رام الله- معا- عقدت جمعية نجوم الأمل لتمكين النساء ذوات الإعاقة ومرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية (المرصد) أمس، ورشة عمل حوارية موسعة بعنوان: " أي مستقبل لشمول النساء ذوات الإعاقة في النظم الوطنية؟". عقدت الورشة
بالتزامن بين الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن مشروع حماية لمناهضة العنف ضد النساء ذوات الإعاقة، وذلك في المقر العام للهلال الأحمر الفلسطيني في الضفة الغربية وفي مقر الجمعية الوطنية للتأهيل في غزة. شارك في الورشة المؤسسات العاملة في قطاع الحماية من العنف وفي قطاع الإعاقة، منها وزارة التنمية الاجتماعية والنيابة العامة ووزارة شؤون المرأة، والعديد من ائتلافات ومؤسسات المجتمع المدني الفاعلة.
افتتحت الورشة رئيسة مجلس إدارة جمعية نجوم الأمل الأستاذة صفية العلي بالترحيب بالحضور، وأشادت بعمل الجمعية مع الشركاء في مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية من خلال مشروع حماية الممول من صندوق الأمم المتحدة الإنمائي، للقضاء على العنف ضد المرأة، على تنفيذ مشروع حماية، والذي شمل العديد من التدخلات على عدة مستويات؛ منها الشراكات المبنية مع غالبية الجهات الحاضرة معنا هذا اليوم، وتمكن المشروع من إنتاج دراسات وإحصائيات تسلط الضوء على هذه الظاهرة، والتدخلات المطلوبة لمحاربتها.
كما أدارت المديرة التنفيذية لجمعية نجوم الأمل كفاح أبو غوش الجلسة الثانية من الورشة والتي حملت عنوان: "حول مفاهيم العنف والحماية فلسطينياً"، وتضمنت عدة مداخلات حول مجال الحماية من العنف للنساء ذوات الإعاقة، من ضمنها مداخلة باحث ومؤسس مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية فراس جابر حول "التعامل مع العنف والإعاقة: أي مستقبل نريد؟" والتي كانت نتاجاً للدراسة التي خرج بها الشركاء بناء على البحث الميداني، حيث أشار للعديد من الفجوات التي تشوب نظام الحماية بكافة مكوناته، وناقش إمكانية الوصول لواقع أفضل لشمول النساء والفتيات ذوات الإعاقة.
في ذات السياق، قدم عدد من الخبراء والناشطين في مجال الحماية وحقوق الإنسان عدة مداخلات وأوراق في المجال شملت قضايا "حالة الطوارئ والنساء ذوات الإعاقة بين الواقع والتشريعات"، التي تشير إلى تهميش حقوق النساء ذوات الإعاقة خلال الأزمات والحروب، على الرغم من وجود مرجعيات دولية تشمل حقوقهن، بالإضافة للإشارة إلى ضرورة عدم تجزئة الحقوق والتعامل معها كوحدة واحدة وضمان عدم انتهاكها، في ظل وجود فجوة واضحة بين التشريعات والتطبيق على أرض الواقع، بحيث توثق العديد من الانتهاكات بحق النساء ذوات الإعاقة خلال هذه الأزمات، الأمر الذي اتصلت به مداخلة أخرى توثق "واقع النساء ذوات الإعاقة في ظل الأزمات والحروب" بالتركيز على قطاع غزة.
في ظل الحديث عن النظم الوطنية للحماية وبالإشارة لنظام التحويل الوطني، الذي تجري مراجعته بشكل تشاركي من خلال الفريق الوطني لنظام التحويل، تم استعراض أبرز الخطوات المحرزة في هذه العملية. وعلى صعيد آخر، استعرضت منسقات جمعية نجوم الأمل أبرز التحديات الميدانية التي تواجه النساء ذوات الإعاقة في الوصول لخدمات الحماية، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه المنسقات في الوصول بالنساء ذوات الإعاقة لخدمات الحماية من العنف من معيقات تتعلق بالخدمات والمؤسسات والمعيقات السياساتية..
اختتمت الورشة بعدة توصيات قدمها المشاركون، تمحورت حول ضرورة الضغط باتجاه إقرار نظام التحويل الذي جرى العمل على تعديله، بالإضافة إلى ضرورة العمل على التنسيق والتشارك في سبيل الوصول إلى واقع حماية شامل من العنف ومتضمن للنساء ذوات الإعاقة، بما يراعي حقوقهن على قدم المساواة مع الآخرين.
يذكر أن هذه الورشة كانت نتاج لعمل متواصل بين نجوم الأمل والمرصد على مدار ثلاث سنوات، تمكن الطرفان خلالها من وضع قضية العنف ضد النساء ذوات الإعاقة في مركز اهتمام صناع القرار.