رام الله- معا- قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن عيد الميلاد رسالة أمل فلسطينية يواصل شعبنا احتضانها بمحبة وأمل لتحقيق العدالة والحرية والسلام في أرض القداسة.
وأضاف سيادته في رسالته لأبناء شعبنا وللعالم لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، إن بقاء الوضع القانوني والتاريخي لجميع الأماكن المقدسة، بما في ذلك المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، والحرم الإبراهيمي في الخليل وكذلك الأرض المحتلة عامة، دون تغيير، هو جوهر نضالنا الوطني.
وأضاف الرئيس أن الوضع الراهن والواقع التاريخي في القدس يتعرضان اليوم للتهديد من قبل السياسات الإسرائيلية، داعيا جميع الدول وكذلك الكنائس، ليس فقط لمعارضة مثل هذه السياسات والممارسات الإسرائيلية ولكن للتحرك في إطار مسؤولياتها من أجل وقفها ومنعها والعمل من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي الأصيل في فلسطين الأرض المقدسة.
وتابع سيادته: الإحتلال الإسرائيلي حول مدينة الميلاد بيت لحم، إلى سجن كبير محاط بـ18 مستوطنة استعمارية، فأصبحت مفصولة عن القدس بسبب جدار الضم غير القانوني، إضافة إلى أنها عانت بشدة من تداعيات وباء كورونا، بما في ذلك القيود العنصرية على الحجاج المسيحيين التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية، مؤكدا أن إحدى النتائج الرئيسة للاحتلال الإسرائيلي هي أننا لم نتمكن من استقبال الحجاج والزائرين من المسيحيين والمسلمين حيث لا سيطرة على حدودنا.
وفيما يلي نص رسالة عيد الميلاد 2021:
الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة في كل عام مناسبة عزيزة على قلوبنا، ولها رونقها الخاص لأنها تحيي ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام، الذي ولد في مغارة بيت لحم في فلسطين، وهي مناسبة تُدخِل المحبة والتسامح والفرح في كل بيت في فلسطين، ورسالة أمل فلسطينية بمستقبل أفضل تدخل في قلوب ملايين المؤمنين.
إنه حدث يشعر به كل فلسطيني بالفخر، حيث يذكرنا بيسوع، رسول السلام، وبأهمية العدالة والصمود. نحن في فلسطين نعيش هذه الرسالة بأمل وتصميم على الكرامة والحرية. نحتضن عيد الميلاد كاحتفال وطني وديني، ونهنئ كل من يحتفل به في بيت لحم وفي كل فلسطين باعتبارها مهد سيدنا المسيح عليه السلام.
لقد اعتنى شعبنا الفلسطيني بالأماكن المقدسة على مدى قرون كجزء من مسؤوليتنا للحفاظ على هويتنا الوطنية. توجد على هذه الأرض مساجد وكنائس يرعاها ويصلي فيها، منذ قرون، الفلسطينيون الذين ما زالوا يكافحون اليوم من أجل الحق في العيش بحرية وكرامة، بما في ذلك حرية العبادة والتنقل، وكل ذلك منصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. إن بقاء الوضع القانوني والتاريخي لجميع الأماكن المقدسة، بما في ذلك المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، والحرم الإبراهيمي في الخليل وكذلك الأرض المحتلة عامة دون تغيير، هو جوهر نضالنا الوطني.
إن الوضع الراهن والواقع التاريخي في القدس يتعرضان اليوم للتهديد من قبل السياسات الإسرائيلية، سواء كان الأمر يتعلق بإقامة اليهود للصلاة في الأقصى المبارك لدى المسلمين، أو محاولات تحويل باب الخليل- أحد بوابات القدس - إلى مستوطنة إسرائيلية جديدة، والاعتداء على ممتلكات الكنيسة التي من شأنها أن تفصل الحي الأرمني عن الأحياء في البلدة القديمة، حيث نتابع بقلق بالغ آخر التطورات الخطيرة التي تحدث في الحي الأرمني وباب الجديد وباب الخليل والشيخ جراح وسلوان، ناهيك عن القيود المستمرة والاستفزازات غير المقبولة والمحاولات المستمرة لطرد الفلسطينيين من بيوتهم في الشيخ جراح وسلوان وغيرها.
إننا ندعو جميع الدول وكذلك الكنائس، ليس فقط لمعارضة مثل هذه السياسات والممارسات الإسرائيلية ولكن للتحرك في إطار مسؤولياتها من أجل وقفها ومنعها والعمل من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي الأصيل في فلسطين الأرض المقدسة. وهذا ما جاء في بيان كنائس القدس في 15/12/2021.
وفي الإشارة الى مدينة الميلاد بيت لحم، فنرى أن الإحتلال الإسرائيلي قد حولها الى سجن كبير محاط بـ 18 مستوطنة استعمارية وأكثر من 100,000 مستوطن، حيث أصبحت بيت لحم مفصولة عن القدس بسبب جدار الضم غير القانوني، بالإضافة إلى أنها عانت بشدة من تداعيات وباء كورونا، بما في ذلك القيود العنصرية على الحجاج المسيحيين التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية. إن إحدى النتائج الرئيسة للاحتلال الإسرائيلي هي أننا لم نتمكن من استقبال الحجاج والزائرين من المسيحيين والمسلمين حيث لا سيطرة على حدودنا.
وفي الجانب المشرق، فإنه ليسعدنا أن يعلم الجميع مدى فخرنا في فلسطين بافتتاح أعمال إعادة ترميم قصر هشام في أريحا الذي يحتوي على أكبر قطعة فسيفساء في العالم، ويأتي ذلك بالإضافة إلى أعمال الترميم التي تجري تحت إشرافنا في كنيسة المهد في بيت لحم كما الترميم في كنيسة القيامة من قبل كنائس القدس بالتزامن مع تسجيل التطريز الفلسطيني كتراث ثقافي في اليونسكو. نحن نذكر العالم بإمكانياتنا، ونتطلع إلى المشاركة مع شركائنا في جميع أنحاء العالم لتعزيز هذا الإرث التاريخي المهم الذي يمكن أن يخفف العبء الاقتصادي الذي يعاني منه شعبنا منذ عقود.
مع احتفالنا بعيد الميلاد، لا ننسى حقيقة القهر الذي يعيشه شعبنا في فلسطين، ومنهم الأطفال الذين لم يعد لديهم منزل بسبب سياسة الهدم غير القانونية وغير الأخلاقية، ومنهم من يفتقد أحد والديه المعتقل في السجون الإسرائيلية؛ نفكر في عدد الأشخاص الذين لن يتمكنوا من الوصول إلى بيت لحم والقدس خوفًا من هجمات المستوطنين الإسرائيليين الإرهابيين الذين يواصلون إعتداءاتهم على شعبنا الأعزل دون عقاب، وكذلك شعبنا في المنفى وملايين الأشقاء والأصدقاء الذين يُحرمون من الانضمام إلينا بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
أحيي أبناء شعبنا أينما كانوا، وأقول لهم، افخروا بتاريخكم وهويتكم، وأقول للعالم إن عيد الميلاد هو رسالة أمل فلسطينية يواصل شعبنا احتضانها بمحبة وأمل لتحقيق العدالة والحرية والسلام في أرض القداسة.
عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة سعيدة من مدينة بيت لحم، ومن فلسطين المباركة إلى العالم. وأهنئ بشكل خاص أبناءنا المسيحيين الفلسطينيين وأبناء شعبنا كافة في كل مكان.