الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

"جفرا" تعقد مؤتمراً بعنوان "التراث الشعبي الفلسطيني في وسائل التواصل الاجتماعي"

نشر بتاريخ: 17/11/2021 ( آخر تحديث: 17/11/2021 الساعة: 11:54 )
"جفرا" تعقد مؤتمراً بعنوان "التراث الشعبي الفلسطيني في وسائل التواصل الاجتماعي"

رام الله- معا- برعاية ومشاركة أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، عقدت جامعة القدس المفتوحة-مركز التراث الشعبي الفلسطيني "جفرا"، مساء الثلاثاء 16-11-2021م، مؤتمراً تراثياً إلكترونياً عبر تقنية "زوم" بمناسبة يوم التراث الفلسطيني، بعنوان "التراث الشعبي الفلسطيني في وسائل التواصل الاجتماعي".

وألقى رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، كلمة ترحيبية نبه فيها إلى أهمية التراث في صقل شخصية الفرد وتكوينها منذ طفولته، لتمتد إلى مرحلة نضجه، وإلى بيئته المختلفة، ليصنف لاحقاً بأنه بدوي أو مدني أو ريفي.

وقال أ. د. عمرو: "التراث منذ الأزل عبارة عن حكاية أسطورية كونتها ذاكرة وخيال إنسان، فيرددها ليأخذ العبرة منها إلى مقطع من الأغاني الشعبية، ومن التراث الشعبي "على دلعونا" و"الميجانا" و"السامر" وأغاني الأفراح والأتراح، فغنى شعبنا ذات يوم للشجر والحجر والحيوان والماء والأنهار، وللبطولة والحرب والسلام، ولخوض المعارك والشهادة، وللأعراس والأموات، وللحاضرين والغائبين والصغار والكبار، وكل هذه المسائل التي خلدها تراثنا أيما تخليد".

وأكد أ. د. عمرو أن "جامعة القدس المفتوحة تسعى في كل المحافل لتخليد كل ما يُخلد له، ليس من خلال نشر التعليم العالي فحسب، وهي مهمتها الأولى التي سعى لها القادة العظام في نقل الجامعة إلى الطالب بدلاً من أن يذهب الطالب إلى الجامعة، فرحم الله أولئك القادة الذين استشهدوا، ومنهم القائد الرمز ياسر عرفات الذي أعطى تعليماته لإنشاء الجامعة، وأطال الله عمر أخوته القادة وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس الذي رعى الجامعة في كل الأوقات.

ولفت أ. د. عمرو إلى أن "الجامعة ومن باب حفظ التراث ورعايته، أنشأت مراكز بحوث متخصصة عدة في مجالات مختلفة لخدمة علومنا وأبحاثنا، وحققت إنجازات مهمة، ومنها مركز "جفرا" للتراث الفلسطيني العربي الأصيل".

وأشار إلى أن "اختيار اسم (جفرا) لهذا المركز إنما كونه اسم ابنة الغزالة التي استفزت بجمالها مشاعر المغنين والمدّاحين وكل من له علاقة بالأدب، فتغنى الشعراء بها وألف الأدباء لها القصص، فهي من صميم تراثنا الشعبي الذي نتغنى به في كل حين وكل مكان".

وتطرق أ. د. عمرو إلى فكرة "المعونة"، وهي من التراث الشعبي، إذ يفزع أهل الحي أو البلدة أو القرية أو المخيم ليساعدوا إخوانهم في الأفراح، أو في بناء البيوت، أو في حصيدة لحقل لهم، فألفت فيها (العونة) الشعر، وقيل فيها الحداء والمديح، فتراثنا مليء بالطرب والترفيه والحكم".

وتمنى أ. د. عمرو للمشاركين كل التوفيق والازدهار، معتبراً هذا اللقاء "فاتحة خير لتوثيق تراثنا الفلسطيني وتحصينه وحمايته من الأعداء المارقين الذين لا يردهم رادع أخلاقي أو قانوني أو ديني أو إنساني ليعتدوا على تراثنا ويسرقوا منه".

من جهته، قال مدير فرع الجامعة بنابلس د. سهيل أبو ميالة، في كلمة له: "إن التراث جزء من الوعي السياسي والنضالي والوطني، وشكل درعاً لهويتنا العربية والإسلامية، وتم النهل منه للاقتداء بكثير من الأمور في حياتنا المعاصرة، كونه يربط الماضي بالحاضر، ويثبت الهوية ويحقق التوازن بين اليوم وعلاقة الإنسان بتراثه المحفز الأساسي لينتمي له الإنسان، ويرفض المساس به أو الإساءة إليه"، مشيراً إلى أن "شعبنا الفلسطيني لا يتعرض لمحاولة استيلاء على أرضنا فحسب، بل لمحاولة سرقة ماضينا وتراثنا، ليثب الاحتلال للعالم زوراً وبهتاناً أنه صاحب الأرض".

