رام الله - معا - دعا مشاركون في ختام أعمال المؤتمر الدولي العلمي المحكم الذي نظم، اليوم الاثنين، بمدينة البيرة، برعاية الرئيس محمود عباس، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ووقف "الأبرتهايد" وعمليات الضم، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين والمؤسسات الأكاديمية.
كما دعا المشاركون في المؤتمر الذي نظمته جامعة القدس المفتوحة، والحملة الأكاديمية الدولية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي والأبرتهايد، بالتزامن بين الضفة الغربية وقطاع غزة عبر تقنية "الفيديو كونفرنس"، بعنوان "التحرر الذاتي للفلسطينيين... إنتاج المعرفة المقاومة"، بالتعاون مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وبحضور عدد من المسؤولين، والقناصل، والسفراء، إلى مساندة أبناء شعبنا في مدينة القدس المحتلة، في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات، والوقوف أمام محاولات تهويد المدينة، وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، وذلك بشد الرحال إليها، وتعزيز التعاون والتواصل مع المقاومة الشعبية، ولجان التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني.
وطالبوا المجتمع الدولي والشركات والجامعات ومختلف قطاعات المجتمع الدولي بفرض عقوبات على دولة الاحتلال لإجبارها على إنهاء الاحتلال الذي من شأنه أن يعرض الأمن والسلم الدوليين للخطر.
وأكدوا حق العودة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني، وأهمية وقف عمليات التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ لما في ذلك من تأثير فاعل في إجبار إسرائيل على المثول والانصياع لقرارات الشرعية الدولية.
ودعا المشاركون المؤسسات الشعبية والرسمية إلى المشاركة في المقاومة الشعبية في أماكن وجودها ليصبح واقعا ونهجا عاما للشعب الفلسطيني، ما يسهم في صموده ليصبح واقعا، على الأرض.
كما دعا المشاركون المؤسسات الجامعية إلى دراسة نماذج المقاومة الشعبية اجتماعيا ونفسيا واقتصاديا، وإبراز نقاط القوة والضعف فيها.
وأكدت جامعة القدس المفتوحة والحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والأبرتهايد، على استمرار التزامها بإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني سنويا.
وقال الرئيس محمود عباس في كلمة متلفزة في المؤتمر، "لن نقبل ببقاء الاحتلال لأرضنا وشعبنا للابد، وبواقع الابرتهايد، الذي تطبقه سلطات الاحتلال، ولا بقهرها لشعبنا وممارساتها العدوانية المتمثلة بالاستيلاء على ارضه وموارده الطبيعية وخنق اقتصاده والاعتداء على هوية وطابع القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية.
وأكد الرئيس أن شعبنا الفلسطيني يمتلك من الامكانات والمعرفة والعلم والثقافة والحضارة ما مكنه من الانتشار والنجاح في كل بقاع العالم.
وشدد سيادته على دعم جميع مبادرات المقاومة الشعبية السلمية في القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية، التي تحقق نجاحات متواصلة على طريق التصدي لمشاريع الاستيطان والتهجير.
بدوره، قال رئيس الجامعة يونس عمرو، إن المؤتمر يساند التضامن الدولي الأكاديمي مع الشعب الفلسطيني، ويقدم بحوثا علمية تقوم على مفكري وباحثي فلسطين، والبحوث التي تصب في المعرفة المقاومة التي تفضي إلى التحرر الذاتي للشعب الفلسطيني.
وأضاف "المؤتمر يهدف بأوراقه العلمية المحكمة إلى وضع اليد على المشاكل التي تواجه مواقف التحرر الذاتي وتفسير هذه المشاكل والمقاربة لفهمها ووضع الحلول لها، لنسهم بمؤازرة شعبنا ومساعدته في التغلب على هذه المشاكل وقيادة حملات المقاومة الشعبية السلمية وصولا للتحرر الذاتي إن طال الزمان أو قصر".
