رام الله-معا- يتعرض المواطن الفلسطيني الاعزل يومياً لغارات واعتداءات متواصلة من قبل منظمات المستوطنين الإرهابية شبه العسكرية في طول الضفة الغربية وعرضها، تشمل جميع مناحي حياته ومقومات وجوده في أرض وطنه، بما فيها أرضه ومنزله وممتلكاته ومزروعاته ومقدساته، وذلك بغطاء واضح من المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال وبحماية وإسناد واحتضان وبمشاركة جيش الاحتلال، في توزيع مدروس للأدوار الهدف منه فرض السيطرة الإسرائيلية على المزيد من الأرض الفلسطينية وكسر إرادة الصمود والمواجهة لدى المواطن الفلسطيني. هذا المشهد الإجرامي يتكرر على مدار السنة وبشكل خاص قبيل وأثناء موسم الزيتون في محاولة لافشاله وتكبيد المزارع الفلسطيني خسائر اقتصادية كبيرة في وهم إسرائيلي لدفع المواطن الفلسطيني للاقتناع بعدم جدوى استثماره بأرضه وزراعتها بأشجار الزيتون. كان آخر تلك الاعتداءات اقدام ميليشيات المستوطنين المسلحة على إحراق وإتلاف المزروعات الفلسطينية في أراضي بلدة بورين جنوب نابلس، واقدامهم على ارتكاب مجزرة تقطيع أشجار زيتون معمرة في بلدة قريوت، استمرار مطاردة المستوطنين وملاحقتهم لرعاة الماشية وتهجيرهم من الأرض الفلسطينية في خلة مكحول في الأغوار الشمالية، هذا بالإضافة إلى استمرار الاعتداءات ضد المواطنين في مسافر يطا، وتضييقاتهم اليومية وترهيبهم لتلاميذ المدارس في كل من اللبن الشرقية والساوية. هذا ما تحدث عنه أيضاً الإعلام العبري وأبرز أبعاده الخطيرة كما جاء في مقالة "أُسرة التحرير" في صحيفة هآرتس قبل أيام، والتي أشارت إلى ارهاب المستوطنين تحديداً، كما جاء في عنوان المقالة "أن إسرائيل بحاجة للتعامل مع إرهابها اليهودي". إذن أن الإرهاب الذي يقوم به المستوطنون هو ارهاب منظم ينتمي إلى الإرهاب اليهودي الذي يجب إدانته ومكافحته والقضاء عليه.
تدين الوزارة بأشد العبارات الاستيطان بجميع أشكاله وفي مقدمته ارهاب المستوطنين وجرائمهم المنظمة ضد المواطنين الفلسطينيين وارضهم وممتلكاتهم، وتعتبره جزءاً لا يتجرأ من ارهاب دولة الاحتلال المنظم. ان جرائم المستوطنين المتواصله ضد أبناء شعبنا دليل واضح على صحة مطالباتنا المستمرة بوضع عناصر الإرهاب اليهودي على قوائم الإرهاب، وهو ما يتم تأكيده يومياً من خلال اعتداءاتهم ومجازرهم ضد أشجار الزيتون، والتي تتم بحماية جيش الإحتلال ورعاية واحتضان المستوى السياسي.