غزة- معا- شيعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وجناحها العسكري كتائب المقاومة الوطنية «قوات الشهيد عمر القاسم» في موكب جنائزي عسكري مُهيب، اليوم الأربعاء، جثمان الشهيد عبد الحميد محمد عبد الهادي أبو جياب (أبو فارس)، القائد الوطني الكبير، عضو اللجنة المركزية للجبهة وعضو قيادتها المركزية في إقليم قطاع غزة.
وشارك في الموكب جماهير الشعب الفلسطيني يتقدمهم صف من المكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة وممثلي القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الشعبية، إلى جانب حشد من أعضاء وكوادر الجبهة وعائلة الراحل.
وانطلق موكب التشييع من أمام مجمع الشفاء الطبي، حيث اصطف مقاتلو كتائب المقاومة الوطنية «قوات الشهيد عمر القاسم» وحُمل نعشه على أكتاف المقاتلين، إلى مثواه الأخير لمواراة جثمانه الثرى في مقبرة حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، مروراً بمنزل عائلة الراحل الكبير أبو فارس في حي الرمال حيث ألقيت نظرة الوداع على جثمانه.
وأبرق الأمين العام نايف حواتمة تعازيه لقيادة الجبهة الديمقراطية بإقليم قطاع غزة وعائلة وأخوة وأصدقاء الراحل عبد الحميد أبو جياب قائلاً «برحيله المحزن يكون رفيقنا الوطني البارز أبو فارس قد أنهى مسيرة نضالية انطلقت من مخيم جرمانا في سوريا في مواقعه القيادية المشهود له فيها، في منظمة الشبيبة الديمقراطية لتحرير فلسطين وفي قطاع العمال وعلى رأس منظمات الجبهة في المخيم».
وأضاف حواتمة في برقية التعزية «وبانتقاله إلى قطاع غزة واصل دوره القيادي جنباً إلى جنب مع رفاقه في مقاومة الاحتلال والاستيطان إلى أن رحل الاحتلال وعصاباته ذليلاً عن أرض الوطن».
وشدد حواتمة «برحيل الرفيق العزيز والقائد الوطني وعضو اللجنة المركزية للجبهة، نكون قد خسرنا قائداً وطنياً كرس حياته لخدمة شعبه وقضيته وحقوقه وكرامته الوطنية، كما بنى عائلة وطنية انخرط كامل أفرادها في النضال وعلى رأسهم الرفيقة المناضلة والناشطة النسائية أم فارس».
وتابع حواتمة، "للرفاق في قطاع غزة، ولأم فارس، وكامل أفراد العائلة، ولأخوة الراحل الكبير ولعموم أبناء القطاع الصامد، مشاعرنا الصادقة وعزاؤنا باالراحل الكبير، وكلنا ثقة أننا سنبقى على ذات الطريق الذي ساهم في شقه وتعبيده، رفيقنا المناضل والقائد الوطني أبو فارس».
من جهته، أرسل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية برقية تعزية بالقائد الوطني عبد الحميد أبو جياب، قائلاً: «قد رحل أبو فارس بعد حياة حافلة بالنضال والكفاح من أجل تحرير وطنه فلسطين، وذلك منذ التحاقه بالجامعات المصرية نهاية الستينيات ومع انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، وعاش بعيدًا مرتحلًا بين سوريا ولبنان في صفوف الثوار والمناضلين، وقضى معظم حياته في دمشق العزيزة إلى أن عاد إلى أرض الوطن عام 1994».
وأضاف هنية في برقية التعزية «إذ نعزّي أنفسنا فإننا نعزّي الأخت أم فارس وأبناءه وإخوانه وأبناء إخوانه وجميع عائلة أبو جياب المنتمية لحمولتنا (عياش)، وكذلك نعزّي الرفاق في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين داخل الوطن وخارجه، وفي مقدمتهم الرفيق نايف حواتمة الأمين العام للجبهة، وجميع قياداتها الكرام».
كما، تقدم المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية نيابة عن "عموم الرفاق والرفيقات في عموم منظمات الجبهة في برقية تعزية بأحر التعازي برحيل رفيقنا القائد الوطني عبد الحميد أبو جياب، مبرقاً «لقد عرفته مخيمات سوريا ومخيمات قطاع غزة مناضلاً ميدانياً شديد التواضع كرس حياته وحياة عائلته في خدمة القضية وشكل نموذجاً للمناضل الذي يقدم كل ما يملك في خدمة شعبه وقضيته الوطنية».
وأضافت برقية التعزية «خسرنا برحيله رفيقاً من أبناء الجيل المؤسس الذي نذر حياته لنضاله دون أن يبدل أو يتردد، او تنال منه الصعاب والعراقيل والعذابات، ومرارة النضال وقساوته». موضحة أنه «أفنى حياته في النضال، متغلباً على الأوجاع وآلام المرض، وصمد صمود الأبطال، ورحل بعد أن سلم الأمانة لأجيال جديدة من الشباب الذي تحت رعايته أخذ يتقدم الصفوف».
وبعد الانتهاء من مراسيم الدفن في مقبرة الشيخ رضوان، أشاد زياد جرغون عضو المكتب السياسي للجبهة كلمة أشاد بمناقب الشهيد القيادي الوطني الكبير ونضالاته وتضحياته على مدى نصف قرن من المواجهة اليومية مع الاحتلال والاستيطان، جنباً إلى جنب مع رفاقه في الجبهة الديمقراطية وفصائل العمل الوطني الفلسطيني.
وأشار جرغون إلى أبرز المحطات النضالية الهامة التي تميز بها الراحل الكبير منذ تأسيس الجبهة الديمقراطية في 22 شباط 1969، وفي المشاركة بمسيرة النضال الوطني والجماهيري ضد الاحتلال الإسرائيلي وفي معارك الدفاع عن المخيمات الفلسطينية في الأردن ولبنان، وفي توليه العديد من المسؤوليات القيادية للجبهة بإقليم سوريا ومنها أمين المكتب التنظيمي بالاقليم ومسؤول مخيم جرمانا.
وتطرق جرغون إلى الدور القيادي والوحدوي الذي لعبه القائد الشهيد أبو جياب، في أرض الوطن بعد عودته عام 1994 ومنها عضوية المجلس الوطني وشارك في كافة المؤتمرات الحزبية للجبهة منذ تأسيسها وكلف بمهام حزبية عديدة، منها مسؤولية المكتب التنظيمي في إقليم قطاع غزة وتمثيل الجبهة في القوى الوطنية والإسلامية وفصائل القوى العشرة المعارضة لاتفاق أوسلو، وشغل عضوية المكتب السياسي للجبهة لعدة سنوات واستمر بالنضال في صفوف الجبهة وانتخب عضواً في لجنتها المركزية إلى جانب عضوية قيادتها المركزية في إقليم قطاع غزة.
من ناحيته، قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في كلمة القوى الوطنية والإسلامية «نعزي الجبهة الديمقراطية وعائلة أبو جياب برحيل الرفيق أبو فارس، الذي شغل عضوية المكتب السياسي للجبهة ومن ثم عضوية اللجنة المركزية للجبهة وعضوية قيادتها المركزية في إقليم قطاع غزة».
وأضاف البطش "نؤبنه ليس قائداً وطنياً ورفيقاً للجبهة الديمقراطية فحسب بل أخاً ورفيقاً في القوى الوطنية والإسلامية، وتميز بدماثة أخلاقه وعمله الدؤوب». لافتاً إلى أن القائد أبو فارس الذي ينحدر من بلدة الجورة، كان حق العودة يحركه دوماً في إدامة الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي."