الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

البيان الختامي الصادر عن المؤتمر العلمي "الخطاب الإسلامي السياسي في فلسطين"

نشر بتاريخ: 31/08/2021 ( آخر تحديث: 31/08/2021 الساعة: 18:43 )
البيان الختامي الصادر عن المؤتمر العلمي "الخطاب الإسلامي السياسي في فلسطين"


رام الله- معا- أكد المشاركون في المؤتمر العلمي "الخطاب الإسلامي السياسي في فلسطين" (الجذور-الواقع-المستقبل)، الذي نظمه معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي بالشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، يوم الإثنين ، تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، على ضرورة تطوير خطاب الإسلام السياسي في فلسطين عبر توطينه وفلسطنته ليعبر بشكل أكثر واقعية وموضوعية عن القضية الوطنية الفلسطينية ويتمكن من إنتاج مفكريه ومنظريه، متجاوزا الاعتماد الكلي على المفكرين والمنظرين الخارجيين والتفكير بعقل غيره من الخطابات السياسية الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي، وحتى يستطيع هذا الخطاب الاقتراب من قضايا الشعب والانسان الفلسطيني وهمومه واحتياجاته، ويعمل على إيجاد الحلول وفق رؤى وتصورات فلسطينية، تستند إلى أسلوب الحوار الديمقراطي والوسطية والتسامح، وقبول الآخر، ورفض التطرف والتكفير والعنف، والحرص على السلم الأهلي، ورفض الانزياح إلى الاستنجاد بالآخر فكرياً ومعرفياً في إنتاج حلول لقضايانا، وخاصة ما يتعلق بالمرأة والآخر الديني (المسيحي والسامري)، والتأكيد أن الكفاح الوطني الفلسطيني هو ليس صراعا مع اليهود، بل صراع مع الاحتلال الاستعماري الاستيطاني الصهيوني.
هذا وكان المؤتمر قد بدأ بجلسة افتتاحية ألقيت فيها كلمات من قبل حسام أبو الرب وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الدينية ممثلا لرئيس الوزراء، ونائب المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية إبراهيم عوض الله، والدكتور نايف جراد مدير عام معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، وتولى عرافتها الأستاذ جمال العبادي مدير وحدة دراسات التطرف والإرهاب في المعهد.
وتضمن المؤتمر أربعة محاور، على مدار أربع جلسات، تناولت سردية الاحتلال في الخطاب السياسي الإسلامي الفلسطيني، والتطرف والاعتدال في الخطاب السياسي الإسلامي الفلسطيني، والديمقراطية والمواطنة في الخطاب السياسي الإسلامي الفلسطيني، وقراءات في المرجعيات الفكرية للخطاب السياسي الإسلامي، شارك فيها (17) باحثا وباحثة من فلسطين والأردن والمغرب.
قدمت في الجلسة الاولى أوراق بحثية علمية من قبل فادي عصيدة ومايسة عبد الله حلس وسعود الشرفات وطارق عقيلان وأمجد أبو مطر، وترأسها الدكتور خالد السراحنة، وفي الثانية عماد الشعار وماجد صقر وخالد التوزاني وأيمن لافي، وترأسها الدكتور بركات قصراوي، وفي الثالثة عدنان الهندي وهند أبو نجيلة وبهاء الدين خلف الله وخالد الفقيه، وترأسها الدكتور عبد الرحيم الشوبكي، وفي الرابعة سعيد أبو رحمة وسامي أبو غولة ورشيد العزوزي وعبد عودة، وترأسها الدكتور رمزي عودة.
