القدس- معا- "حلمنا في القدس بسيط أن يكون لنا منزلا نعيش فيه بأمان واستقرار.. نعمل ليل نهار لتحقيق هذا الحلم... وبعد أشهر أو سنوات نقوم بهدم حلمنا بأيدينا بقرارات جائرة من سلطات الاحتلال"... حال الأسير المحرر سلمان أبو سبيتان، وهو حال الشاب المقدسي الذي تسرق منه أحلامه ويحرم من منزل يأويه.
الشاب سلمان من بعد تحرره من الأسر تزوج وأنجب طفلا وعاش مع عائلته في منزل بالأجار في بلدة الطور، ثم قرر بناء منزل له في أرض العائلة وقال: " بدأت ببناء المنزل قبل 9 أشهر، وقبل شهرين أصدرت البلدية "قرار هدم إداري للمنزل"، وتوجهت للمحكمة وللمحامي لتأجيل أو تجميد القرار لكن دون جدوى."
وأضاف أبو سبيتان :" اقتحامات شبه يومية للمنزل من قبل القوات للمطالبة بهدمه، حتى قبل قرار المحكمة النهائي وفي احدى المرات قال الضابط " قرار الهدم موجود ولا ضرورة للمحاكم.. عليكم تنفيذ الهدم".
وقال أبو سبيتان :" نجبر على هدم ما قمنا ببنائه بأيدينا تفاديا لدفع غرامات وأجرة الهدم لطواقم البلدية ...رغم صعوبة الأمر، نعمل ليل نهار لنبني منزل لا تتجاوز مساحته 100 مترا مربعا، لا نقوم ببناء "فيلا"، ورغم ذلك نلاحق ونجبر على تنفيذ قرارات الهدم".
وفي حي وادي الجوز "القريب على بلدة الطور"، تقوم عائلة بزبزت بهدم غرفة قامت بإضافتها لمنزل "بيت العائلة" عام 1995، بعد سنوات من دفع غرامات ومخالفات وصلت قيمتها ل 130 ألف شيكل.
وأوضح محمد بزبزت أن معاناة العائلة بدأت مع البلدية منذ عام 2005 – بعد سنوات من بناء غرفة معيشة للبيت-، بإصدار مخالفات بناء متتالية، وخلال ذلك بدأت إجراءات لترخيص البناء، لتتفاجأ العائلة عام 2009 باقتحام المنزل وإبلاغهم برفض الترخيص وإجبارهم على هدم سقف المنزل.
وأضاف محمد :" توقعنا أن القضية انتهت لكن نهاية الأسبوع الماضي، اقتحمت طواقم البلدية برفقة الشرطة المنزل وطالبتنا بهدم الجدران وإلا ستقوم الجرافات بذلك وعلينا دفع الأجرة لها."
وقال الشاب محمد:" معاناة وألم الهدم لا يتوقف عند هدم الحجر، فالهدم هو هدم للذكريات والأحلام ولتعب سنوات من أجل بناء صغير يضم عائلة في القدس".
وصعدت بلدية الاحتلال منذ عدة أشهر من عمليات الهدم الذاتي في القدس، بإجبار المقدسيين على هدم منشآتهم من "المنازل المحلات التجارية الزراعية" بأيديهم.