الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إختتام فعاليات مؤتمر فلسطين المسيحية

نشر بتاريخ: 15/12/2021 ( آخر تحديث: 15/12/2021 الساعة: 12:26 )
إختتام فعاليات مؤتمر فلسطين المسيحية

رام الهل- معا- اختتمت أعمال مؤتمر فلسطين المسيحية الذي انعقد في رام الله فندق الكرمل، بحضور كبير من الشخصيات الوطنية والاكاديمية والعلمية والثقافية وبرعاية من غبطة البطريرك ميشيل صباح والبعثة البابوية ممثلة بمديرها الاقليمي جوزيف حزبون، وبتنفيذ من مؤسستي بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية في غزة ، ومركز سبيل في القدس.
وقد افتتحت أعمال المؤتمر بكلمة البطريرك صباح التي أشار إلى موضوع أن المؤتمر تاريخي حيث ولدت المسيحية في فلسطين ومنها انتشرت إلى العالم ودخلت تاريخ البشرية، وأن أرض فلسطين مقدسة لله ولأهلها.

وأكد "ان كل تاريخ فلسطين وماضيه هو تاريخنا ونحن ورثته بكل ما فيه، وهو تاريخ طويل قبل الديانات الموحدة وما بعدها ونحن فيها شعب واحد مسيحيين ومسلمين في كل المراحل التي مرت بها، وأن التاريخ المسيحي مدة سبعة قرون قبل الاسلام هو ضمن كل تاريخنا الفلسطيني".

كما أثنى سيادة المطران عطالله حنا على الجهود المبذولة في هذا المؤتمر وقال أنه يكفي أن يكون رئيس مؤتمر فلسطين المسيحية مسلما وهذا لا يحدث في أي مكان إلا في فلسطين دليل التآخي والعلاقات المتينة.

وأكد أنه عندما نتحدث عن التاريخ المسيحي نتحدث عن الكل الفلسطيني ولا نتحدث عن هذا التاريخ من باب طائفي أو فئوي بل نبرز للعالم بأسره من خلال الأوراق والدراسات المقدمة أن المسيحية في بلادنا ليست بضاعة مستوردة من أي مكان في العالم والرسالة التي يحملها المؤتمر هي رسالة وحدوية وأننا نفتخر كفلسطينيين بتاريخينا وتراثنا المسيحي والاسلامي والعربي والقومية الفلسطينية والتي توحدنا. أما الاستاذ جوزيف حزبون المدير الاقليمي للبعثة البابوية.
واكد على ضرورة مراجعة كتب التاريخ في المناهج، حيث تغطي التاريخ العربي والاسلامي ابتداء من الدعوة الاسلامية وانتشار الاسلام فقط، وأكد أن الشعب الفلسطيني يمر في ظروف استثنائية تحت احتلال يريد طمس الثقافة وتزييف التاريخ وتحريف الهوية، لذلك يجب بذل جهد حثيث حتى نكتشف جذور الفلسطني.
وأضاف أن جل اهتمامنا في هذا المؤتمر منصب على التاريخ الفلسطيني قبل الاسلام، منذ الدعوة المسيحية التي ولدت في فلسطين ومنها انتشرت وتطورت، حتى القرن السادس عشر.

وقد جائت الكلمة الأخيرة في الجلسة الافتتاحية للمؤرخ أ.حسام أبو النصر رئيس مؤتمر فلسطين المسيحية، أكد فيها على ضرورة كتابة التاريخ الفلسطيني بشكله الصحيح بعيدا عن أي تأثيرات دينية أو سياسية أو غيرها، وان عنوان المؤتمر لا يحمل أي دلالة دينية بل هو يناقش المسيحية من ناحية تاريخية بحت، واكد على ان المؤرخ مؤتمن على كتابة تاريخ وطنه ونحن الفلسطينيون لا نقبل لأحد أن يكتب تاريخنا ولن نقبل من أحد منا أن يعبث به ولن نسمح للاحتلال بطمسه وتدميره لصالح الامبريالية الاستيطانية التوسعية على حساب شعبنا.

وجائت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور عبد الرحمن المغربي بعنوان "جذور المسيحية في فلسطين" قدم فيها المؤرخ د.قسطندي الشوملي ورقة بعنوان "يسوع المسيح حياته وتعاليمه من المهد حتى القيامة"، تناولت حياة سيدنا عيسى عليه السلام ونشأت المسيحية.
فيما جائت الورقة الثانية بعنوان المسيحية العربية قبل الإسلام للدكتور متري الراهب رئيس جامعة دار الكلمة، تناول فيها الكنائس ونشأتها في المشرق وعروبتها وكيفية انتشارها.
فيما تناول الكاتب عبد الغني سلامة المسيحية في العصور الأولى وظهور البدع، واعتبر أن المسيحية تجاوزت الخلافات بكثير وهناك صحوة ووحدة بما ينعكس إيجابا على الاستقرار في فلسطين.
جائت الورقة الرابعة للدكتور رياض الاسطل من غزة عبر الفيديو حول ظهور الاسلام وعلاقته بالمسيحية، وتناول فيها العلاقات والعهدة العمرية وتسليم صوفرونيوس مفاتيح القدس للخليفة عمر بن الخطاب والأوضاع التي سادت بعد الفتح الاسلامي، فيما عقب مدير مركز سبيل القدس الأستاذ عمر حرامي على الأوراق المقدمة وأعطى ملاحظات حولها.

