السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بمشاركة فتح .. اختتام الندوة الافتراضية الصينية الفلسطينية حول تطبيق الديمقراطية الشعبية والتنمية المشتركة

نشر بتاريخ: 26/11/2021 ( آخر تحديث: 26/11/2021 الساعة: 21:08 )
بمشاركة فتح .. اختتام الندوة الافتراضية الصينية الفلسطينية حول تطبيق الديمقراطية الشعبية والتنمية المشتركة

بيت لحم -معا-

اختتمت، الاربعاء، الندوة الافتراضية الفلسطينية الصينية عبر الزووم والتي نظمتها دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بالتعاون مع مفوضية العلاقات العربية والصين الشعبية في حركة فتح وبمشاركة وفد فلسطيني عال المستوى ترأسه عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، حول الديمقراطية الشعبية والتنمية المشتركة وقد ضم الوفد عدد من اعضاء المجلس الثوري وقيادات وكوادر وخبراء فلسطينيون .


افتتحت الندوة بكلمة من قبل تشو وي مساعد الوزير للعلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الذي اكد على عمق العلاقة الصينية الفلسطينية واستعرض بملخص انجازات الحزب الشيوعي خلال المئة عام والعملية الديمقراطية التي تتم في جمهورية الصين الشعبية وتطبيق التنمية وفق مفهوم الفوز المشترك والمنفعة المتبادلة .


وتلت ذلك كلمة عباس زكي عضو الجنة المركزية لحركة فتح المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية الذي قدم التهنئة باسم حركة فتح ولجتنها المركزية ومجلسها الثوري وباسم الشعب الفلسطيني ورئيسه محمود عباس " ابو مازن" بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني وانجازاته للشعب الصيني بقيادة حزبهم العظيم ونواته الامين العام تشي جين بينغ واكد على ان قوة العلاقات الفلسطينية الصينية و متانتها وديمومتها تستند للمبادئ المشتركة وليس المصالح ضد الامبريالية والعنصرية والظلم ومن اجل تحقيق العدالة والسلام والفوز والتنمية المشتركة للشعوب .
و قال زكي ان الشعب الفلسطيني والعالم ينظر بفخر لحجم الانجازات التي حققها الحزب الشيوعي الصيني لشعبه ونقله من الفقر الى رغد العيش و من الجهل الى العلم بعد ان قضى على الاحتلال واشكاله من الاقطاع والاستعباد و الغى للابد هيمنة قوى الامبريالية .


واضاف زكي ان القرارات الهامة التي صدرت عن الاجتماع السادس للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني التاسعة عشرة والتي شملت دراسة الواقع والتحديات و حاجة الشعب و وضعت الخطط والبرامج وفق قرارات المؤتمر الوطني الشعبي التاسع عشر و وضعت جدول اعمال المؤتمر الوطني الشعبي العشرون تعطي رسالة واضحة للجميع باستمرار العمل نحو الحياة الرغيدة للشعب الصيني و تعزز الفكر بالفوز و التنمية المشتركة لكل الشعوب .


وقال زكي ان قوة الصين الشعبية وتقدمها وتطورها تجعلنا مطمئنين على السلام في العالم وعلى التنمية المشتركة بين كل دول العالم بحيث ان دور الصين رئيسي ومركزي كدولة عظمى بكل المقاييس في مواجهة قوى الامبريالية واستغلال الشعوب، وثمن باعتزاز ما وصلت له جمهورية الصين الشعبية من تطور وتقدم بكل المجالات دون استغلال الشعوب الاخرى واحتلالها وسرقة مواردها الطبيعية او فرض عملتها على معظم دول العالم في التعاملات التجارية كما تفعل امريكا وغيرها من قوى الظلام ، بل انها سلكت سلوك اخلاقي وفق القانون الدولي و حققت المنفعة لشعبها والشعوب الاخرى ولا نذكر انه في تاريخ الصين ومنذ آلاف السنين انها استعمرت او احتلت دول او شعب آخر لخدمة مصالحها بل عانت كما شعبنا الفلسطيني من الاحتلال والاستهداف سابقا وحاليا ، وتذهب دوما باتجاه التركيز على السلام و معالجة مشاكلها الداخلية وتتحلى بالصبر رغم قدراتها الهائلة في دحر الاعداء .


واختتم زكي كلمته قائلا اننا نراقب بإعجاب ما يقوم به الحزب الشيوعي الصيني بتعزيز التنمية المنسقة للتقدم المادي والسياسي والثقافي والأخلاقي والاجتماعي والبيئي لجعل الصين دولة اشتراكية حديثة عظيمة تنعم بالرخاء والقوة والديمقراطية والتقدم الثقافي والتناغم والجمال إلى جانب النهضة العظيمة للأمة الصينية بعيدا عن استفزازات الخصوم، فقد كانت مبادرة الحزام والطريق الصينية من خلال الافكار المبدعة والخلاقة للزعيم شي جين بينغ هدية الصين الكبرى للعالم والقفزة النوعية للصين للمنفعة المتبادلة والفوز المشترك لجميع شعوب العالم.


واكد زكي على ضرورة التعاون وتبادل الخبرات بين الحزب الشيوعي الصيني وحركة فتح بل مع جميع الاحزاب العربية و الدولية لنقل تجربته الناجحة للدول التي ترغب في تحقيق نجاحات مماثلة لما حققه الصين بزعامة وافكار الحزب الشيوعي الصيني .

تجدر الاشارة ان الورشة استمرت في اليوم الثاني وعبر الزووم بمشاركة مائة دولة منها فلسطين حيث عبر ممثلي الاحزاب من مختلف دول العالم عن الفخر بانجازات الحزب الشيوعي الصيني وتاريخه النظيف المستند للمبادىء الراسخة من اجل العدالة والحق وتقرير المصير للشعوب ودعم حركات التحرر في مختلف دول العالم .


