غزة- خاص معا- انهي محمد مقاط مسيرة التعليم التي قضاها متنقلا بين غزة والسودان وإكمال الماجستير والدكتوراة في الشريعة لينتهي به المطاف عاملا في إحدى المخابز بغزة.
وتحدث مقاط لمعا عن رحلته قائلا: "أنهيت الماجستير عام 2017 من جامعة الأزهر بغزة ، ثم التحقت بجامعة القرآن الكريم و تأصيل العلوم في دولة السودان وأنهيت الدراسة عام 2021، ثم التحقت بالدكتوراة الثانية في مدينة بيروت في لبنان وأنهيت الدرجة في جامعة طرابلس."
ويضيف بغصة شديدة " بعد الرحلة التعليمية الطويلة والمكلفة والمجهدة لم يكن هناك أي إمكانية للتوظيف أو التشغيل المؤقت في الجامعات والمدارس أو حتى البطالة أو أي نوع عمل ذو صلة بالتخصص، لذلك لجأت للعمل في المخبز."
ويعيل مقاط المكونة عائلته من ثمانية أفراد ولديه طفل مريض بالسرطان عمره ثماني سنوات ويتلقى علاجه في مشفى المطلع في القدس.
ويوضح مقاط أن الوضع الاقتصادي المتردي في غزة جعله يبحث عن أي عمله يعيل من خلاله أسرته وتكاليف علاج ابنه المريض، داعيا المسؤولين إلى النظر لحال الشباب وتوفير فرص عمل لهم.
من جهته، يقول الدكتور سمير أبو مدللة المحلل الاقتصادي: "هناك أكثر من 120 ألف خريج في القطاع عاطلين عن العمل، والجامعات الفلسطينية بالضفة وغزة تخّرج ما يقارب من 30 ألف إلى 35 ألف سنويا، في قطاع غزة من 15 ألف إلى 18 ألف خريج."
ويتابع، منذ الانقسام الفلسطيني لا يوجد هناك توظيف في القطاع العام، أيضا القطاع الخاص الفلسطيني بسبب الحصار المفروض على القطاع ومنع دخول المواد الخام والتحكم بحركة المعابر؛ هذا أدى إلى تراجع القطاع الخاص الفلسطيني بالتشغيل.
ويشير إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين منذ عدة سنوات لا تقوم بعمليات تشغيل جديدة للاجئين الفلسطينيين، يضاف إلى ذلك تدمير الكثير من المؤسسات أدى إلى تسريح جزء كبير من العاملين لديها، كل هذا راكم في ارتفاع الخريجيين، موضحا أن الدول العربية لا يوجد لديها استيعاب للخريجين وحملة الشهادات العليا هذا جعل الكثير من الخريجين يعملون في مهن لا تتلاءم مع شهاداتهم ولا تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية، بمعنى لدينا اليوم البطالة في صفوف الشباب والخريجين تصل إلى 70 %.