحمل المسؤولية البيئية بشكل فردي وجماعي من أجل تحسين الأوضاع البيئية والنهوض بها.
وشمل اليوم الأخير من التدريب رحلة تعليمية إلى مارسابا، وهيروديون، وحقل الرعاة، وإرطاس وهي مناطق إرث ثقافي وتاريخ طبيعي وتنوع حيوي، تنقل إلى القادة البيئئين الكثير من الرسائل والمعرفة.