وشكر عمرو، الرئيس محمود عباس على دعمه لهذا المؤتمر، ورعايته له، وعلى تقديم جائزة باسمه لدعم الدبلوماسية الأكاديمية المناصرة للحقوق الفلسطينية لـ33 أكاديميا مناصرا فلسطينيا وعربيا وأجنبيا، وشكر الباحثين واللجنة التحضيرية والعلمية للمؤتمر.
من جانبه، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر رمزي عودة "يساهم اليوم أكاديميو العالم ومفكروه في تنظيم هذا المؤتمر وإبراز دور المعرفة المقاومة بالتركيز على تجارب المقاومة الشعبية في فلسطين والعالم أجمع من أجل دحر المشروع الاستيطاني الصهيوني".
وأضاف عودة: "نحن في هذا المؤتمر نقدم نموذجا للمساهمة في تحقيق العدالة لقضيتنا، وإذا تحققت العدالة فسينعم كل العالم بالأمن والاستقرار والسلام، وعملنا بجد على مدار أربعة أشهر من أجل إنجاح هذا المؤتمر الذي يعقد على مدار جلستين اليوم وفي الخامس عشر من أيار المقبل، بتمثيل كل أبناء شعبنا في الوطن والشتات، لتوسيع المشاركة العالمية في إحياء هذا اليوم".
إلى ذلك، شدّد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس اللجنة الوطنية لثقافة والتربية والتعليم علي أبو زهري، على أهمية هذا المؤتمر الذي يأتي في هذا الوقت الذي يعاني أبناء شعبنا من عدوان الاحتلال المتواصل، والانتهاكات المستمرة في كافة المناطق خصوصا القدس، مؤكدا ان انتاج المعرفة المقاومة هي أبرز المعارك التي تخاض مع الاحتلال لصد روايته المبنية على اساطير ومزاعم متناقضة وباطلة.
وأضاف: "كلنا ثقة أن جلسات هذا المؤتمر التي تعقد في اليوم العالم للتضامن مع شعبنا ستشكل خطوة نضالية لتكثيف التعاون مع حركات التحرر في كل انحاء العالم ومع كل الاكاديميين المؤمنين بالمقاومة الشعبية وصولا لدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، مؤكدا ان نتائج هذا المؤتمر ستحقق إضافة نوعية وركيزة يمكن البناء عليها".
من ناحيته، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف: إن المؤتمر الذي يعقد اليوم يؤكد أن التحرر من الداخل، فشعبنا قرر الوصول للحرية ويعمل للوصول إليها، والمؤتمر اليوم عقد بشكل مختلف بحضور كبير من ممثلي المقاومة الشعبية رغم أنه ليس مؤتمرا شعبيا بل مؤتمر يضم المقاومة الشعبية والمقاومة الأكاديمية".
وأضاف عساف: "نماذج المقاومة الشعبية أصبحت تسقط الاحتلال كما حدث عند وضع البوابات في القدس واسقاط مخطط هدم الشيخ جراح، واسقاط محاولة الاحتلال الاستيطان في جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، إضافة لعشرات نماذج الصمود، فالاحتلال منذ 53 عاما لم ينجح بالسيطرة على أكثر من 150 عقارا بمدينة القدس، رغم كل اجراءاته من أصل 3000 عقار يملكها شعبنا لليوم، كما أفشلت المقاومة الشعبية مخطط التهجير في الخان الأحمر".
أما سفير الصين لدى فلسطين قوه وي، قال: "القضية الفلسطينية هي لب قضايا الشرق الأوسط والصين تدعو لحل عادل للقضية الفلسطينية بما يتفق مع المصالح المشتركة، وأن ذلك الحل يلتزم بالهدف الطويل المتمثل في الاستقرار الإقليمي ويلبي التطلعات المشتركة لكافة الدول والشعوب المحبة للسلام والمدافعة عن العدالة".