وقد مثل مفوضية العلاقات العربية والصين الشعبية في الجلسة الختامية نائب المفوض العام عضو المجلس الثوري لحركة فتح بسام زكارنه والذي القى كلمة الحركة في الندوة .


وقال زكارنه في كلمته بعد تهنئة الحزب بمرور مائة عام على تاسيسه ان الحزب الشيوعي الصيني بديمقراطيته الشعبية وصواب بناءه الحُر قاد البلاد نحو التحرير من النظام القمعي و شبه الاقطاعي وانهى الانقسام داخل الشعب خلال ٢٨ عام من خلال الثورة و المواجهة القوية والصلبة لإفراد الحزب وقادته والغى بشكل تام كل المعاهدات والاتفاقيات التي فرضتها القوى الامبريالية .


واضاف قائلا بعد سبعون عاما من تأسيس جمهورية الصين الشعبية قاد الحزب الشيوعي الصيني البلاد خلالها وحقق نتائج مبهرة مثل زيادة الناتج المحلي ١٦٠٠ مرة ، حيث اصبحت الصين ثاني اكبر اقتصاد عالمي واكبر شبكة اتصالات 5G و افضل شبكة سكك حديدية فائقة السرعة وانتقل الصينيون من الجوع الى الشبع ومن البرد الى الدفىء وتخلص اكثر من 800 مليون مواطن صيني من حالة الفقر الى الحياة الكريمة ، وانشات الصين اكبر نظام تعليمي ونظام طبي ونظام اجتماعي، وزاد متوسط العمر من 35 الى 77 عاماً .


واكد زكارنه انه لا حزب بدون عقيدة سياسية واجتماعية واقتصادية وقيم ومبادئ فأي حزب ليس له العقيدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لا يستطيع النمو والتطور بل لا يستطيع البقاء والحزب الشيوعي الصيني لديه عقيدة ومبادىء راسخة متطورة ويتميز بقدرته على مواكبة التطورات الداخلية والخارجية في عالم يتغير بسرعة وينتقل من نجاح الى نجاح اكبر نحو تحقيق اهدافه وهذا له علاقة بالفكر الصيني بشكل عام .

واشار زكارنة ان الحزب الشيوعي الصيني الذي اعتمد الديمقراطية الشعبية كمبدأ استراتيجي وفق رؤية راسخة لدية بالحفاظ على دكتاتورية الشعب معتمدا سياسة الاصلاح والانفتاح على الشعوب و الثقافات الاخرى و اعتمد التعددية الطبقية والتعددية الديمقراطية في الطريق الى الاشتراكية بحيث يحكم المنتَخَبون وفق مصالح الشعب ولهذا أُطلقَ عليها مصطلح " شعبية" و يهدف الحزب بهذا الاسم لإنتاج ما يطلق عليه" جمهورية الشعب " والتي تخدم مصالحه وتحقق سعادته وتنقله من الفقر الى رغد العيش حيث بدء الحزب بعدد اعضاء لا يصل لمئة عضو فاصبح الان 93 مليون عضو دليل التفاف الشعب حوله ورضى شبه كامل عن انجازاته ، حيث اظهر استطلاع اجرته جامعة هارفارد ان نسبة رضى الشعب الصيني عن اداء الحزب الشيوعي الصيني وصلت 90% ، ومن هذه الارقام يظهر الحزب انه نهر متدفق تصب فيه جداول وقنوات مائية بحيث يزداد تدفقا ولا يجف رغم مؤمرات الامبريالية وحلفائها، وعند مقارنة الديمقراطية الشعبية التي تطبقها جمهورية الصين بالديمقراطية الليبرالية للعالم الغربي نرى نحن و ترى الصين ودول أخرى غير غربية أن "النموذج" الغربي للديمقراطية ليس الشكل الوحيد للحكم، وأن لكل مجتمع ظروفه وتاريخه ومرحلة تنميته هي التي تقرر شكل الحكم ونمط التنمية المناسب له ، وقد ثبت عمليا فشل كافة محاولات غرس نبتة الديمقراطية الغربية في تربة مجتمعات أخرى ، و في الرابع والعشرين من إبريل 2021 قال وزير خارجية الصين "وانغ يي" خلال مؤتمر بالفيديو مع ممثلي مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، إن الديمقراطية ليست كوكا كولا ، ولن تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من إجبار العالم بأسره على أن يكون على نفس المذاق الذي ابتكرته.

وفيما يتعلق بالتنمية في فلسطين ومن وحي التجربة الصينية قال زكارنه ان الحزب الشيوعي الصيني ازال اولا الاحتلال ومن ثم ذهب للتنمية فلا تنمية مع وجود الاحتلال وتجربتنا نحن في فلسطين دليل عملي على ذلك حيث يسيطر الاحتلال على مفاصل الاقتصاد والمعابر ويضرب بالعمق اي محاولة فلسطينية نحو التنمية او العيش الكريم حيث يهدم المصانع ويقتلع الاشجار ( تقريبا اقتلع مليون شجرة ) ويسيطر على المعابر والثروات المائية والموارد الطبيعية ويقطع التواصل بين المدن من خلال ٤٠٠ حاجز عسكري اسرائيلي وضعت بخبث على جميع الطرق الواصلة بين المدن والقرى.


يذكر ان الندوة تم عقدها في مقر جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في مدينة البيرة، وقد قامت مفوضية العلاقات العربية والصين الشعبية باعداد تقارير وملخص للندوة للاستفادة من خلال تعميمها ونقاشها في الاطر العاملة في حركة فتح ونقاشها مع الفصائل الفلسطينية وصاغت العديد من التوصيات التي استخلصتها من الورشة الهامة.