نيويورك-معا- بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، اليوم الأربعاء، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (النيجر)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن أعمال العنف والإرهاب التي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المسلحين والمتطرفين ممارستها ضد الشعب الفلسطيني، في ظل الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة المقبلة على وجه الخصوص.
وأشار إلى أن "الغارات العسكرية الإسرائيلية العنيفة وهجمات المستوطنين، خلال الأيام العشرة الماضية، قد تسببت في إلحاق الأذى بعشرات الفلسطينيين، وإصابة العديد منهم بجروح خطيرة بالذخيرة الحية والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، إلى جانب الاعتداءات الجسدية الشرسة، بما في ذلك عمليات الدهس المُتعمد".
وتطرق منصور إلى إصابة 125 مواطن فلسطيني في قرية برقة في 23 ديسمبر الجاري برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب اقتحام مئات المستوطنين القرية وترويعهم سكانها، وكذلك إصابة 58 مدني فلسطيني في 25 ديسمبر برصاص جنود إسرائيليين على مدخل القرية نفسها، منوهاً الى استشهاد غدير انيس عبد الله فقهاء، 63 عاما، بعد دهسها من قبل مستوطن قرب سنجل شمال رام الله، إلى جانب اصابة فتى فلسطيني يبلغ من العمر 16 عاما في صدره في 26 ديسمبر في قرية كفر قدوم بالقرب من قلقيلية.
وفيما يخص العنف الممارس من قبل دولة الاحتلال على الأطفال الفلسطينيين، ذكَّرَ منصور بتقرير الحركة الدولية للدفاع عن الأطفال، والتي أشارت فيه الى أنه خلال العام 2021، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون باستهداف الأطفال الفلسطينيين بلا هوادة من خلال الاعتداءات العسكرية واستخدام القوة المفرطة والاعتقال العسكري التعسفي والطرد وهدم المنازل، مشيرا إلى أن خطر التهجير لا زال يلوح في الأفق ويهدد آلاف الأطفال الفلسطينيين وعائلاتهم، وذلك باستهداف الأحياء المقدسية مثل الشيخ جراح وسلوان والطور والعيساوية وغيرها من قبل منظمات الاحتلال والمستوطنين التي تسعى إلى إبعاد الفلسطينيين عن منازلهم في المدينة في انتهاك خطير للقانون الدولي الذي يحظر جميع الإجراءات التي تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية، والطابع والوضع للأراضي المحتلة.
ونوه منصور إلى أنه في 27 ديسمبر، قامت سلطات الاحتلال بهدم منزل يأوي ثلاث عائلات يبلغ مجموع أفرادها 23 فرد، بما فيهم 17 طفل، في مدينة العيساوية بالقدس الشرقية المحتلة، إلى جانب مواصلة القوة القائمة بالاحتلال غاراتها على البلدات والقرى ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين، واعتقال عشرات الفلسطينيين بشكل يومي، والذين يضافون الى قرابة 5000 فلسطيني تحتجزهم إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في سجونها وتُعرضهم إلى جميع أشكال سوء المعاملة النفسية والجسدية في انتهاك جسيم للقانون الدولي، إلى جانب اهمالها السجناء المضربين عن الطعام، بمن فيهم هشام أبو حواش المضرب عن الطعام منذ أكثر من 132 يوم، وعبد الباسط معطان المسجون منذ اكتوبر 2021، والذي تحرمه السلطات الإسرائيلية من استكمال علاجه من مرض السرطان المشخص قبل اعتقاله.
وأعاد منصور مناشدة المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، للتغلب على عجزه وشلله والعمل الآن، بما يتماشى مع القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، لضمان الحماية الدولية للسكان المدنيين الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي، وضمان المساءلة عن جميع الانتهاكات التي يتم ارتكابها من قبل دولة الاحتلال، بهدف وقف تلك الجرائم، وإنهاء الإفلات من العقاب، وتحقيق العدالة التي لا تزال غائبة حتى الآن.