قال رئيس هيئة مكافحة الفساد الفلسطيني معالي الأستاذ رائد رضوان أن دولة فلسطين ترجمت ارادتها السياسية في مكافحة الفساد والتزامها الراسخ بالمعايير الدولية للنزاهة والشفافية ومكافحة الفساد من خلال اعتماد آليات وأنظمة وتشريعات تساهم بالحد من الفساد ومنعه وملاحقة مرتكبيه وضمان تقديمهم للعدالة، كان من أهمها اقرار قانون مكافحة الفساد المعدل الذي صدر في العام 2010، وانشاء هيئة مستقلة تعنى بمكافحة الفساد تختص بمهمتي الوقاية وإنفاذ القانون، ونيابة متخصصة لمكافحة الفساد، ومحكمة متخصصة بالنظر في جرائم الفساد.
جاء ذلك خلال ترأسه لوفد دولة فلسطين المشارك في أعمال الدورة التاسعة من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والذي أقيم في جمهورية مصر العربية، وضم الوفد كل من مستشاري رئيس الهيئة الأستاذ سعيد شحادة والاستاذة رشا عمارنة والأستاذ لطفي سمحان، وسفير دولة فلسطين في فينا والنمسا الأستاذ صلاح عبد الشافي، والمستشارة في البعثة الدائمة لدولة فلسطين في الامم المتحدة الأستاذة صفاء شبات، بالإضافة إلى الأستاذ محمد حميدان/ رئيس نيابة في نيابة المتخصصة في مكافحة الفساد، وكل من الأستاذة رولا الكببجي والاستاذة وفاء القواسمة من هيئة مكافحة الفساد.
وأكد أ. رضوان أن الهيئة عملت منذ نشأتها على وضع آليات عمل وبرامج تكفل انسياباً سهلاً لعملية تلقي البلاغات واستقبال الشكاوى والمشتكين من أفعال الفساد، كان آخرها إطلاق تطبيق الكتروني عبر الهاتف يسمح بتقديم الشكاوى والبلاغات مع خيار عدم ذكر هوية المبلغ، كاشفاً أن الهيئة طلقت منذ إنشائها وحتى نهاية شهر تشرين ثاني من هذا العام ما مجموعه (6020) شكوى وبلاغ، تعاملت معها واتخذت الاجراء والمقتضى القانوني بشأنها، حيث احيل بعد أعمال البحث والتحري والاستدلال الذي أجرته الهيئة (637) ملفاً الى نيابة جرائم الفساد، فيما بلغ عدد القضايا التي أُحيلت لمحكمة جرائم الفساد حتى نهاية 11/2021 ما مجموعه (275) قضية سجلت امام محكمة جرائم الفساد، تم الفصل في (200) قضية منها، وقد بلغ عدد الاحكام الصادرة بالإدانة من بين تلك الاحكام (145) حكماً.
وأشار إلى أن دولة فلسطين اعتمدت بقيادة الهيئة وبالشراكة مع مختلف فئات المجتمع الرسمية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني الاستراتيجية الوطنية عبر القطاعية الثالثة لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد 2020-2022، بنهج تشاركي بدءا من مرحلة الاعداد مرورا بالتنفيذ ومتابعته وانتهاءً بالتقييم، كما أصدرت الهيئة ما يزيد عن (40) منشوراً ما بين دراسة ومواد تدريبية وتوعوية، وأكثر من (10) دراسات لمخاطر الفساد، وعملت على تضمين المناهج الدراسية بقيم النزاهة والشفافية، وأعدت مساقين جامعيين لمكافحة الفساد يدرسان بعدد من الجامعات والكليات الجامعية الفلسطينية، وعلى صعيد مختلف تم اعتماد نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والأشخاص وثيقي الصلة بهم، تشجيعا للإبلاغ عن الفساد، كما وأقر نظام للإفصاح عن تضارب المصالح ونظام للهدايا.
وأوضح أ. رضوان إلى أن دولة فلسطين سعت ومنذ حصولها على صفة دولة مراقب في هيئة الأمم المتحدة للانضمام إلى المعاهدات والاتفاقيات الدولية إيمانا منها بالتزامها الثابت بالمشاركة الفاعلة في الجهود الدولية والاقليمية على كافة الصعد والمستويات، والتي كان من ضمنها انضمام فلسطين إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في العام 2014، وانضمامها الى منظمة الشرطة الدولية (الانتربول)، كما أبرمت الهيئة (13) ثلاثة عشر مذكرة تفاهم وتعاون دولية حتى تاريخه.
وبيًن بأن دولة فلسطين أبدت رغبتها الصادقة بالمشاركة الفاعلة في الآليات المتعلقة باستعراض تنفيذ الاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد فخضعت للاستعراض للفصول المستعرضة بالدورة الأولى وأنهت عملية الاستعراض بنجاح، كما خضعت لعملية الاستعراض للدورة الثانية، وتشارك باستعراض نظرائها سواء بالدورة الاولى أو الثانية التي مازالت مستمرة آمله أن تكلل بالنجاح.
واستعرض أ. رضوان تجربة دولة فلسطين في ادماج القطاع التعليمي المدرسي والأكاديمي في مكافحة الفساد كتجربة ريادية على الصعيد الدولي ومستجيبة مع متطلبات الاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد، التي نتج عنها حتى اليوم اكثر من مليون طالب/ ة تعرفوا على مفاهيم النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد من خلال الكتب المدرسية، وما يزيد عن 12 الف طالب /ة جامعي التحقوا بمساقي الهيئة، كما تطرق معالي رئيس الهيئة الى أسباب نجاح هذه التجربة المتمثلة بالشراكات الفاعلة مع وزارتي التربية والتعليم والجامعات والكليات الفلسطينية مما جعلها تجربة تحلت بمعالم محلية ووطنية.
وقدمت فلسطين هذه المبادرة الى جانب مبادرة المملكة الأردنية الهاشمية التعليمية التي استهدفت أيضا طلبة المدارس والجامعات والمبادرة التعليمية الحديثة بعنوان "تعليم وتمكين الشباب في مجال مكافحة الفساد " التي أطلقها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة خلال المؤتمر.
وتقدم أ. رضوان بالشكر الجزيل من جمهورية مصر العربية على حسن الضيافة والتنظيم الناجح لأعمال المؤتمر.