غزة- معا- نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة ندوة سياسية بعنوان "وعد بلفور والتحديات الراهنة أمام القضية الفلسطينية"، وذلك في قاعة المحافظة بمشاركة ممثلي القوى الوطنية والإسلامية والمخاتير والشخصيات الوطنية والوجهاء والمخاتير والفعاليات الشعبية وأعضاء قيادة وكوادر الجبهة وحشد كبير من المواطنين في المحافظة .
وتحدث في الندوة السياسية كلاً من محافظ رفح أحمد نصر، وعضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي عبد العزيز قديح، والباحث المختص في شؤون اللاجئين زياد الصرفندي.
وأكد نصر في كلمته على حق الشعب الفلسطيني بالأرض والقدس والثوابت وصولاً إلي دولة فلسطينية مستقلة بهمة وعزيمة الأجيال الصاعدة، مقدماً نبذه تاريخية عن ثورة الشعب الفلسطيني والدور السياسي والدبلوماسي في تحقيق الاستقلال.
وقال نصر "أن بريطانيا أبدت بالكامل على اعطاء وطن قومي للصهيونية في فلسطين"، مشيراً أن وعد بلفور أعطى فلسطين التي لا يمتلكها ولا يملك الحق في التصرف بها لشعب لا يستحق أن يمتلكها أو يتواجد بها.
ودعا نصر إلي الوحدة الوطنية الفلسطينية من أجل التصدى للهجمة الصهيونية اتجاه شعبنا الفلسطيني وعودة اللاجئين الى ديارهم التي شرود منها عام 1948 .
وأضاف نصر "إن وعد بلفور الذي شرد شعبنا من أرضه وساهم في كل ما لحق بشعبنا من معاناة جراء الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على كل ما هو فلسطيني من بشر و شجر وحجر، ولكن لن يستسلم شعبنا فقد سطر بصموده وتضحياته أروع صفحات النضال وخط بدماء الشهداء ومعاناة الأسرى والجرحى أسمى معاني التضحية والفداء".
بدوره، قال عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي عبد العزيز قديح "أن شعبنا الفلسطيني وهو يستذكر هذا الوعد المشؤوم ليلعن اليوم انه أكثر استعدادا وإصرارا للصمود والتحدي حتى نيل حريته واستقلاله وتحقيق مشروعه الوطني القائم على حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
وأضاف قديح أن ذكرى وعد بلفور تمر وشعبنا الفلسطيني يواجه ظروف بالغة الخطورة والتعقيد وتتعرض فيها القضية الفلسطينية والمشروع الوطني برمته لتحديات جسام لاسيما في ظل استمرار حالة الانقسام الداخلي الذي ألقى بظلاله القاتمة على كافة جوانب الحياة في المجتمع الفلسطيني وفي ظل تواصل السياسة العدوانية للاحتلال من اغتيال واعتقال وحصار ودمار ونهب للأرض وتجريف للمزارع وهدم للبيوت وتهجير للسكان واستمراره في تهويد مدينة القدس والاعتداء على المقدسات الدينية.
وشدد قديح على أن شعبنا يعيش أقسى واخطر الظروف وأكثرها دقة بفعل إمعان حكومة الاحتلال العنصرية والفاشية بتنفيذ مخططاتها الإحتلالية، وإجراءات تهويد القدس والاستمرار في تكثيف الاستيطان ومصادرة الأراضي ضمن خطة الضم التدريجي والقوانين العنصرية تنذر بتفجير وتدهور الأوضاع وبخاصة مع تصاعد الحملة المسعورة والمسارات التطبيعية الخيانية من بعض الأنظمة العربية والتي تستهدف الشعب الفلسطيني وثوابته وقيادته الوطنية.
وقال زياد الصرفندي القيادي في حركة فتح في كلمته " تأتي ذكرى وعد بلفور المشؤوم بعد مرور 104 عام من التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا بكل ألوانه وأطيافه في مواجهة الاحتلال المتغطرس وعقليته الاستيطانية , فرغم مرور 104 عام شعبنا لم يستسلم ولم يتراجع بل مازال بقائه ووجوده رمزاً وعنواناً للتحدي ولكسر المخططات والمؤامرات التي انهالت منذ عقود على شعبنا , تأتي هذه الذكرى هذا العام في أصعب مراحل الوضع الوطني الفلسطيني ومراحل الانقسام والاختلاف .
وطالب الصرفندي بريطانيا بتصحيح الخطأ التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني جراء وعد بلفور المشؤوم الذي تتحمل مسؤوليته التي قدمت بموجب هذا الوعد الزائف فلسطين " وطناً قومياً للشعب اليهودي " ، حيث قدم من لا يملك الحق بفلسطين لمن لا يستحق , داعياً بريطانيا إلى امتلاك الشجاعة السياسية والأخلاقية والاعتراف بدولة فلسطين ، ورفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني .
وفي ختام الندوة فتح باب المداخلات للحضور , وأكدوا من خلالها على أحقية الشعب الفلسطيني في نزع حريته وحقوقه من هذا المحتل الصهيوني , مطالبين بريطانيا الاعتذار عما صدر منها من اعطاء وطن قومي لليهوي على الأرض فلسطين التاريخية .