وشهد المؤتمر حضورا ومشاركة واسعة ونقاشا معمقا من باحثين ومهتمين فلسطينيين وعربا من داخل فلسطين ومن الأردن والسعودية والجزائر وهولندا والدنمارك والصين ولبنان وغيرها، حيث تم تنظيمه وجاهيا في رام الله وعبر تقنية زووم أيضا.
وفي الجلسة الختامية شكر رئيس المؤتمر الدكتور نايف جراد، المشاركات والمشاركين بأوراق العمل وأعضاء اللجنتين العلمية والتحضيرية وكل من ساهم في إنجاح اعمال المؤتمر، وقام بتكريمهم، وتلا الدكتور اياد البرغوثي رئيس اللجنة العلمية بيانا ختاميا، أكد فيه أن الخطاب السياسي الإسلامي هو ليس الدين في ذاته، بل انعكاس الدين في تصور الانسان وفهمه وسلوكه، وهو خطاب سياسي بالدرجة الأولى رغم استخدام الرموز الدينية والاحالات الكثيرة الى النص الديني، ولذلك فهو لا يتصف بالقدسية وهو قابل للنقد والتقويم والتعديل.
ومن خلال الأوراق المقدمة، واستنادا الى الهدف الأساسي من عقد المؤتمر، والذي يتلخص أساسا في اذكاء الحوار وتعزيز البعد الوطني والإنساني للخطاب الإسلامي في فلسطين، خرج المؤتمر بالتوصيات التالية:
1. الطلب من الجهات المنظمة للمؤتمر ابداء الاهتمام الأكبر لمثل هذه المواضيع لما لها من أهمية كبيرة على القضية الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني، وضرورة توسيع دائرة الاهتمام لتشمل دراسة الخطاب المستند الى ديانات أخرى غير الإسلام، وخاصة اليهودية التي اتكأت الحركة الصهيونية على بعض التفسيرات من أجل إنجاح مشروعها في فلسطين؛
2. الاهتمام بالدراسات التحليلية لموضوع الدين، وتأثير الفكر الديني على مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع الفلسطيني، وتشجيع دراسة الأديان المقارنة، وتاريخ الأديان وسوسيولجيتها وفلسفتها، وعدم الاقتصار على دراسة الشريعة والثيولوجيا كما يجري في معظم المؤسسات التعليمية حاليا؛
3. الاهتمام بالإعلام كأحد أهم الوسائل التي يصل بها الخطاب الديني الى المجتمع، والعمل على أن يكون اعلاما منفتح الآفاق، متعدد المصادر الفكرية، بعيدا عن الأحادية، يعطي الحرية حقها، ويعتمد المنهج العلمي، الذي يحد من الاستخدام "التعسفي" للمرجعيات الدينية؛
4. الطلب من الباحثين والعاملين بالخطاب الديني اجمالا عدم الاستخدام اللاتاريخي والمجتزأ لبعض النصوص الدينية للخروج بنتائج ليست واقعية ولا علمية وليست في صالح القضية الفلسطينية، والتي تؤدي الى التعميم واعتماد صور نمطية معينة لأصحاب معتقدات واتباع ديانات أخرى؛
5. التوصية الى العاملين في الخطاب الديني بضرورة التأكيد على احترام معتقدات الآخر، واعتماد التسامح والحرية كأساس لاحترام إنسانية الانسان أيا كانت معتقداته؛
6. في الوقت الذي يحث فيه المؤتمر على اعتماد مفاهيم وقيم إنسانية مثل التسامح والسلام في الخطاب الديني، فإنه يؤكد على ارتباط هذه المفاهيم بالحقوق الفردية والجماعية للناس، وخاصة ان من الملفت للانتباه أن هذه المفاهيم تستخدمها جهات معينة للالتفاف على حق الشعوب وخاصة حقوق الشعب الفلسطيني والذهاب الى التطبيع والتحالف مع الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية؛
7. الدعوة الى العمل على تجديد الفكر الديني اجمالا بما يتلاءم مع العصر، آخذا بعين الاعتبار الانجازات الكبيرة التي حققتها البشرية.

البيان الختامي الصادر عن المؤتمر العلمي "الخطاب الإسلامي السياسي في فلسطين"