بيت لحم-معا- خص نبيل عمرو القيادي الفلسطيني وكالة معا بمقالة تحدث فيها عن جريمة قوات الاحتلال في مدينة جنين صباح اليوم والتي راح ضحيتها اربعة شهدا كذلك عن سياسة العصا والجزرة التي تتبعها حكومة نفتالي بينت تجاه الفلسطينين.
"مهما حشد الاسرائيليون من حيثيات لتبرير مقتلة جنين التي تمت فجر هذا اليوم، الا ان ما حدث مدان بالمطلق ومن كل النواحي، ولا تبرير او تفسير له سوى ما يسعى الاسرائيليون حثيثا لتحقيقه وهو المزيد من الحاق الاذى بالفلسطينيين الذين صاروا بالنسبة لهم مشروع سيطرة وتحكم الى ما لا نهاية.
حكومة بينيت تعطي العالم من طرف اللسان حلاوة وتضخم بعض الاجراءات كمنح تراخيص بناء لفلسطينيين على ارضهم التي تظل ارضهم حتى لو حملت عنوان "ج"، وتمنح تصاريح اضافية للعمال وتصاريح من نوع آخر لرجال الاعمال، وفي سياق ذلك توجه نداءات يومية للقيادة الفلسطينية كي تدخل في مباحثات مباشرة معها، وبتشجيع امريكي ليس من اجل ايجاد حل سياسي بل لخلق مناخ لاستعادة الثقة!! بما يسمى اجراءات وترتيبات حسن النية.
وما تفعله حكومة بينيت وفي عهد ادارة بايدن من تصعيد حاد يمكن وصفه بالحرب المنهجية على الفلسطينيين باتجاهين تشديد، الحصار على غزة والاجهاز على ما تبقى من هيبة متواضعة اساسا للسلطة في رام الله، وعلى العالم وربما على السلطة كذلك ان يتوجها بالشكر والامتنان لكل هذه المنح والهبات "الانسانية" مع المسامحة في ابتلاع الخصومات الهائلة من الاموال الفلسطينية والمرشحة للزيادات المستمرة.
الحكومة الاسرائيلية الواقعة تحت سياط نتنياهو والليكود وباقي قوى اليمين الاساسية التي خسرت السلطة بفارق صوت واحد، هذه الحكومة ومن اجل ان تبقى فليس امامها سوى المزايدة على منافسيها تحت عنوان ها نحن نفعل بالفلسطينيين اكثر مما فعلتم!
الحكومة الاسرائيلية متفقة مع الامريكيين على نقطة واحدة تتصل بالسلطة الفلسطينية هي ان لا يسمح بانهيارها وكذلك لا يسمح بغير بقائها ضعيفة قليلة الحيلة في امر حماية شعبها بل وحتى قليلة الحيلة في ما هو دون ذلك بكثير.
ولو جمعنا بحسبة بسيطة ما فعلت حكومة بينيت بالفلسطينيين في المدة القصيرة التي تولت فيها الحكم وهي المدة المتزامنة مع الادارة الامريكية الجديدة والمتزامنة كذلك مع الزيارات التي يؤديها مسؤولون امريكيون للسلطة على هامش زياراتهم الاساسية للحكومة الاسرائيلية ، لو جمعنا كل ذلك لوجدنا سلبه وايجابه يؤديان الى نتيجة واحدة وهي التدمير المعنوي للسلطة امام شعبها والعالم، فليس زيادة تصاريح العمال ورجال الاعمال الا نوعا من احكام السيطرة الاسرائيلية على هذا المجال من حياة الفلسطينيين وسلطتهم، وليس منح تصاريح بناء في المنطقة " ج" ، والوعد بمنح تصاريح جديدة الا تأكيدا لاحكام السيطرة على الارض والناس والمصير .
انه فصل هو الاخطر من فصول الاحتلال والاكثر تحديا للفلسطينيين وكفاحهم الوطني من اجل الحرية والاستقلال .
اللفة اياها على ما يسمى بالمجتمع الدولي لانقاذنا مما نحن فيه لم تعد تنفع مع حكومة تتمتع بفعل الدعم الامريكي والفيتو باستثناءات لا يتمتع بها غيرها والتي تتيح لها الخروج جهارا نهارا عن كل القوانين الدولية السياسية والاخلاقية .
والشكوى للأمريكيين كما جرت العادة وتذكيرهم بأن ما تفعله اسرائيل يخالف حتى السياسية الامريكية ذاتها فهو ايضا صار عديم الفائدة لتواضع القدرة الامريكية حتى انعدامها في مجال الضغط على اسرائيل في القضايا الكبيرة والصغيرة على حد سواء.
بعد مقتلة جنين... مقتلة الفجر تتسلط اضواء كاشفة على السلطة الوطنية الفلسطينية ، كيف ستتصرف حيال ذلك ؟؟ لنرى مع القول الله وحده أعلم.