ونوه د. أبو ميالة إلى أهمية هذه الفعاليات كونها تشكل حراكاً لقراءة الواقع وإماطة اللثام عن الحقائق ودحض زيف الاحتلال وأكاذيبه، مشيراً إلى أن "جامعة القدس المفتوحة دأبت على دعم الجهود المختلفة لإبراز التراث وحمايته، ومن هنا جاءت أهمية تأسيس مركز "جفرا"؛ ليكون عاملاً مهماً في تحريك الحركة الثقافية وإظهار ما لدينا من مواهب تعزز تراثنا الوطني"، شاكراً رئيس الجامعة على رعايته لهذا المركز.

وكان المؤتمر الذي أداره د. حسن أبو الرب مدير مركز التراث الشعبي الفلسطيني "جفرا"، افتُتح بآيات عطرة من القرآن الكريم تلاها الدكتور جلال عيد، ثم تم عزف السلام الوطني الفلسطيني فقراءة الفاتحة على أرواح شهداء شعبنا.

وأشار د. أبو الرب إلى أن المؤتمر ينعقد في ذكرى استشهاد القائد الراحل ياسر عرفات، لنجدد العهد لرموزنا الوطنية ولنؤكد تشبث شعبنا بهويته وتراثه.

وقدم الشاعر د. صالح أبو ليل، ورقة بعنوان "الشعر الشعبي في وسائل التواصل الاجتماعي". فيما قدم الأستاذ الأديب عمر عبد الرحمن عبد الهادي ورقة بعنوان "دور الحكاية الشعبية في تعزيز القيم الاجتماعية في وعي المتلقي". أما الشاعرة أ. عائدة أبو فرحة فقد استعرضت ورقة بعنوان "الزي التراثي الفلسطيني في وسائل التواصل الاجتماعي"، بينت فيها محاولات الاحتلال سرقة الثوب الفلسطيني وارتداءه في غير مناسبة من قبل مسؤولات إسرائيليات، وكذلك من قبل المضيفات في شركة الطيران "العال".

ثم قدم أ. صالح أحمد كناعنة ورقة بعنوان "التراث الشعبي في وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الجليل".

وفي ورقة بعنوان "التراث الفلسطيني بالمهجر: الجالية الفلسطينية بالكويت-أنموذجاً"، استعرض م. هشام عبد النور رئيس الجالية الفلسطينية في الكويت، ما يقوم به أبناء الجالية من نشاطات وفعاليات للحفاظ على تراثهم الوطني في المهجر. وقدم أ. عوني الظاهر ورقة بعنوان "النمط التراثي الرئيسي للغذاء الفلسطيني وتغيراته عبر الزمن". وتبعه د. عبد الرحيم غانم بورقة حملت عنوان "أهمية استخدام التواصل الاجتماعي لتثبيت ثقافة التراث الفلسطيني".

من جهته، قدم أ. د. يوسف ذياب عواد، نائب رئيس الجامعة للمسؤولية المجتمعية، قصيدتين: الأولى في رثاء الشاعر الشعبي الكبير المرحوم يوسف أبو ليل، في ذكرى وفاته التي تصادف هذا الشهر، وقصيدة أخرى من الشعر الشعبي يصف فيها حال الناس في جائحة كورونا.

وتلا عريف المؤتمر د. حسن أبو الرب، بيان خاتمة المؤتمر، مبيناً أن جميع الأوراق خلصت إلى نتيجة واحدة تقريباً؛ فالتراث الشعبي الفلسطيني بنوعيه القولي والمادي، يحيا حياة جديدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها، وهناك فريق ينشر الأغاني الشعبية بلون جديد ترافقها أدوات موسيقية حديثة، وفريق ما يزال يلحّ على إعادة نشر الشعر الشعبي بوجهه الفلسطيني العربي الأصيل، وهناك مواقع تعمل على الترويج للثوب الفلسطيني المطرز القديم، ومواقع تهتم بالألفاظ والعبارات الشعبية وتعيد نشرها من جديد.

ثم وجّه أبو الرب تحية لرئيس الجامعة راعي المؤتمر، ولنائبه الأكاديمي أ. د. سمير النجدي، ولعميد كلية الآداب أ. د. عبد الرؤوف خريوش، ولمدير فرع نابلس د. سهيل أبو ميالة، وللأخوة المشاركين بأوراق علمية، ولزملائه أعضاء الهيئة التنفيذية، ولأعضاء هيئة التدريس في الجامعة، وللأخوة في "التعليم المستمر" و"التعليم المفتوح" و"العلاقات العامة"، وسائر الحضور الكريم، على دعمهم ومساندتهم في إنجاح الأنشطة التي يعقدها مركز جفرا، سواء بمشاركاتهم أم بحضورهم.

وشارك في المؤتمر أ. د. سمير النجدي نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، وأ. د. عبد الرؤوف خريوش عميد كلية الآداب، وأ. د. حسني عوض عميد البحث العلمي والدراسات العليا، وعدد من المهتمين والباحثين والأدباء وأعضاء هيئة التدريس.