(من سلسلة قصص زُنزُن للصغار بصدد الطباعة)
الكاتب: منجد صالح
في آخر زيارة لزُنزُن مع عائلته إلى ربوع الجنوب، إلى بلدة بيت أمّر، للمشاركة في حفل خطوبة بنت خاله الصبية الجميلة ريم، إلتقى زُنزُن مُصادفة ومن غير ميعاد مع الطفلة رائعة الجمال دانية، ذات العيون الزُرق والأسنان الفُرق.
كانت تلبس فستانا ورديّا طويلا، مزيّن بسبع قرنفلات حمراء وبيضاء وزهريّة.
تقول دانية فرِحة مزهوّة:
"فستاني أجمل فستان في الحفل، "بابا" اشتراه لي قبل أسبوعٍ من مدينة الخليل".
دانية ستدخل هذه السنة في الصف الأول الإبتدائي، لكنها بفصاحتها وذكائها تبدو وكأنها أكبر من عمرها، في الصف الثاني أو الثالث.
تضحك وتقول:
"أنا عُمري ست سنواتٍ، وسأذهب إلى المدرسة".
تؤكّد دانية الصغيرة الجميلة "أم عيون مُلوّنة" بأنها ستحبّ المدرسة ودروسها ومعلّماتها وأصدقاءها الصغار من البنات والأولاد، فالمدرسة مُختلطة حتى الصف الرابع الإبتدائي.
أمّا زُنزُن، الوسيم الذكي، فقد شعر بالزهّوِ والإغتباط لتعرّفه على دانية الصغيرة.
أخذ يشرح لها كالأستاذ المُجرّب "العتيق" عن مدرسته في رام الله، مدرسة فلسطين الأمريكية، وأنّه يدرس فيها منذ البداية، منذ كان عُمره أربع سنوات، حيث التحق حينذاك بروضتها، "روضة الجنان".
ما أجمل "الحوار" بين دانية وزُنزُن!!!، حوارٌ بريءٌ جميلٌ مفيدٌ وصادق، حول المدرسة والدراسة، يتخلله ضحكاتهما البريئة الجميلة، وأحيانا صرخاتهما المُحببة اللطيفة.
ومن حين لآخر، قفزاتهما وركضهما وراء بعضهما، الواحد وراء الأخرى في ساحة الإحتفال التي "تعجُّ" بالأطفال بلباسهم الجديد الأنيق.
والد دانية، صديقنا ونسيبنا، يعمل لحّاما، "جزّارا": لديه ملحمة معروفة وشهيرة في البلدة.
معروف عنه نزاهته في البيع والشراء، وجودة "لحمته" وسعرها العالي عادة.
لقد كوّن خليل، والد دانية، اللحام، ثروة كبيرة من بيع اللحوم بأنواعها: لحوم العجول والخرفان والجديان وحتى الحبش والدجاج، الأمر الذي مكّنه أن يدخل ويُنافس في مجالات أخرى، أهمها قطاع البناء، فلديه "بواقر وجرّافات" وهو بذاته معلّم بنّاء "بريمو".
عمله في البناء والتعهّدات يُدرّ عليه مبالغ كبيرة من المال.
في الفترة الأخيرة دخل في مجال المنافسة على مناقصات ومشاريع تزفيت الطرق.
زُنزُن لم يودّع دانية قبل أن يدعوها لزيارته في مدينة رام الله بصحبة أبيها، كي يأخذها في جولة ونزهة في المدينة الكبيرة، وخاصة إلى "مول بلازا" من أجل أن يلعبا في مدينة الألعاب، وإلى وسط المدينة لتشاهد، ربما لأول مرّة، "دوّار الأسود" ودوّار الساعة، والمحلّات التجارية في وسط المدينة وفي أحيائها الراقية.
وقد فرحت دانية كثيراً لهذه الدعوة من "صديقها" زُنزُن لزيارة مدينة رام الله.
وقالت ضاحكة:
سأتحدّث مع "بابا" ليأخذني لزيارتك إلى رام الله، وان شاء الله "بابا " سيوافق، لأنّه يُحبّني كثيرا.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني