طولكرم -معا- أقر مجلس الوزراء حزمة من القرارات تشمل مختلف المجالات التنموية والتطويرية والخدمية في محافظة طولكرم، التي من شأنها أن تسهم في التخفيف مما يعانيه سكان المحافظة، خاصة في مجالات: الكهرباء، والماء، والتعليم، والصحة، والمشاريع التطويرية، والبنية التحتية، وقضايا الشباب.
وقرر المجلس، خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها، اليوم الإثنين، في طولكرم، برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية، تشكيل لجنة للتطوير الاستراتيجي لجامعة فلسطين التقنية، وتكليف وزارتي المالية والتعليم العالي لمعالجة القضايا المتعلقة بالجامعة.
كما قرر إعادة تصنيف استخدامات الأراضي في الكفريات ووقف منح التراخيص للكسارات، وتشطيب مبنى جامعة القدس المفتوحة في المحافظة، واستكمال تشطيب مبنى مديرية الصحة في المدينة، والعمل على ترميم النفق العثماني بتكلفة تصل إلى 300 ألف دولار على مراحل.
كذلك، قرر مجلس الوزراء تقديم تعويضات لجبر الأضرار التي لحقت بأهالي برقة جراء إرهاب المستوطنين.
واعتمد خطة وزارة الحكم المحلي والأشغال العامة والمياه والكهرباء لتطوير كافة مرافق البنية التحتية في محافظة طولكرم ومنها: مدخل طولكرم الجنوبي، وإنشاء مجمع الدوائر الحكومية، واستكمال إنشاء خط كهرباء طولكرم بقدرة كهربائية لا تقل عن 100 ميجا واط، ومحطة تحويل كهرباء طولكرم، وطرق داخلية في بلدات المحافظة، وخزانات مياه، وبناء خط كهرباء قفين، ونفايات صلبة.
وصادق على تمويل عدد من المشاريع الصحية بمحافظة طولكرم، شملت توسعة وتعزيز الخدمات في مستشفى ثابت ثابت، وعيادات صحية في البلدات وتجهيز مبنى وزارة الصحة في المحافظة.
كما خصص مبالغ مالية لبناء مركز إيواء الحالات التي تعاني من العنف، واعتمد مشروع التمكين الاقتصادي لعدد 80 مستفيدا من النساء والشباب و33 مستفيدا من ذوي الإعاقة بواقع 5000 دولار لكل مشروع.
واعتمد مجلس الوزراء خط العنقود الزراعي بقيمة 10 مليون دولار للعام 2022، وصادق على خطة وزارة العمل لبناء مركز تدريب مهني في المدينة، إضافة لتشكيل لجنة من المالية والتعليم العالي لتقديم خطة لتنفيذ احتياجات جامعة فلسطين التقنية (خضوري) المتعلقة بالكادر الموحد وموظفي العقود.
وقرر وقف إصدار تراخيص الكسارات في محافظة طولكرم إلى حين انتهاء أعمال اللجنة المختصة من أعمالها وتقديم توصياتها النهائية بالخصوص.
ووافق على فتح مكتب لسلطة الأراضي بالشعراوية لخدمة 200 ألف دونم في المنطقة، وتشكيل لجنة للتطوير الاستراتيجي لجامعة فلسطين التقنية.
وصادق على خطة لتنفيذ 100 مشاريع ريادية للشباب بقيمة 10 آلاف دولار لكل مشروع، وأحال عددا من العطاءات الخاصة بمشاريع مدارس وطرق ومناطق صناعية وخطوط كهرباء في عدد من المحافظات.
كما وافق مجلس الوزراء على تخصيص مساعدات مالية لمجلس قروي برقة لتعويض سكان القرية عن الأضرار التي لحقت بهم جراء إرهاب المستوطنين ضدهم، وصادق على تأهيل وزارة النقل والمواصلات.
ووافق على عدد من أذونات الشراء لفلسطينيين لا يحملون الهوية الفلسطينية، وأحال عددا من التشريعات للدراسة.
وكان رئيس الوزراء محمد اشتية أكد، في كلمته بمستهل الجلسة، أن الحكومة ستولي الاهتمام لقضايا المحافظة كما كل محافظات الوطن لجهة تقديم الحلول للقضايا العالقة في جميع المجالات.
وأضاف: "ينعقد مجلس الوزراء اليوم في محافظة طولكرم والتي تشكل مع قلقيلية والأغوار وطوباس سلة خضار فلسطين، ففي طولكرم أنشئت أقدم كلية زراعية في المنطقة التي ذاع صيت خريجيها لما امتلكوه من معرفة وعلم ومهارة وإتقان، والتي أصبحت اليوم جامعة فلسطين التقنية والتي نعول عليها وعلى خريجيها الكثير".
ووجه رئيس الوزراء التحية للأهالي في المدينة والبلدات والقرى والمخيمات لما قدموه من تضحيات جسام، مستذكرا شهداء المحافظة وأسراها وجرحاها مثلما استذكر علماءها وكتابها وشعراءها وقادة الفكر فيها الذين أسهموا في إيقاد شعلة الوعي والتنوير.
