رام الله- معا- في إطار ممارستها لدورها الرقابي على عملية إعمال الحق في المشاركة السياسية من خلال الترشح والانتخاب، عملت الهيئة على مراقبة المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية التي جرت يوم السبت11 كانون الأول/ديسمبر 2021.
وقد ركزت الهيئة في ممارسة دورها الرقابي على رصد ومراقبة بيئة الحقوق والحريات المصاحبة للعملية الانتخابية لضمان مشاركة واسعة وحرة من الجميع دون تمييز.
واستخدمت الهيئة في عملية الرقابة مجموعة من الإجراءات، بما في ذلك الاتصال مع ممثلي القوائم الانتخابية وعقد جلسات معهم والتواصل المستمر مع مكاتب لجنة الانتخابات المركزية وممثلي الفصائل والأحزاب، ووصولا الى الرقابة على مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات.
ورغم تسجيل الهيئة لبعض الملاحظات على العملية الانتخابية الا أن الهيئة ترى أن ما تم من إجراءات وصولا الى تمكين المواطن من ممارسة حقه في الترشح والانتخاب في هذا الشق المحدود من الحق في المشاركة السياسية قد تم بشكل معقول، رغم كل التحديات الكبيرة التي تواجه أي عملية انتخابية تجري تحت الاحتلال وفي ظل ظروف الانقسام السياسي. كما ترى الهيئة أن تمكن ما يقرب من 66% من الناخبين من ممارسة حقهم في الاقتراع هو مؤشر إيجابي على حرية وسلاسة العملية.
ومن بين الملاحظات التي سجلتها الهيئة على إجراءات ممارسة الحق في الاقتراع في يوم الاقتراع:
- استمرار بعض مظاهر الدعاية الانتخابية في ساحات مراكز الاقتراع وفي أماكن مختلفة من الهيئات المحلية وعلى بعض الحافلات والسيارات الخاصة. وأيضا استمرار وجود ناخبين وغيرهم في ساحات مراكز الاقتراع طوال اليوم.
- حاجة بعض العاملين في مراكز الاقتراع الى تدريبات مكثفة على سير العملية ولاسيما حول ما للمراقبين من حقوق وما عليهم من واجبات، فقد اضطر بعض مراقبي الهيئة في أكثر من هيئة محلية الى الانتظار للدخول لمركز الاقتراع او الفرز بعض الوقت حتى يقوم رئيس المحطة بالاستفسار من مسؤوله عن حق المراقب في عمل اجراء معين او حضور عملية الاقتراع او الفرز.
- تم تسجيل عدة مخالفات تتعلق باقتراع الأميين او الأشخاص الذين بحاجة الى مرافق، فقد لوحظ في بعض المراكز مشاركة مرافق، وحتى مرشح لناخبين، ما يقرب من خمس مرات في أكثر من محطة اقتراع.
- عدم الالتزام بالتعليمات المتعلقة بمشاركة افراد الامن في العملية الانتخابية حيث شوهد بعض افراد الامن من غير المكلفين بحماية عملية الاقتراع يتواجدون في داخل ومحيط بعض مراكز الاقتراع.
- تواجد بعض الأشخاص المنتمين لبعض الأحزاب المترشحة داخل محطة الاقتراع والدخول والخروج لأكثر من مرة.
- لوحظ أن بعض مراكز الاقتراع غير موائمة لاستخدام كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة الأمر الذي حرم عددا منهم من الحق في المشاركة.
بالإضافة الى ذلك هناك مجموعة ملاحظات تتعلق بعملية الترشيح والدعاية الانتخابية وتمثيل المرأة في المواد الدعائية الصادرة عن بعض القوائم، إضافة إلى عزوف بعض المواقع عن الترشيح والاتجاه إلى فوز قوائم بالتزكية، وعدم جاهزية بعض الهيئات المحلية لتقديم اية قوائم، الأمر الذي أدى إلى تأجيل الانتخابات فيها، وأيضا بعض الملاحظات على قانون الانتخابات، سجلتها الهيئة وسيتم إصدارها جميعا في تقرير سيصدر لاحقا عن الهيئة.
وعليه، تدعو الهيئة الى استخلاص العبر من الأخطاء والتجاوزات التي وقعت في المرحلة الأولى والعمل على تجاوزها في أية عملية انتخابية قادمة. كما تؤكد الهيئة على استكمال عملية الانتخاب لبقية المجالس المحلية التي تضم ما يقرب من70% من المواطنين في شتى محافظات الوطن (40% منهم في قطاع غزة و30% في الضفة الغربية)، وأن تجري المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية في موعدها وبشكل متزامن في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما تدعو الى استمرار الجهود من أجل انجاز انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.