القدس- تقرير معا- "والدي كان حنونا لدرجة كبيرة وهو قدوتي بعد رسول الله.. بالأمس احتفل بتفوقي ونجاحي أنا وشقيقتي الصغرى"، بهذه الكلمات تحدثت هبة فادي أبو شخيدم عن والدها الشهيد فادي أبو شخيدم الذي ارتقى شهيدا على عتبات المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار في المكان.
وأضافت الفتاة هبة: "حطموا كل الدار، غرفنا جديدة بس دمروها، أنا دائما راح أكون فخورة بوالدي".
أما والدته سميرة سويطي 69 عاماً، فقد جهزت نفسها صباحا للتوجه الى المحكمة الشرعية مع ابنها الشهيد (لتجديد جواز سفرها، حيث تنوي أداء العمرة الشهر القادم)، لكنها أحسّت بضيق في صدرها بشكل فجائي، فقررت إلغاء ذلك، وقالت :"لا اعرف ماذا جرى لي فجأة، شعرت بضيق شديد أنه "قلب الأم"، ليأتي ابني شادي ويخبرني بخبر استشهاد فادي".
وأضافت والدته: "فادي شاب خلوق ومؤدب ومحبوب، وكانت خطبته الأخيرة في مسجد بمخيم شعفاط الجمعة الماضية عن "الظلم".
أما في منزل الشهيد فادي أبو شخيدم، فقد عمّ التخريب وتدمير محتوياته بشكل كامل خلال عملية اقتحامه، فالكتب والأوراق والأبحاث شاهدة على علم الشهيد وثقافته، فهو حاصل على درجة البكالوريوس من كلية الدعوة وأصول الدين، وماجستير في الفقه والتشريع، ويدرس الدكتوراة، وهو مدير دار الحديث في الأقصى، ويعمل مدرّساً في مدرسة الرشيدية، ومن مؤسسي مركز عبدالله بن عباس للقرآن الكريم وعلومه، وخطيبا في مساجد مخيم شعفاط ومدرسا للقرآن الكريم فيها.
إسلام أبو شخيدم –شقيقة الشهيد- قالت :"كان فادي متميزا عن الجميع، فمنذ طفولته كان رجلا يحب صلة الرحم يحافظ على الصلوات وأعمال الخير، حتى بالأمس دعانا لمشاركته في احتفال تفوّق بناته في المدرسة ولعدم تمكننا من الذهاب أحضر لنا الحلويات الى المنزل، وهو متزوج منذ عام 2000 ولديه 5 أبناء".
اعتقالات استدعاءات تخريب
عقب العملية بحوالي ساعة، اقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة بناية عائلة أبو شخيدم في مخيم شعفاط، وبعد محاصرتها بالكامل، اعتدى أفرادها بالضرب على المتواجدين، ومنهم صحفيات مقدسيات كنّ يقمنّ بتوثيق الاقتحام بالضرب والدفع وصادروا هواتفهن، كما اعتدوا على سيدة وفتى.
وأضافت مراسلة معا ان قوات الاحتلال احتجزت كافة أفراد العائلة والمتواجدين في احد غرف المنزل، ومنعتهم من التحرك او التحدث وصادرت منهم الهواتف المحمولة.
وعقب اقتحام المنزل لأكثر من ساعتين، انسحبت القوات من البناية واعتقلت ابنة الشهيد هبة وشقيقه شادي وابن اخيه باسل، كما استدعت ابنه عبدالله -8 سنوات-، ووالدته وشقيقيه وسام وحسام للتحقيق.
وقد اندلعت مواجهات في محيط منزل الشهيد أبو شخيدم، بين الشبان وقوات الاحتلال، حيث أطلقت القوات القنابل الصوتية والغازية والأعيرة المطاطية لمنعهم من الاقتراب والتواجد في محيط منزل الشهيد.