بيت لحم- معا- إعلان بدء المناورة البحرية المشتركة، بين "إسرائيل" والولايات المتحدة والإمارات والبحرين، لقي اهتماماً إسرائيليّاً.
المناورة الأولى من نوعها، كما وصفها الإعلام الإسرائيلي، ولاسيّما لجهة الشّكل والدلالات، وُضِعت من جانب مُعلّقين في إطار تزخيم الصراع ضدّ الحضور الإيراني في المنطقة، وفي البحر كما في البرّ. الفهم الإسرائيلي هذا، انعكس على القراءة والتحليل لأهداف المناورة ورسائلها ودلالاتها، والتي أجمع المُعلّقون على أنّها موجَّهة، في الدرجة الأولى، إلى إيران، وأنّها ترجمة للرؤية المشتركة "للائتلاف الجديد الإسرائيلي - السنيّ المتبلور" ضدّها.
الهدف: منع التموضع الإيراني في البحر
في موازاة الحديث عن المناورة، باعتبارها استثنائية وتاريخية، لخّص ضابط رفيع في ذراع البحر الإسرائيلية، أهداف المناورة في "دراسة التعاون وتوسيع مدى عمليات ذراع البحر، وتبادل أساليب عملانيّة مع دول الخليج، في ضوء التمركز الإيراني". وقال الضابط للصحافيين الإسرائيليين إن هدف التدريبات هو "منع التموضع الإيراني في البحر، والتصدّي للمسيّرات". وتابع أنه "بالإضافة إلى التموضع المثير للقلق في سوريا، تدير إيران مساراً مقلقاً للتموضع في الجبهة البحرية. تهديد التموضع الإيراني في المنطقة ينعكس أيضاً على المستوى البحري، ويجب التجهّز له". ووضع الضابط المناورة في إطار "خطّة أوسع مع الأميركيين أمام التموضع الإيراني". وبشأن مشاركة الإمارات والبحرين، أشار إلى أن هذه هي المرّة الأولى التي تُرسل الامارات فيها قطعاً بحرية إلى هذه المنطقة، وهذا يُعَدّ تدريباً هجوميّاً". وذكر الضابط أن المناورة لم يتخللها إطلاق نار، ولا تشمل غواصات. وكشف أيضاً أنّه ستُقام مناورة أخرى في شهر أيلول/سبتمبر المقبل، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتوقّع إجراء مناورات مشتركة في المستقبل.
وكان لافتا ما أشار إليه معلّقون إسرائيليون، ومفاده أن "إسرائيل فوجِئت جداً" بإعلان المناورة من جانب الأميركيين، وأن "إسرائيل" فضّلت عدم كشفها، في المرحلة الحالية على الأقل، وخصوصاً أن في الإمكان إخفاءَها عن الأعين، لكنّ "إسرائيل" سلّمت بالأمر، لأنّ الأميركيين هم من يقودون المناورة. يُذكَر أن تصريحات الضابط الإسرائيلي الرفيع بشأن المناورة وأهدافها، جاءت بعد الكشف عنها أميركياً.
سياق ودلالات
المُعلّقون الإسرائيليون وضعوا المناورة في السياق الإيراني، على الرغم من أن السيناريو الخاصّ بها ليس إيرانيّاً بالتحديد، وقالوا إنها تأتي "على نحو خاصّ ضدّ التمركز الإيراني في البحر"، وفي سياق "المواجهة في السّاحة البحرية، والتدريبات فيما يتعلّق بالإرهاب والسيطرة على سفن معادية، والمحافظة أيضاً على طرق الملاحة"، لكنّه،ا في الوقت نفسه، "تبعث رسالة إلى إيران".
وتوقّفت تقارير إعلاميّة عند توقيتها، بعد المناورات البحرية الإيرانية الأخيرة، بحيث وضعها بعض وسائل الإعلام في سياق "حرب المناورات" بين إيران والتحالف المقابل لها.
وبشأن انعكاسات المناورة وأصدائها بالنسبة إلى الإيرانيين، رأى معلّقون أن "المناورة يجب أن تزيل النوم من عيونهم، لأن ما يجري في المعركة الأولى في البحر الأحمر، سيجري في المعركة الثالثة في الخليج الفارسي".
أكثر من دلالة أو مغزى جرى التطرّق إليه في سياق القراءة الإعلاميّة:
– إشارة الى "الائتلاف الإسرائيليّ – العربي المتبلور ضدّ إيران"، مع التشديد على دول الخليج (مثل الإمارات والبحرين).
– دلالة "الضغط على الدواسة"، و"تشديد الصراع" في مواجهة الحضور الإيراني في المنطقة، برّاً وبحراً. فالمناورة، في رأي معلّقين إسرائيليين، تتكامل مع رفع منسوب الهجمات الذي لوحظ مؤخراً في سوريا.
– الضغط على الإيرانيين قبل استئناف المحادثات النووية في فيينا، بحيث ترغب واشنطن في "بعث رسالة مفادها أن هناك قدرات عسكرية وتعاوناً جديداً بفضل اتفاقات أبراهام".-"الميادين"