غزة- معا- أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين كايد الغول، الثلاثاء، إلى أنّه "لا يمكن الحديث عن الواقع الراهن الذي تعيشه القضية الفلسطينيّة بمعزلٍ عمّا يُحيط بها إقليميًا ودوليًا".
وأوضح الغول خلال لقاءٍ سياسي نظمته نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أنّ "المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسّسات الدوليّة لا تملك القدرة على فرض قراراتها أو ممارسة سياسات أو إجراءات تمكّنها من الضغط على الاحتلال من أجل الاستجابة للقرارات الدوليّة"، لافتاً إلى أنّ "الوضع الدولي بمجمله عاجزًا في هذه اللحظة عن إعطاء أهمية للقضية الفلسطينية كما كان في فتراتٍ سابقة، ويُعزّز من ذلك موقف الإدارة الأمريكيّة في تعطيل القرارات الدوليّة ودعمٍ مطلق على كافة المستويات لدولة الكيان، وعدم إعطاء أولويّة للقضيّة الفلسطينيّة وهو ما يُعطي "إسرائيل" فرصة أكبر للاستمرار في تعميق مشروعها في فلسطين".
ونوَه الغول إلى أنّ "التطبيعُ الرسمي العربيّ لم يعد مقتصرًا على علاقاتٍ سياسية بين الكيان الصهيونيّ والأنظمة الرجعيّة العربيّة التي أقبلت عليها على خطورتها، حيث انتقل إلى علاقاتٍ أمنيّةٍ وعسكريّةٍ مما يمكن دولة الكيان من التحرّر من أيّة ضغوط واتساع دائرة نفوذه في المنطقة، لذلك نحن أمام تحوّلات على الصعيد الرسمي العربي، وهذه التحولات لم تلتزم حتى حول ما يُسمى المبادرة العربية"، مُؤكدًا أنّ "الواقع المحيط هو واقع مجافي للحالة الفلسطينيّة رغم كل ما يجري شعبيًا على أهميته لمواجهة التطبيع، ورغم تسمك الجماهير العربيّة بالقضية الفلسطينيّة".
ولفت الغول إلى أنّ "النظام الرسمي العربي في حالة انهيار، وهذا بالتوازي مع غياب كامل لجامعة الدول العربيّة إزاء العديد من القضايا العربيّة الهامّة، لذلك الجبهة الشعبيّة منذ انطلاقتها أكَّدت أنّ الرجعية العربيّة هي جزء من معسكر الأعداء".
أمّا بشأن الانقسام الفلسطيني، فقد أكَّد الغول على أنّه "يتمأسس ويتعمّق أكثر وأكثر، وتُبنى عليه مصالح خاصّة ومفاهيم بدأت تنظر للنظام السياسي الفلسطيني ملكًا خاصًا لهذا التنظيم أو ذاك"، مشيرًا إلى أنّ "الانقسام فتح الطريق أمام العديد من الأنظمة العربية للتهرب من تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، لذلك نحن أمام استعصاء في ملف المصالحة، وأمام استقطابٍ حاد في الساحة الفلسطينيّة حيث هناك رؤيتين مختلفتين، الأولى ترى أنّ إدخال حركة حماس إلى منظمة التحرير يشكّل خطرًا على المنظمة، والثانية تدعو إلى قيادة جديدة تقود الساحة الفلسطينيّة"، مُشددًا على أنّ "الانقسام لا يجب أن يمس بأي حالٍ من الأحوال منظمة التحرير الفلسطينيّة ككيان يمثّل شعبنا الفلسطيني".
كما أوضح الغول أنّ "الجبهة حرصت دومًا على التمييز ما بين الصراع الداخلي وما بين المس بكيان المنظمة، وعلى هذا الأساس قدّمت رؤيتها السياسيّة ودافعت عن المنظمة وواجهت كل المحاولات التي كانت تريد المس بوحدانيتها"، لافتًا إلى أنّ "استمرار استبعاد أيٍ من القوى السياسيّة من الشراكة في المنظمة، وأي سعي من أي طرف لإيجاد بديل لها لن يُعالج الأزمات الفلسطينيّة، ولا يمكن لقوّة بعينها على الساحة الفلسطينيّة أن تواجه التحديات التي تواجه شعبنا الفلسطيني منفردةً".
وفي معرض إجابته حول ما هي وسائل الضغط لإنهاء الانقسام، دعا الغول "لتشكيل قوّة ثالثة للضغط على أطراف الانقسام تضم في صفوفها كل القوى المؤمنة بضرورة إنهاء هذا الانقسام"، مُبينًا أنّه "بالإمكان الاتفاق على تشكيل حكومة واحدة تعمل على دمج مؤسسات "السلطتين" ارتباطًا بكفاءات وليس بالمحاصصة بما يفتح الباب أمام كل كفاءات أبناء شعبنا، وبالإمكان أيضًا الاتفاق على قيادة موحّدة للمقاومة الشعبيّة، وأن يحكم كل هذه العملية برنامج سياسي مشترك يفتح الخيارات أمام كل وسائل النضال لمقاومة الاحتلال".
وحول اتفاقيات "أوسلو"، قال الغول إنّه "يمكن أن نبحث وطنيًا كيفية الخروج من مأزق "أوسلو"، هذه الاتفاقات التي لم يبقى منها سوى القيود الأمنية والاقتصادية، وعلينا سحب الاعتراف بدولة الكيان التي لا تعترف لا بالفلسطينيين ولا بدولتهم، وكل هذه القضايا مطلوب العمل عليها وطنيًا حتى لا نبقى نراوح في ذات المكان".
وحول منظمة التحرير ومؤسّساتها، كشف الغول أنّه "كان هناك ترتيب لعقد لقاء خاص مع حركة فتح لمناقشة قضايا أساسيّة والمساهمة في ايجاد حلول لملفاتٍ عديدة، وأردنا الجلوس لنتفق على الخطوات التي يجب أن نتبعها وصولاً إلى فترة العام التي حددها الرئيس، ولنضع أسس من أجل الوصول إلى هذه المحطة ونحن جاهزون للتصرّف على أساسها وللأسف هذا اللقاء حتى الآن لم يحصل"، مُؤكدًا أنّ "المُعالجة للمجلس المركزي وغيره ليست معالجة إدارية، وإذا جرى اللقاء مع حركة فتح سنطرح هذا الأمر، لذلك إذا توفّرت الشروط السياسيّة والتنظيميّة فسنبحث مشاركة الجبهة في المجلس".
وأردف الغول: "نُريد لمؤسّسات المنظمة أن تتحوّل إلى أداة قياديّة فعليّة وتأخذ قرارات تكون حصيلة بحث مشترك لما يفتح الطريق أمام الخروج من الأزمة، لأنّ المشاركة الشكليّة في المؤسّسات لن تفيد في شيء، لذلك نُريد أن نعطي المجلس المركزي الدور الذي تأسّس من أجله، والجبهة على لسان الشهيد أبو علي مصطفى هي التي اقترحت صيغة المجلس المركزي من الأساس".
كما بيّن أنّ "المجلس المركزي لا دور له إلا في اجتماعات يغلب عليها البعد الإداري، ونحن سنبذل كل الجهد لحوارٍ جدّيٍ ومسؤول في هذا الإطار".
أمّا بشأن الانتخابات المحليّة، فقد أوضح الغول أنّ "الجبهة الشعبيّة مع إجراء الانتخابات المحلية بشكلٍ شامل وفي إطار رؤية الانتخابات السياسيّة الشاملة".