الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة: ندوة بعنوان "أدب السجون في مواجهة الروايات النقيضة "

نشر بتاريخ: 22/12/2021 ( آخر تحديث: 22/12/2021 الساعة: 13:48 )
غزة: ندوة بعنوان "أدب السجون في مواجهة الروايات النقيضة "



غزة- معا- اطلق المركز الفلسطيني للحوار الثقافي والتنمية مبادرة للترتيب من اجل انتاج فلم سينمائي فلسطيني عن سفراء الحرية من اطفال المعتقلين الفلسطينين
وقال الدكتور وجيه ابو ظريفة رئيس المركز ان حضور ممثلي كافة الهيئات المهتمة بالاسرى واتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين فرصة هامة للبدء في اجراء اتصالات حقيقية من اجل جمع اكبر قدر من الكفاءات الادبية والفنية والسينمائية لانجاز هذا المشروع الهام


وتحدث في الندوة المخرج السينمائي سعود مهنا رئيس مهرجان العودة السينمائي وشفيق التلولي عضو الامانة العامة لاتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين وعبد الناصر فروانة مدير هيئة شؤن الاسرى
وشارك في الندوة التي نظمها المركز بالتعاون مع عدد من المؤسسات المهتمة بشئون الاسرى والمعتقلين خبراء ومختصون اكدوا على اهمية ادب السجون والثقافة المعززة لتجربتهم النضالية وابداعهم الادبي والثقافي بحضور العديد من الأدباء والأكاديميين والأسرى الذين لهم تجارب سابقة في معتقلات الاحتلال، وذلك في مقر المركز بغزة.
ورحب د. محمد أبو ركبة مدير الحوار بالحضور، مؤكد على ضرورة الاهتمام الأدبي بما يخص القضية الفلسطينية عامةً والمعتقلين القابعين في سجون الاحتلال بشكل خاص، فقد شكّل المعتقل الفلسطيني بفكره ومحتواه الثوري والنضالي، هدفًا أساسيًا للاحتلال الإسرائيلي الذي كرّس طاقاته وجهوده في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة لتشويش فكره ووعيه، وتشويه سلوكه وأفعاله النضالية. وقد أكد على الاهتمام الأدبي والسينمائي بما يخص الاعمال الخاصة بالمعتقلين.
بدوره قال د. شفيق التلولي: عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسيطينيين، "أن الأسرى صنعوا لهم مكانة تحت الشمس بموقفهم من القضية الفلسطينية"، والاهتمام بأدب السجون لدحض الرواية النقيضة التي يتحدث عنها الاحتلال بشكل مستمر.
وأشار بأن الدلالات التي خرجت من فيلم أميرة كرواية أو كنص قدم للسينما، أبعد من قضية النطف التي أثارت حفيظة الشعب الفلسطيني وأسرانا البواسل، وأن القيمة الأساسية للفيلم هي النطف لتشد المشاهد للفيلم، ولكن الفيلم بمضمونه الروائي يحمل في ثناياه أبعادا في غاية الخطورة، حيث يختتم بمقتل الفتاة، ويصورها بأنها ضحية، وأن الفيلم يتعاطى بالصراع الوجودي على الأرض، وان الشعب الفلسطيني يدفع ثمن الصراع، بمقتل شبابها.
وأكد التلولي، بأن اغلب المعتقلين يتواصلون مع الكتاب والأدباء لكي يتم تقديمهم بصورتهم الأبداعية والأدبية، وليس كمسجون يتعاطف معه الشعب الفلسطيني فقط ، وهذا اكبر انتصار للأسير، بأن نخرج من فضاء الزنزانة إلى فضاء النور، وفضاء التنوير ليقدم نفسه للعالم، وبأن الأسير إنسان، وأنه من حقه الحياة والحرية، وأنه يبدع من خلف أسوار المعتقل.
من جانبه قال أ. عبد الناصر فروانة: رئيس وحدة الدراسات في هيئة شؤون الأسرى. أن قضية الأسرى جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية، بل لا تقل أهمية عن اي من الثوابت الاخرى ، حيث طالب بالاهتمام الدائم بقضية الأسرى وادب السجون من داخل المعتقلات، والمزيد من الدراسات البحثية الخاصة بالمعتقلين وعن كيفية الحياة للأسرى داخل المعتقلات.. وأضاف بأن يجب الاهتمام من الجهات المعنية بترجمة الدراسات والأبحاث والأعمال الأدبية إلى لغات أجنبية أخرى، وذلك لكي يتسنى للعالم معرفة قضية الأسرى الذين يقبعون داخل المعتقلات وعن حياة الأسرى بعد فك أسرهم، وذلك لتغير الصورة النمطية الذي يروج لها الاحتلال للعالم الغربي بأنهم مجموعة كبير من الارهابيين يؤثرون على سكان دولة الاحتلال.
وبين بأن الحركة الوطنية الأسيرة لها دور كبير في تعزيز الانتماء الفلسطيني وفي مواجهة الرواية النقيضة، فالحركة الوطنية الأسيرة لم يقتصر دورها على أدب السجون، فمنذ بداية الحركة الأسيرة والتي سارت في ثلاث مسارات وهي التنظيمي والثقافي والمسار النضالي.
من جانبه تحدث المخرج الفلسطيني سعود مهنا عن دور السينما في تعزيز الرواية الفلسطينية وإن كانت بخصوص الأسرى في مواجهة النقيض، حيث أن للسينما دور كبير في ترجمة الأدب حيث انها سهلة وأسرع انتشار في تعزيز الرواية الفلسطينية، وأضاف بان هناك نقص في الإمكانيات ولتعزيز دور السينما، وان مهرجان العودة لم يستقبل إلا فيلم واحد عن الأسرى القابعين خلف سجون الاحتلال، وأن هناك نقص في الحديث عن الأسرى والأسيرات، ورغم قلة عدد الأفلام المشاركة عن الأسرى، إلا أن هناك مطالبات فلسطينية للحديث عنهم.
وأشار مهنا إلى إن فيلم اميرة رغم كل القائمين عليه من أبناء الوطن العربي، بمضمونه الساذج سحب من المهرجانات إلا انه لم يتم نفيه من فضاء الانترنت حيث أنه متواجد للجميع للمشاهدة ولم يتم سحيه من قبل الحكومة الأردنية والتي اكتفت بسحبه من المسابقة.
واختتمت الورشة بالعديد من المداخلات من الكتاب والأدباء والأسرى المحررين الذين كانوا قابعين خلف سجون الاحتلال، واختتمت بمجموعة من التوصيات ومنها التأكيد على ضرورة الاهتمام بأدب الأسرى تعزيزا للصمود الفلسطيني، وعلى إثراء مناهج اللغة العربية وآدابها بأدب الأسرى، والجامعات الفلسطينية لطرح مقرر دراسي في أقسام اللغة العربية خاص بأدب الأسرى، والتشديد على اهمية توجيه طلبة الدراسات العليا إلى كتابة الرسائل العلمية في ادب الأسرى، وعلى استضافة الأسرى المحررين في محاضرات وندوات، كما تم التوصية على دعوة الفضائيات الفلسطينية إلى تخصيص برنامج لأدب الأسرى وإنتاج أفلام وثائقية حول ادبهم، وترجمة الروايات والقصص الشخصية للأسرى إلى أفلام سينمائية لو قصيرة عن حياة الأسرى.
وقدم عدد من الحضور من ادباء وكتاب واسرى محررون مداخلات عبرت عن ضرورة الاهتمام بقضية الاسرى واخراج روايتهم للعالم كمناضلين من اجل الحرية والكرامة الإنسانية