وتابع: "في الذكرى الثلاثين لانعقاد مؤتمر مدريد للسلام ندعو لمزيد من العمل على مبدأ المساواة وفق حل الدولتين، ومواصلة مساعدة الشعب الفلسطيني على محاربة كورونا، والمساهمة في تحسين الاقتصاد ومعيشة الشعب الفلسطيني، كما أن الحل الأساسي للقضية الفلسطينية هو إعادة العدالة للشعب الفلسطيني، ويتعين على المجتمع الدولي الالتزام بمبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين والعمل على تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأشار السفير الصيني إلى أن الصين تؤيد دعوة الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة الأطراف المعنية بعملية السلام ومنظمات الأمم المتحدة، فيما أن الصين مستعدة لاستضافة مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث إنها تقف إلى جانب السلام العادل.
من جانبه، قال القائم بأعمال السفير لممثلية جنوب افريقيا في فلسطين ليسيبا ماتشابا: "نحن ندعم المقاومة الشعبية في فلسطين ونرفض نظام الفصل العنصري الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، وسيسقط كما سقط في بلدنا جنوب افريقيا".
وأضاف: "جنوب افريقيا ستواصل دعم الشعب الفلسطيني للوصول إلى حقوقه العادلة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وستواصل وقوفها بوضوح برفض الاستيطان الإسرائيلي المخالف للقانون الدولي في مختلف الأراضي الفلسطينية، وهي تدعم كل الجهود الهادفة لاستئناف مفاوضات السلام، وتحقيق السلام وفق الاتفاقيات والمواثيق الدولية".
من ناحيته، قال سفير جمهورية نيكاراغوا لدى دولة فلسطين روبرتو موراليس: "نؤيد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة الشعبية السلمية من أجل الوصول للحرية والاستقلال".
وأضاف: "احترام القانون الدولي والقرارات الدولية هو الأساس للسلام العالمي، ونيكاراغوا تدعو للالتزام بالقانون الدولي وتحقيق السلام والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين".
وتخلل المؤتمر اليوم عرض فيلم حول المقاومة الشعبية من انتاج فضائية القدس التعليمية، ورسائل تضامنية عالمية من عدد من الأكاديميين المناصرين للشعب الفلسطيني وقضيته، كما تم تكريم الباحثين واللجان التحضيرية والعلمية والفنية للمؤتمر.
كما تخلل المؤتمر جلستين، الأولى حول "تجارب المقاومة الشعبية في فلسطين"، قدم خلالها المستشار في ديوان الرئاسة أحمد الرويضي مداخلة حول نموذج المقاومة الشعبية في القدس، فيما قدم نائب رئيس بلدية بيتا موسى حمايل وسلطان عقل والسيدة آمال بهجت مداخلة حول "نموذج المقاومة الشعبية في بيتا"، وقدم مسؤول ملف البلدة القديمة في الخليل مهند الجعبري مداخلة حول "نموذج المقاومة الشعبية في الخليل".
فيما كانت الجلسة الثانية بعنوان: "المقاومة الشعبية كإطار نظري في الحقل المعرفي في فلسطين"، تحدث خلالها الباحث وليد سالم حول الإطار المعرفي لإنتاج المعرفة المقاومة وتعزيز الصمود، وقدم د. جون ضبيط مداخلة بعنوان: "إسرائيل دولة أبرتهايد واضطهاد (نموذج التضامن في الولايات المتحدة)، وقدم د. نايف جراد مداخلة حول المقاومة الشعبية: الإنتاج المعرفي من أجل التحرر والانعتاق، وأخيرا قدم محمد مطر وقاسم عواد مداخلة حول المقاومة الشعبية في فلسطين.
ويعقد المؤتمر على يومين: الأول اختتتم أعماله اليوم، والثاني من المقرر عقده بتاريخ 15-5-2022، تزامنا مع ذكرى النكبة الرابعة والسبعين.