غزة- معا- أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذكرى العشرين لاستشهاد امينها العام الشهيد أبو علي مصطفى بمهرجان جماهيري حاشد في ساحة السرايا وسط مدينة غزة.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسؤول فرعها في غزة جميل مزهر إن غزة رغم العدوان والحصار والتجويع، لا تقبل الابتزاز وستظل عصية على التطويع والانكسار والحرائق الداخلية أو حرف البوصلة. وما زالت وستظل تقاوم وتراكم من إمكانيات مقاومتها حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد ان الشهيد أبو علي مصطفى كان صاحب رؤية سياسية عميقة وثاقبة وشاملة وعلمية ومثابرة ومبتكرة لآليات العمل المتجددة والمتجذرة والمتسلحة بقوة الحق وأن شخصية الشهيد شكلت محط إجماع وطنياً وشعبياً، وكان دوماً ملتصقاً بالجماهير.
واعتبر أن التحديات الخطيرة الماثلة أمامنا لا يمكن مواجهتها باستمرار المراهنة على الوعود الأمريكية، أو التمسك بالمشاريع السياسية التي بُنيت على أساس منهج أوسلو ومدخله الأمني.
وقال إن طريق محاصرة وإسقاط هذا الخطر لا يكون إلا ببناء البرنامج الوطني الموحد بالارتكاز على خيار المقاومة، والتسريع بتنفيذ قرارات الإجماع الوطني بالتحلل من اتفاق أوسلو وفك الارتباط مع الاحتلال، وإعادة بناء منظمة التحرير ووضع أسس إعادة بنائها وهيكلتها باعتبارها الوعاء الذي يوحد شعبنا في الداخل والخارج ويصون أهدافه الوطنية والديمقراطية.
وجدد الدعوة لوقفة وطنية جادة مع الذات، وقفة وطنية نرسي خلالها الشراكة والحقوق والحريات الوطنية والديمقراطية، واستراتيجية وطنية جامعة موحدة لشعبنا ولطاقاته بالوطن والشتات، تضمن شمولية وعدالة التمثيل للكل الوطني أينما تواجد، وتحرر المجتمع من الفاسدين والعابثين بثرواته وموارده الطبيعية.
وتابع: يجب أن لا يبقى الحوار رهينة لحسابات وأجندات معينة، ويتطلب أن نغادر سياسة الانتظار والحالة الضبابية التي نشهدها، وهذا بحاجة إلى دعوة الأمناء العامين للفصائل لاجتماع فوري وعاجل والتعامل معه باعتباره إطاراً قيادياً مؤقتاً ومرجعية سياسية لشعبنا، إلى حين التوافق على تشكيل مجلس وطني جديد، وصولاً لتحديد أجندة لإجراء الانتخابات الشاملة، بما يُعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني.
وقال إن الطريق الوحيد لانتزاع حقوقنا الوطنية، بالمقاومة وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة لقيادة المقاومة الشعبية بكافة أشكالها التي تُشكّل حجر الأساس والمدماك الأول في رفع كلفة الاحتلال وتغيير موازين القوة وتحويل هذا الكيان المصطنع إلى مشروع خاسر يجبره على الرحيل.
وأضاف :"نقول لقادة الاحتلال، أن غزة رغم العدوان والحصار والتجويع، لا تقبل الابتزاز وستظل عصية على التطويع والانكسار والحرائق الداخلية أو حرف البوصلة. وما زالت وستظل تقاوم وتراكم من إمكانيات مقاومتها حتى دحركم عن أرضنا.
وحذر السلطة من الوقوع مجدداً في "فخ محاولات العدو والإدارة الأمريكية بالعودة إلى دهاليز المفاوضات العبثية عبر تقديم الرشاوي الاقتصادية لتحسين الوضع المعيشي مقابل إعطاء الاحتلال صكوك الاستيلاء على ما تبقى من الأرض".
ورأى "أن عودة السلطة من جديد لحضن الإدارة الأمريكية سيعزز من تبعيتها ومن دورها الوظيفي القائم على التنسيق الأمني، وسيضيف عبئاً جديداً على شعبنا سياسياً واقتصادياً وأمنياً".
ورفض أي محاولات "للبلطجة" على حقوق الأسرى والأسرى المحررين، أو الاستجابة للشروط الامريكية لإعادة ما يُسمى بالثقة.
كما دعا الجهات المسؤولة في القطاع اتخاذ قرارات وإجراءات من شأنها تعزيز صمود المواطنين والتخفيف من آثار العدوان والأوضاع المعيشية الصعبة.. ونقول تعالوا معاً في غزة لنعيد الحياة الديمقراطية للمجتمع الفلسطيني عبر إجراء الانتخابات في الجامعات والنقابات والاتحادات والمجتمع المدني.
ومع ارتفاع وتيرة التطبيع اعتبر ان مهمة مقاومة التطبيع والمُطبعين مع الاحتلال والتصدي لخيانات مشيخات الخليج وأذنابهم يجب أن تبقى أولوية حاضرة على أبناء أمتنا العربية.
وأضاف :"زيارة المجرم لبيد وزير خارجية العدو للمغرب، تُشكّل طعنة غادرة للشعب المغربي وإلى الشعوب العربية ولشهداء شعبنا وعلى الشعوب العربية أن تنتفض في وجه هذا الطغيان الذي يجعل من هذا العدو كياناً طبيعياً في المنطقة لنهب خيراتها والسيطرة عليها أمنياً واقتصادياً.
وأكد على انحياز الجبهة المُطلق إلى جانب قضايا الطلبة المطلبية والأكاديمية والاجتماعية، ورفض سياسة الاستغلال والنضال من أجل مجانية التعليم داعيا الجامعات لاستعادة دورها الوطني والإقلاع عن سياسات الخصخصة وتسليع وتسعير التعليم على أساس طبقي يعطي من يملك ويحرم من يستحق.
وأضاف خلال الاحتفال الذي شمل تكريم أوائل الثانونية العامة :"للأسف أصبحت الجامعات وكيلة لرأس المال ووفق أسعار سوق الجامعات أصبح لا مكان للفقراء فيها وليذهب إلى الجحيم أباطرة الأجهزة والقطط السمان الذين سرقوا ونهبوا قوت الشعب؛ إن لم يتعلم أبناء الفقراء. أوقفوا هدر المال العام والموازنات الضخمة التي تذهب في غير مكانها.