موسكو -معا- قال بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، "نعلم الصعوبات التي تواجهها كنيسة القدس، ونحن متضامنون مع غبطة البطريرك ثيوفيلوس وندعمه وندافع عن بطريركية القدس في حفاظها على ممتلكاتها".
وأضاف كيريل لوسائل إعلام روسية، معلقا على مشكلة الحفاظ على الوجود المسيحي في الأرض المقدسة، والتي أشار إليها رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في القدس، نتيجة لأعمال المنظمات اليهودية المتطرفة التي تهدف إلى طرد المجتمع المسيحي من القدس وضواحيها: "إن اهتمام غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث قريب من اهتمامنا جدا".
وأعرب عن تخوفه من محاولات المنظمات اليهودية المتطرفة الاستيلاء غير العادل على ملكية عدد من بيوت الحجاج (الفنادق الثلاثة) التابعة لبطريركية القدس في الحي المسيحي في المدينة المقدسة.
وقال بطريرك موسكو وسائر روسيا إن ذلك من شأنه "أن يسهم في عدم تمكن ملايين المسيحيين المسافرين إلى القدس سنويا من الوصول إلى "طريق الحج"، وهي عبارة عن الشارع الذي يبدأ من باب يافا في المدينة القديمة، والمؤدي إلى كنيسة القيامة، وقد يضيع حق الوصول، على طول هذا الطريق، إلى أكبر مكان مقدَس بالنسبة للحجاج المسيحيين من كل أنحاء العالم.
وكان بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن ثيوفيلوس الثالث، قال في عظة الميلاد إن وتيرة اعتداءات المستوطنين على أهالي القدس وضواحيها ازدادت دون تمييز بين مسيحي ومسلم، غير أن المسيحيين باتوا هدفا لهجمات متكررة ومستمرة.
وأضاف أنه منذ عام 2012، ارتكبت جرائم لا حصر لها بحق المسيحيين من اعتداءات جسدية ولفظية بحق كهنة ورجال دين آخرين، وشنت هجمات على الكنائس، وخربت أماكن مقدسة ودنست بشكل ممنهج، علاوة على عمليات ترهيب متواصلة للمواطنين المسيحيين الذين يمارسون حقهم الطبيعي في العبادات، وهو ما كفلته الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.
وأشار إلى أن الجماعات الاستيطانية المتطرفة ترتكب جرائمها في محاولة مدروسة لطرد المسيحيين من القدس، وأجزاء أخرى من الأرض المقدسة.
وذكر ثيوفيلوس أن بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس عقدوا العزم على القيام بحملة دولية تضع العالم المسيحي بصورة الانتهاكات التي ترتكب بحق المدينة المقدسة وضواحيها، ذلك أن الوجود المسيحي، بات مستهدفا من قبل الجماعات الاستيطانية المتطرفة، وخاصة في ميدان عمر بن الخطاب في منطقة باب الخليل في القدس، الذي يعتبر ممرا للحجاج الى كنيسة القيامة والأديرة والكنائس المختلفة، إضافة الى عمليات تشويه الهوية الحضارية والتاريخية لمنطقة باب جديد.
وجدد ثيوفيلوس المطالبة بالحفاظ على ترتيبات الوضع القائم والمعروف باسم "الستاتيكو"، وتعزيز الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في الاراضي المقدسة، وصيانة فسيفساء المدينة وتنوعها، مضيفا "نعمل يدا بيد بأقصى الإمكانات المتاحة، بغية تنفيذ مشاريع تنموية مستدامة، للحفاظ على الوجود المسيحي العربي الأصيل في القدس".