بيت لحم- معا- لم يأتِ البيان الإماراتي – الإسرائيلي المشترك الذي تلا لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، الإثنين الماضي، على أيّ ذكر لإيران، لكنّها استحوذت على حيّز كبير من المحادثات بحسب ما ذكرت صحف إسرائيلية، مساء الجمعة.
وربط المحلّل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، ومحلّل الشؤون الإسرائيلية في موقع "المونيتور" الأميركي، بن كسبيت، بين زيارة بينيت وبين تصريحات قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، الشهر الماضي، التي قال فيها إنّ "تهديد المسيّرات المتزايد من إيران" يحوي "فرصة إستراتيجية".
وتابع هرئيل أنّ عبر تطوير برامج دفاع إقليمية لردع وكشف واعتراض المسيّرات، "تستطيع إسرائيل التحوّل إلى لاعب مركزي وذخر للدول الموجودة تحت تهديد المسيّرات الإيرانية، إلى جانب تطوير عمق إستراتيجي مطلوب في المعركة المتواصلة أمام إيران"، وفق ما اقتبس عن نوركين.
واعتبر هرئيل تصريحات نوركين تلميحًا لإمكانية نصب أجهزة استشعار (رادارات) من منظومات إسرائيلية مستقبلا "في الشرق، في دول الخليج، لتزوّدها وإسرائيل بالردع المبكر من هجمات بالمسيّرات". وأن هذا الحلّ، ذاته، "يمكن تشغيله ضد تهديد بعيد المدى وخطير أكثر هو الصواريخ الباليستية".
وذكر كسبيت أن هذه الأجهزة من الممكن أن تعطي تحذيرا مسبقًا من المسيّرات التي نشرتها إيران في "سورية ولبنان ووصولا إلى اليمن".
وأردف هرئيل أن هذا التوجّه يمكن للأميركيين الانخراط فيه، "وتطرّق بينيت إليه، قبل عدّة أشهر، عندما تحدّث عن منظومات دفاع إقليمية".
وعبّر مسؤولون إسرائيليون أكثر من مرّة، خلال الأشهر الأخيرة، عن مخاوف من الطائرات المسيّرة الإيرانية، خصوصًا بعد الهجوم الإيراني على منشآت أرامكو في السعودية عام 2019.
والشهر الماضي، قال وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، إنّ "الإرهاب الإيراني يتقدم بمصادقة الزعيم (مرشد الجمهورية الإسلامية علي) خامنئي وبتوجيه قيادة النظام. وإحدى الأدوات المركزية هي الطائرات المسيرة، وهذا سلاح دقيق، بإمكانه الوصول إلى أهداف إستراتيجية بمدى آلاف الكيلومترات، وبذلك تشكل هذه القدرة خطرا منذ اليوم على الدول السنية، قوات دولية في الشرق الأوسط وكذلك على دول في أوروبا وأفريقيا".
وكرّر غانتس القول إن "التهديد الإيراني ليس على إسرائيل وحدها"، وقال إن "إيران تسعى إلى الهيمنة على المنطقة وبعد ذلك على العالم" وإنّ "أسلوب إيران هو السيطرة على دولة فاشلة مثل اليمن التي تحتل المكان الأخير في مؤشر الدول ’الهشة’، وسورية التي تحتل المكان الثالث قبل الأخير، والعراق ولبنان، ومثلما تقول الأغنية ’نأخذ دمشق أولا، وبعد ذلك برلين’".
واستعرض غانتس خلال خطابه قاعدتين عسكريتين، قال إنّهما تقعان في جنوبيّ إيران وانطلقت منها عمليات باتجاه المجال البحري، وتوجد فيهما حاليا طائرات مسيرة هجومية متطورة من طراز "شهيد". وقال إن "إيران تعمل من خارج المنطقة أيضا، وتنقل النفط والسلاح إلى فنزويلا. وتشغل فيلق القدس في أميركا الجنوبية وتحاول إدخال تأثيرها إلى أفغانستان".-"عرب ٤٨"