فيما جائت الجلسة الثانية بعنوان المسيحية وظهور الإسلام وقد ترأسها الدكتور عبد الكريم نجم تناولت الورقة الأولى الحضارة البيزنطية في فلسطين وقدمها الدكتور وليد الشوملي، عرج خلالها على نشأة الحقبة البيزنطية وأهم ما تركته من ارث ثقافي وحضاري، وقد عززت ذلك ورقة الأستاذة منى مقاط التي عرضت فيها أهم الاثار البيزنطية في غزة من خلال عرض شرائح توضيحية.

فيما تحدثت ورقة أ. منتصر ترزي من غزة عن حياة الملكة هيلانة والملك قسطنطين وما تركه من اثار وكنائس واديرة وحضارة ونقوش ومسيرة الملكة في غزة ومساهمتها في بناء كنيسة القيامة، فيما تناولت د.إلهام شمالي علاقة المسيحية بالدولة الأموية والعباسية والفاطمية، شملت الحكم الاسلامي مراحله وتطور العلاقة بالمسيحية وشكلها، أما د.مروان قبلاني فقد سلط الضوء على العلاقات المسيحية الاسلامية في مدينة القدس تحديدا وعلى مدار الحقب المتعاقبة، فيما عقب الدكتور جوني منصور على ما جاء في الأوراق.

وأكد أن هناك أهمية للسردية التاريخية المسيحية في فلسطين حتى لو تناقشنا لكن المهم الاستفادة من مجرد السرد، وعلينا أن نستند على مناهج وأدوات علمية في كتابة التاريخ، يجب تجنيد هذه الأوراق لخدمة الفلسطينيين في الداخل والخارج وفق أسس علمية بحثية معاصرة.

أما الجلسة الثالثة كانت بعنوان التاريخي المسيحي وحوار المذاهب ترأسها الأستاذ مجدي الشوملي وناقشت الورقة الأولى العلاقات المسيحية الاسلامية في ظل الحملات الصليبية قدمها الدكتور محمود الاسطل عبر الفيديو من غزة، فيما قدم الدكتور جبرا الشوملي عرضا يفند فيه ما جاء من سرديات من قبل فاضل الربيعي وكمال صليبي وغيره حول مكان وهوية المسيح وأكد أنه فلسطينيا وليس جزيريا أو من نجران أو اليمن كما جاء في نظرياتهم، فيما طرح الدكتور منيب يونان الخلفية التاريخية للمذاهب المسيحية وناقش الاختلاف الحاصل.
وأكد على ضرورة التجانس والالتحام، أما الورقة الأخيرة فند فيها الدكتور منيب منصور كيفية تناول المؤرخين للتاريخ المسيحي والأخطاء التي وقعوا فيها وتم تداولها وأكد على وجوب تصحيحها فجزء منها جاء وفق رؤية دينية لا تاريخية، وعقب الأستاذ جوزيف حزبون على الأوراق المقدمة في الجلسة وأنه للاسف هناك استعمال مصطلحات بالعقلية القديمة.
فيما أكد على شفافية المؤتمر في التعاطي مع كل الاوراق وناقشت جميع الطروحات بشكل منفتح وأن أهم الاشكاليات كانت المصادر والتعامل معها في المناهج في التربية والتعليم، فيما قدم الحضور مداخلات وتعقيبات مختلفة مما اثرى جلسات المؤتمر، ومن خلال مشاركات الزوم وعلى صفحتي نادي حيفا الثقافي، ومجموعة حضارات فلسطين من خلال التغطية والبث المباشر مع تلفزيون فلسطين.

واختتم المؤتمر أعماله بقراءة رئيسه أبو النصر التوصيات التي جاءت في تسع نقاط شملت ضرورة كتابة التاريخ الوطني لفلسطيني بعيداً عن أي مؤثرات دينية أو سياسية أو غيرها، وأن الأبحاث المقدمة لا تشكل رؤية كاملة لتلك الحقبة بل هي اضاءة من خلال من شارك في اعمال المؤتمر لتكون جزء من ذلك التاريخ وفتحت الباب لنكمل عملية كتابته.
كما أكدت التوصيات على وجوب التدقيق في المصطلحات المستعملة لتلك الحقبة المسيحية وضرورة تصحيح مسار استعمالها، وضرورة مراجعة المناهج التربوية لتشمل كل الحقب التاريخية وبشكل مكثف وصحيح دون اثارة اللغط والاشكاليات، ويعتبر هذا المؤتمر مقدمة لمؤتمرات اخرى تشمل التاريخ المسيحي خاصة والتاريخ الوطني الفلسطيني ككل، كما اكدت التوصيات ان فلسطين كنعانية عربية مسيحية اسلامية وطنية، بكل مكوناتها ولا تناقض في تاريخنا إلا مع الإحتلال الذي يريد فرض روايته التاريخية، وأوصى المؤتمر أيضا على فتح الأبواب مستقبلاً لمشاركة أوسع عدد من الباحثين في مياديين التاريخ والعلوم الاجتماعية والانثروبلوجيا لاكتمال الصورة، وعلى المؤسسة الوطنية الرسمية سلطة وحكومة ومنظمة تبني اعادة كتابة التاريخ بشكله الصحيح، والاهتمام بالمؤرخين والتاريخ الوطني واعطاءهم مساحة في العمل الرسمي للرد على الادعاءات والروايات والقصص والنظريات التي أصبحت تغرر بجيلنا الجديد، فيما تم تكريم المشاركين، وتقديم الثناء والشكر للجنة العليا ممثلة بالمطران عطالله حنا، ود.هاني الحصري، ود.قسطندي الشوملي، ود.سامي احمد، ود.جوني منصور، وأ.عمر حرامي.

إختتام فعاليات مؤتمر فلسطين المسيحية
إختتام فعاليات مؤتمر فلسطين المسيحية