لندن -معا- ألمح وزير الدفاع البريطاني بن والاس، اليوم الجمعة، إلى إمكانية عودة قوات بلاده إلى أفغانستان مرة أخرى، مؤكدا أن هذا سيحدث إن بدأت الأخيرة في إيواء تنظيم القاعدة.
وحسب تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، نقلتها رويترز، أبدى والاس قلقه من أن تكون أفغانستان في طريقها لأن تصبح دولة فاشلة وأرضا خصبة لجماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة، محذرا من عودة التنظيم.
وقال ردا على سؤال عن احتمال عودة قوات بريطانية إلى أفغانستان: "سأترك كافة الخيارات مطروحة، إذا كان لدي رسالة لطالبان من المرة السابقة فسوف تكون ’إذا بدأتم في استضافة القاعدة ومهاجمة الغرب أو بلدان أخرى، فسوف نعود’".
ولفت إلى أنه "قلق للغاية من أن تكون الدول الفاشلة تمثل أرضا خصبة لأمثال هؤلاء... القاعدة ستعود على الأرجح".
وقال والاس إن قندهار، التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في أفغانستان، إضافة إلى مدينة لشكركاه عاصمة إقليم هلمند في جنوب أفغانستان "أصبحتا الآن في أيدي طالبان (المحظورة في روسيا) على الأرجح".
وعن توقعه للمستقبل في أفغانستان قال والاس إنها تتجه لحرب أهلية، مطالبا الغرب بضرورة تفهم أن "حركة طالبان ليست كيانا واحدا، وإنما هي مسمى لعدد كبير من المصالح المتنافسة"، حسب تعبيره.
وأوضح وزير الدفاع البريطاني أن بلاده اكتشفت في ثلاثينيات القرن التاسع عشر أن أفغانستان "دولة يقودها أمراء الحرب وتقودها أقاليم وقبائل مختلفة، وما لم تكن حذرا جدا سينتهي بك الأمر إلى حرب أهلية، وأعتقد أننا نتجه نحو حرب أهلية".
وتصاعدت وتيرة المواجهات بين قوات الأمن الأفغانية ومسلحي حركة طالبان، تزامنا مع بدء انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مطلع مايو/ أيار الماضي، والمقرر اكتماله بحلول 11 أيلول/سبتمبر المقبل.
في حين رشحت أنباء عن عزم الحكومة الأفغانية طرح مبادرة لمشاركة طالبان في الحياة السياسية، أكد سهيل شاهين المتحدث باسم الحركة من قطر أنهم لم يتلقوا عرضا جديدا للمشاركة في الحكم من حكومة أفغانستان، مؤكدا أن "طالبان" مستعدة للمشاركة في الحكومة الانتقالية، ولا تنوي الإطاحة بالرئيس الأفغاني أشرف غني.
جدير بالذكر أن طالبان تسيطر على مراكز 9 ولايات، وفق بيانات الحركة، وهي مراكز ولايات سمنغان، وتخار، ونيمروز، وجوزجان، وساري – بول، وقندوز وفراه وبدخشان وبغلان.