بيت لحم- معا- نظم ملتقى الشباب الفلسطيني من أجل الحرية والديمقراطية ورشة عمل متخصصة للشباب بمناسبة يوم الشباب الدولي تحمل عنوان "الشباب الفلسطيني "تحديات الشباب الفلسطيني.. في ظل اليوم الدولي للشباب"، وذلك ضمن أنشطة وفعاليات الملتقى المنفذة بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية، والتي عقدت في قاعة فندق الشبرد في بيت لحم بمشاركة نخبة من الشباب وطلبة وخريجي الجامعات وممثلي المؤسسات الشبابية في محافظ بيت لحم، ناقشوا خلاها أهم ما يعانيه الشباب الفلسطيني من مشكلات، وما يواجهونه من تحديات في ظل الوضع العام القائم.
افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من الأستاذ عماد الدين يونس عضو مجلس إدارة الملتقى الذي أكد على استثنائية العمل في ظل ما يعانيه العالم من انتشار فايروس كورونا، واستثمار الموارد المتاحة للدفع بعجلة العمل الموجه للشباب.
وأشار إلى أهمية دور الشباب الفلسطيني الذي يقع على عاتقهم تحمل أعباء المرحلة المقبلة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ونفسياً، معرباً عن أمله في إيجاد دور أكبر للشباب من خلال إتاحة الفرص لهم وإعطائهم دور بالإسهام في صنع القرار من منطلق أن التغيير يبدأ من الشباب أنفسهم، شاكراً الحضور وبخاصة ممثلي المؤسسات الشبابية في بيت لحم، وداعياً إلى استمرارية العمل على قاعدة الشراكة الفاعلة بين الجميع مؤسسات وهيئات وأفراد لما فيه من مردود إيجابي على شبابنا الفلسطيني.
وفي مداخلته تحدث د. ناصر اللحام عن نسبة الشباب في المجتمع الفلسطيني ولما لهذه الفئة من أهمية كبيرة في تنمية وتطوير حالة المجتمع الفلسطيني وأضاف إلى إنجازات الشباب من الكفاح والنضال الوطني.
وأشار إلى أهمية إعادة النظر في المنطلقات السياسية والفكرية لعملية إشراك الشباب سياسياً، من خلال أن يأخذ الشباب دورهم في المشاركة السياسية وصنع القرار مشيرا إلى أنواع المشاركة السياسية وأهميتها على الشباب وعلى المجتمع بشكل عام.
وتطرق في مداخلته إلى أهمية إيجاد مبادرات شبابية خلاقة في ملف المشاركة السياسية الشبابية وعوائقها من خلال الاحتلال، الانقسام، والقيم والعادات الاجتماعية، وأن تكون هذه المبادرات قابلة للتنفيذ الفوري.
من جانبه قال د. إياد اشتية رئيس الملتقى "إن اللقاء هدف إلى تسليط الضوء على أهم ما يعانيه الشباب الفلسطيني من مشكلات تعيق تحقيق إنجازاتهم، وزيادة التواصل والترابط بين أبناء الشعب الواحد في الضفة وغزة".
وأضاف أن مجموعة كبيرة من التحديات تقف في وجه الشباب الفلسطيني، أهمها وفي مقدمتها ما يعانيه الشباب كسائر أبناء شعبنا من ويلات الاحتلال القامع للحقوق والحريات، إضافة لتبعات الانقسام الفلسطيني وغياب الهوية، مروراً بالوضع الاقتصادي المتردي وزيادة نسبة البطالة، إضافة لتهميش الشباب في المشهد السياسي تماماً، مما أوقع معظم الشباب ضحايا صراع القيم والمرجعيات الثقافية والأيديولوجية والسياسية وتجاذباتها، فيميل عدد كبير منهم أكثر فأكثر نحو العنف، ويتحولون إلى مجرد أدوات تسيرها قوى اجتماعية وسياسية لها أجندات مختلفة عن تلك التي يجب أن تكون للشباب، إلى ذلك، يتزايد تحلل البنى الإنتاجية بالكامل، مع ما يصاحب ذلك من قيم لا تحض على التغيير، كالكسل والاتكالية والعزوف عن الإبداع والابتكار، وتتراجع قيم إيجابية، كالتطوع والمسؤولية المجتمعية، وغيرها، من سلم القيم الدافعة والمحفزة.
وأكد أشتية على أهمية إشراك الشباب في التخطيط واتخاذ القرار كأداة فاعلة من أدوات تفعيل الديمقراطية في المجتمع لإحداث التغيير، مستنداً إلى أن الشباب هم العنصر الأساس في عملية التحرر والبناء، وتحقيق الذات هي جوهر الديمقراطية في المجتمع، مشدداً على أهمية تعزيز روح المبادرة في أوساط الشباب في المجتمع وأهمية تعزيز سيادة القانون والمشاركة الشبابية الفاعلة، بالإضافة إلى تعزيز المفاهيم الليبرالية المتمثلة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة وتعزيز مفاهيم الحريات العامة وصولاً لمجتمع مدني سوي يهتم بشبابه ويؤمن بدورهم الريادي على قاعدة تكافؤ الفرص وضمن الاطار العام لسيادة القانون.
وركز المشاركون في مداخلاتهم على أهم التحديات التي تواجه الشباب، وأعربوا عن أسفهم لحالة الإحباط والانعزال التي يعيشوها.
وأوصى المشارك,ن بتوفير الحماية الاقتصادية للشباب وإعطائهم التسهيلات المالية والإعفاءات الضريبية، وتشجيعهم على الأعمال الريادية والحرة، وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم القيادية، وتخصيص نسبة مرتفعة من الموازنة العامة لصالح قضايا الشباب، وتعزيز الجانب التنموي مقابل الجانب الإغاثي في عملية التفعيل، الاهتمام الإعلامي بالشباب وإنجازاتهم وإلقاء الضوء على النماذج الناجحة كسبيل هام من سبل التعزيز، تشجيع البحث العلمي التطبيقي في محال الشباب وسبل تفعيلهم.
ومن الجدير بالذكر أن ملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية مؤسسة فلسطينية شبابية تأسست من قبل مجموعة من الشباب الحالمين الذين تجمعهم رؤية مشتركة لبناء مجتمع فلسطيني مدني ديمقراطي قائم على أساس احترام حقوق الشباب وضمان مشاركتهم المجتمعية بكافة أشكالها، ويسعى إلى تعزيز ثقافة الديمقراطية وسيادة القانون، والحريات، ومن هنا يعمل الملتقى على إنشاء برامج وعقد أنشطة، تعمق الوعي، وتقوي الشعور بالمسؤولية الجماعية عند الشباب، وإلى إثراء ونشر المعرفة العلمية المتخصصة حول الحرية، والديمقراطية، والمشاركة السياسية، وحقوق الإنسان، والمجتمع المدني، والمواطنة، وسيادة القانون، وثقافة تقبل الحوار وتقبل الآخر، وغيرها.