رام الله- معا- في الذكرى السابعة عشرة لرحيل القائد التاريخي الكبير ياسر عرفات "أبو عمار" قال تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، "نفتقد الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات في هذه الظروف الصعبة ، حيث يخوض فيها شعبنا الفلسطيني معارك قاسية على المستويات السياسية والاقتصادية – الاجتماعية والجماهيرية في الميدان ضد سلطات وقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين وفي وقت تغلق فيه حكومة نفتالي بينيت بسياستها الاستيطانية والعنصرية البغيضة جميع الدروب امام تسوية سياسية للصراع وتدير فيه الادارة الأميركية ظهرها لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره باعتباره ليس من اولويات سياستها الخارجية .
وأضاف : نفتقده وقد رافقته في النضال منذ بدايات السبعينات من القرن الماضي من بيروت إلى عمان إلى تونس إلى أرض الوطن . وفي المسيرة الطويلة اختلفنا في محطات نضال واتفقنا في أخرى وواصلنا النضال المشترك في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وتحت رايتها وفي ظل برنامجها الوطني ، برنامج العودة وتقرير المصير والدولة وعاصمتها القدس . وبصرف النظر عن الاتفاق او الاختلاف ، فقد كان الراحل الكبير عنواناً للوحدة الوطنية وللصمود في وجه الأعاصير ، عنيدا في الدفاع عن الثوابت والحقوق وكان حضوره يتجاوز في حجمه ودوره حدود وطنه فلسطين .
وتابع إن الواجب يملي علينا أن نعبر عن الوفاء للرئيس الشهيد الراحل ولشهداء الشعب الفلسطيني بالتمسك بالوحدة الوطنية والشراكة السياسية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية الموحدة والتمسك بحق شعبنا في تقرير المصير بكل ابعاده بدءا بالحقوق القومية الجماعية وحقوق المواطنة والمساواة الكاملة لذلك الجزء العزيز من شعبنا في أراضي 1948 ، مرورا بحقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة وانتهاء بحقنا في العيش في دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وبطي صفحة الانقسام الأسود ، الذي أفسد الحياة السياسية الفلسطينية وشكل حصان طرواده لمختلف أشكال التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية حتى يصبح ممكنا الانتقال الى ترجمة قرارات المجلس الوطني والمركزي الفلسطيني والوقوف صفا واحدا في مواجهة وحش الاستيطان وفي مواجهة سياسة التمييز والفصل العنصري وسياسة الترانسفير والتطهير العرقي ، التي تسير عليها جميع حكومات اسرائيل دون استثناء .
وأكد خالد أن ما يجري من تطورات في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان حزيران 1967 بشكل خاص وفي الاقليم ومنطقة الشرق الاوسط بشكل عام تبعث فعلا على القلق ، تدفعنا أن نذكر الرئيس الراحل بكل الاحترام والتقدير كزعيم حافظ على الوحدة الوطنية ووحدة منظمة التحرير الفلسطينية ووحدة الشعب بجميع مكوناته السياسية في مختلف المحطات الصعبة والمنعطفات الخطيرة . له الرحمة ولروحه السلام والسكينة فقد كان شخصية استثنائية يصح فيها ما قال هاملت في أبيه : كان رجلاً ، ليس كغيره من الرجال ، خذه كما هو ، عيني لن تقع على مثله أبداً .