كما وجه التحية للقرى والبلدات التي يتصدى أبناؤها لإرهاب المستوطنين، خاصة في شوفة وقفين والنزلة الشرقية، كما وجه التحية لبرقة، وسبسطية، وقريوت، وبزاريا، وبيتا، وبيت دجن، ونعلين، وبلعين، وجميع الأماكن من جنين شمالا إلى مسافر يطا جنوبا، وسلوان والشيخ جراح، الذين يتصدون لقطعان المستوطنين مطالبا الأمم المتحدة بتفعيل القرار الداعي إلى توفير الحماية الدولية لشعبنا.
وخاطب أهالي المحافظة قائلا: "جئنا إلى طولكرم اليوم لنسمع منكم ونتلمس حاجاتكم، رغم متابعتنا وعملنا الذي لم ينقطع عن خدمة أهلنا هنا مثل بقية المناطق، حيث تم افتتاح قبل أيام مستشفى عتيل ويتم تزويده بالمعدات والكوادر البشرية لخدمة منطقة الشعراوية ومحيطها، وتعزيز مستشفى الإسراء بما يحتاجه من معدات، وافتتاح أقسام القسطرة والباطني وغيرها من الأقسام، والعمل على توسعة مستشفى ثابت ثابت، وعالجنا قضية كهرباء طولكرم من خلال محطة صرة والتي عانت المدينة بسببها فترة طويلة وهذه المشكلة سوف تحل نهائيا في القريب العاجل".
ووجه اشتية تحياته للمجتمع المحلي لدوره في المساندة لجهود الحكومة في تلبية احتياجات المحافظة وأبناء طولكرم المغتربين والمقيمين، "حيث تبرع حسني الأشهب ببناء مدرسة في باقة الشرقية، وعبد الحليم الموحد بمدرسة في ذنابة، وأبناء طاهر حجاز بتمويل جزئي لمدرسة مهنية في عنبتا، وفي هذا السياق أود أن أقول إن جميع مدارس المحافظة قد تم تبني صيانتها وعددها 139 مدرسة بمبلغ 7.9 مليون دولار، وهذا التبني سوف يشمل جميع مدارس فلسطين"، معربا عن شكره لوزارة التربية على جهدها في هذا الاتجاه.
وأشار إلى أن الحكومة أقرت إنشاء مكتب لتسجيل الأراضي في الشعراوية وكذلك خطوط كهرباء، كما أشار إلى ما تم تقديمه من جهد كبير العام الماضي في قطاع الزراعة، حيث تم زيادة كميات الري والأراضي المروية وزراعة 56 ألف شجرة مثمرة.
ووجه رئيس الوزراء تحياته للأسير هشام أبو هواش الذي أمضى 133 يوما مضربا عن الطعام، مطالبا بالإفراج عنه وعن جميع الأسرى الإداريين والمرضى والنساء والأطفال.
وقدم تعازيه برحيل الأسقف ديزموند توتو، هذا الثائر في زي رجل دين الداعم للقضية الفلسطينية والذي كان قد زار فلسطين عام 1989 والذي ناضل نضالا أمميا ضد الاستعمار والتمييز العنصري في جنوب إفريقيا إلى جانب رفيق دربه الرئيس الراحل نيلسون مانديلا.
ودعا رئيس الوزراء المواطنين إلى التقيد بتدابير الوقاية تجنبا للإصابة بالمتحور الجديد الذي سجلت خلال الأيام الماضية العديد من حالات الإصابة به، مؤكدا أهمية الالتزام بقواعد السلامة.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية للانتخابات البلدية سوف تتم في موعدها في 26/3 من العام المقبل، والتي ستجرى في المدن الرئيسية بكامل أنحاء الوطن، معربا عن أمله أن تتيح حركة حماس إجراء الانتخابات في قطاع غزة.
ووجه الشكر لمحافظ طولكرم وقادة المؤسسة الأمنية في المحافظة ومؤسسات طولكرم والإقليم على حسن الاستقبال، متمنيا للمحافظ التعافي السريع من إصابته بفيروس "كورونا".
وكان رئيس الوزراء، والوزراء، التقوا بالفعاليات المجتمعية في المحافظة، حيث وضعهم في صورة الأوضاع السياسية والضائقة المالية التي تمر بها السلطة الوطنية، معربا عن أمله باجتياز الأزمة في الربع الأول من العام المقبل.
واستمع رئيس الوزراء ووزراء الاختصاص إلى العديد من الموضوعات والقضايا التي تقدم بها ممثلو الفعاليات المجتمعية في المحافظة، وقدموا الإجابات عليها.
ووجه مجلس الوزراء التحية لطواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في الذكرى الـ 53 لتأسيسها، مشيدا بالدور الكبير الذي لعبته الجمعية منذ تأسيسها.