غزة- معا- اختتم الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، زيارته التي استمرت لثلاث أيام للمحافظات الجنوبية في قطاع غزة، حيث عقد سلسلة اجتماعات موسعة لهيئات ومنظمات الحزب المختلفة في محافظات غزة ورفح وخانيونس والوسطى وشمال غزة، التقى خلالها بالمئات من قيادات وكوادر الحزب الفاعلة.
وفي تلك اللقاءات التي جرت بحضور أعضاء اللجنة المركزية في القطاع، استعرض الصالحي الوضع السياسي العام ومواقف الحزب وتوجهاته، وكذلك الوضع الحزبي وآفاق تطوره على أبواب انعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب، حيث امتازت اللقاءات بالحيوية والشفافية والصراحة والمكاشفة في مختلف القضايا، وكذلك بالتفاعل الواسع المنطلق من روح الحرص والمسئولية على مكانة الحزب ومستقبله.
وخلال تناوله الوضع السياسي، ركز الصالحي على الخطر الداهم الذي يهدد شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، مشيراَ إلى المحاولات الجارية للإجهاز على المشروع الوطني من خلال ما يسمى بمشروع "السلام الاقتصادي" وتكريس الفصل بين الضفة الغربية وقطاع قطاع غزة، مؤكدا على ضرورة التوحد والتصدي بقوة لهذا المشروع ولمحاولات تكريس الفصل بين الضفة الغربية وقطاع قطاع غزة.
وقال الصالحي: "إن أخطر ما في الأمر ان جميع الاطراف المعادية لشعبنا وقضيته الوطنية تولى اهتماما بتصفية القضية الفلسطينية وتجند كل امكانياتها لتحقيق ذلك، بينما ان الانقسام لا يزال مستمرا والوحدة في مواجهة ذلك لا زالت غائبة، والمؤسف ان الملحمة البطولية الأخيرة لم يستفاد من قوة تأثيرها ومن عظيم دلالاتها لكي تدفع الجميع للتوحد وإنهاء حالة الانقسام، وتطوير مستوى الأداء السياسي والنضالي في مواجهة ما يستهدفنا".
وأكد الصالحي على ضرورة وضع قضية قطاع غزة ومكانته ومستقبله على طاولة البحث الجدي والمسؤل من قبل القيادة الفلسطينية والتنظيمات كافة، وعلى قاعدة ان قطاع غزة هو جزء فاعل وأساسي في كل الحالة الوطنية ومن المشروع الوطني التحرري، ويجب ان يتم التوقف عن التعامل معه كقضية انسانية حيث يجرى إهدار كرامة الناس والمس بحقوقهم المعيشية والوظيفية وغيرها من القضايا.
وجدد الصالحي التأكيد على موقف الحزب الداعي لاستراتيجية وطنية موحدة يلتزم فيها الجميع، استراتيجية تعيد القضية الوطنية الى مكانتها الصحيحة انطلاقا من ان شعبنا مازال في مرحلة تحرر وطني، ويجب ان تطوير وسائل نضاله الشعبي في إطار مواجهة حقيقية وجدية مع الاحتلال الاسرائيلي، وعلى قاعدة تعزيز صمود الجماهير والتوقف عن كل الممارسات التي تضعف من هذا الصمود، سواء كان ذلك في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
كما أشار إلى ان الحزب سيبادر لإطلاق حملة شعبية واسعة للحوار من أجل الوصول لإرادة شعبية حقيقية وضاغطة للتعجيل في إنهاء حالة الانقسام الداخلي ووقف حالة التدهور.
وعن أوضاع الحزب الداخلية، أشاد الصالحي بنجاح منظمات الحزب في المحافظات كافة بعقد الغالبية الساحقة من مؤتمراتها في إطار التحضيرات لعقد المؤتمر العام الخامس للحزب، مثمنا ما تقوم به منظمات الحزب من نقاش لوثائقه والتي تستوجب مزيد من الاطلاع وابداء الملاحظات حولها.
وعلى صعيد آخر، حذر الصالحي من الانجرار وراء بعض الإشاعات و الأقاويل والادعاءات المضللة، التي يتقصد البعض إثارتها لخلق انطباعات غير حقيقية، هدفها إثارة البلبلة واعاقة حالة التقدم القائمة، معربا عن ثقته بجميع أعضاء الحزب وبقدرتهم على التصدي لمثل ذلك.
من جانبهم عبر الحضور عن ارتياحهم لهذه اللقاءات المباشرة التي جمعتهم بالأمين العام للحزب، وعن اتاحة الفرصة للتعبير عن كل ما بداخلهم من تساؤلات واراء وانتقادات، وثمنوا الصراحة والوضوح التي تجلت في هذه اللقاءات، وردود الأمين العام على جميع استفساراتهم وملاحظاتهم بشفافية.
وفي سياق زيارته لقطاع غزة، التقى الأمين العام لحزب الشعب بممثلي القوى الوطنية والإسلامية في كل من محافظتي رفح والوسطى، حيث ثمنت القوى دور ومواقف الحزب، وطالبوه بمزيد من الجهود التي تخدم ابناء شعبنا وقضيتهم الوطنية، وفي علاج الإشكاليات المستعصية التي يتعرض لها في محافظات غزة. وبدوره أشار الصالحي الى المخاطر السياسية التي يواجهها شعبنا، والى ضرورة تجاوز الحالة القائمة بمزيد من الوحدة والمسئولية الوطنية والاجتماعية.
من ناحية أخرى قام الصالحي والوفد المرافق له بزيارة منزل القائد الحزبي الراحل جميل أبو حميدة في منطقة بيت لاهيا، حيث كان في استقباله مختار ووجهاء العائلة الذين ثمنوا هذه الزيارة، وأكدوا وقوفهم ودعمهم للحزب ولمواقفه الوطنية.
كما التقى بممثلي المؤسسات الأهلية التي تم تصنيفها من قبل دولة الاحتلال الصهيوني كمؤسسات داعمة "للإرهاب" على حد زعمها، وذلك بحضور رئيس شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا.
وخلال اللقاء استعرض الصالحي موقف الحزب تجاه هذا الإجراء العدواني الذي اعتبره امتداد لحالة الاستهداف التي تمارسها القوى المعادية لشعبنا للنيل من صموده ونضاله وقضيته الوطنية، وقال "ان المدخل العملي لمواجهة الهجمة السافرة على منظمات الأهلية وفي المقدمة منها تلك المستهدفة بقرار الاحتلال التعسفي، يتمثل في التوحد لكسر قواعد اللعبة التي يحاول الاحتلال والمنظومة الدولية حشرنا فيها وبالأدوات التي يريدونها".
وأوضح أهمية تظهير أصل وأساس القضية القائمة على أن جوهر الصراع هو مع الاحتلال ومنظومته الإرهابية، حيث ان شعبنا ما زال في مرحلة تحرره الوطني، بما يعنيه ذلك من حقه المشروع في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية تظهير وتعميق هذه الحقيقة على الساحة الدولية، اضافة الى الجهود المبذولة لمواجهة قرار الاحتلال.
وفي ختام سلسلة لقاءاته، قام الصالحي بزيارة مقر مؤسسة تنمية المرأة الريفية في قطاع غزة.