الرياض-معا شارك وزير الخارجية والمغتربين د.رياض المالكي، ممثلاً عن الرئيس محمود عباس في أعمال قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والتي انطلقت أعمالها في العاصمة السعودية ( الرياض) بحضور ومشاركة دولية واسعة.
وقد وجهت المملكة العربية السعودية دعوات لحضور قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، إلى العديد من رؤساء دول العالم والمسؤولين الحكوميين، إضافة إلى الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات في الدول المدعوة، وعدد آخر من رؤساء المنظمات الدولية والأكاديميين وأصحاب الاختصاص في المجال البيئي ومؤسسات المجتمع المدني.
وتأتي مبادرة الشرق الأوسط الأخضر استجابةً لآخر التقارير العلمية حول حالة الطوارئ المناخية التي تتطلب إجراءات استثنائية. كما تأتي تلبيةً لحقيقة أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر من المناطق الساخنة الأكثر تأثراً بظاهرة تغير المناخ حيث أن معدل الاحترار فيها ضعف المعدل العالمي، مما له من أثر بالغ على تغير المناخ وتأثيراً سلبياً على عملية التنمية وعلى جهود الحكومات في تحقيق التنمية المستدامة والحد من الفقر. وللاستجابة لحالة الطوارئ المناخية فإنه ينبغي على دول العالم أجمع وبإرادة حقيقية بذل أقصى ما تستطيع للاستجابة للتحديات المناخية الخطيرة وهذا يتطلب توحيد الجهود الدولية وتضافرها على قاعدة المسؤولية المشتركة. وتأتي هذه المبادرة إدراكاً من الجميع بأهمية تضافر الجهود واخذ زمام المبادرة الإقليمية التي تعتبر دليل واضح على التعاون ببن دول الجنوب، ويبرهن على ان دول الجنوب قادرة على ان تقود الجهود الدولية للتصدي لظاهرة تغير المناخ بكل عزم وارادة وتصميم. ويعتبر هذا التحالف الإقليمي نموذجاً للعمل خارج الصندوق وخارج المألوف حيث يمثل مبادرة استثنائية غير مسبوقة تجمع بين التكنولوجيا والتمويل وبناء القدرات.
وفي كلمته فقد عبر المالكي عن تقدير دولة فلسطين لهذه المبادرة والرؤية الثاقبة التي ترتكز على تعزيز المعرفة ورفع مستوى الوعي وكذلك على الإدارة البيئية الذكية مناخياً والتي تشتمل على حلول مستقبلية ذكية ومبتكرة وخلاقة.
ونقل الوزير المالكي تحيات رئيس دولة فلسطين محمود عباس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان والقائمين على هذه المبادرة الرائدة والتي ستنقل منطقتنا ان تيسر لها ذلك الى آفاق جديدة ليس فقط على مستوى البيئة وانما على مستوى الحياة والاستدامة الإنسانية. كما وان تغير المناخ وما صاحبه من تأثيرات بيئية أصابت جل حياتنا ومستقبلنا قد فرض ذاته على الأجندة الدولية وتطلب منا جميعا اعطائها الاولوية والاهمية والامكانيات المتوفرة لكي نواجه هذه التحديات بشكل مشترك. وعليه، تأتي هذه المبادرة وما يرافقها من توفير امكانيات وقدرات يسمح لنا ان نكون جزءا من هذه الجهود، وان تكون منطقتنا مثالا يحتذى وعنوانا مشرقا لشرق أوسطنا بعد ان كان هذا الشرق الأوسط هو عنوان الازمات والحروب والدمار.
وبينما يعلن سمو الأمير عن النية بزراعة مليارات الأشجار في منطقتنا، تعكف دولة الاحتلال إسرائيل بقطع الأشجار المثمرة في فلسطين وحرقها، باتلاف المزروعات وفي جرف الارض الزراعية ومصادر الارض الفلسطينية في تحد لكل القيم الإنسانية والشرعية الدولية والقرارات الاممية. وبينما نريد ان نزرع من خلال هذا اللقاء شجرا في منطقتنا، تقوم إسرائيل بقلع اشجارنا وقطعها.
اما الكهرباء عبر الطاقة الشمسية فهي أيضا تحارب من قبل دولة الاحتلال لمنع استقلالية دولة فلسطين في مجال الطاقة، مما يستدعي توفير الحماية الدولية ليس فقط في مواجهة جرائم الاحتلال بحق الإنسان الفلسطيني وانما ايضا بحق الأشجار الفلسطينية والطاقة الفلسطينية.
وفي الختام فقد أعلن المالكي بأن دولة فلسطين تؤيد وتساند هذه الجهود الكريمة وتدعم أهدافها وتقف على أهبة الاستعداد للمشاركة الفاعله في هذه المبادرة وتتمنى لها النجاح والسداد لما فيه خير بلدان وشعوب منطقة الشرق الأوسط.
كما رافق المالكي في أعمال القمة السيد جميل مطور رئيس سلطة جودة البيئة في دولة فلسطين، والسيد باسم الأغا، سفير دولة فلسطين لدى المملكة العربية السعودية.