بيت لحم- معا- اعترف ياروسلاف كاتشينسكي زعيم حزب "القانون والعدالة" الحاكم في بولندا، بشراء بلاده برامج تجسس متطورة من شركة "إن إس أو غروب" (NSO Group) الإسرائيلية، لكنه نفى استخدامها ضد خصومه السياسيين.
وقال إن برنامج "بيغاسوس" (Pegasus) الإسرائيلي يتم استخدامه حالياً من قبل أجهزة المخابرات في عديد من البلدان، من أجل مكافحة الجريمة والفساد.
وأشار كاتشينسكي إلى أن البرنامج يمثل تقدما تقنيا مقارنة بأنظمة المراقبة السابقة التي لم تتح للمخابرات بمراقبة الرسائل المشفرة.
ويستخدم برنامج "بيغاسوس" للتنصت على نشطاء حقوق الإنسان، ومراقبة رسائل البريد الإلكتروني، والتقاط الصور، وتسجيل المحادثات بعد اختراق هواتفهم.
وأضاف زعيم حزب "القانون والعدالة" أنه سيكون أمرًا سيئًا إذا لم يكن لدى أجهزة المخابرات البولندية "هذا النوع من الأدوات".
وفي وقت سابق، كشفت مجموعة "سيتزن لاب الكندية" عن تعرض هواتف ثلاثة من منتقدي الحكومة البولندية للاختراق باستخدام برنامج "بيغاسوس".
ونفى كاتشينسكي أن تكون مراقبة الهواتف لعبت أي دور في نتيجة انتخابات عام 2019.
وكان مسؤولون في بولندا نفوا، طوال الأيام السابقة، شراء واستخدام الحكومة برنامج "بيغاسوس".
وفي يوليو/تموز الماضي، نشرت صحيفة غارديان البريطانية نتائج تحقيق أجرته 17 مؤسسة إعلامية، يكشف أن برنامج "بيغاسوس" للتجسس انتشر على نطاق واسع حول العالم، واستخدم لأغراض "سيئة".
ويشار إلى "بيغاسوس" باهظ التكلفة، فوفقا لقائمة أسعار 2016 -بحسب موقع "فاست كومباني" (FAST COMPANY)- فإن شركة "إن إس أو" تطلب 650 ألف دولار من العملاء مقابل اختراق 10 أجهزة، إضافة إلى نصف مليون رسوم تثبيت البرنامج.
ويعتبر "بيغاسوس" من أخطر برامج التجسس "وأكثرها تعقيدا" وهو يستهدف بشكل خاص الأجهزة الذكية التي تعمل بنظام التشغيل "آي أو إس" (iOS) لشركة آبل، لكن توجد منه نسخة لأجهزة أندرويد تختلف بعض الشيء عن "آي أو إس".
وقد أوضحت شركة "كاسبرسكي" (Kaspersky) -المتخصصة في برامج الحماية من الفيروسات- أن "بيغاسوس" من نوع "البرامج الضارة المعيارية" (modular malware) أي أنه مؤلف من وحدات، حيث يقوم أولا بعملية "مسح" (Scan) للجهاز المستهدف، ثم يثبت الوحدة الضرورية لقراءة رسائل المستخدم وبريده الإلكتروني، والاستماع إلى المكالمات، والتقاط صور للشاشة، وتسجيل نقرات المفاتيح، وسحب سجل متصفح الإنترنت، وجهات الاتصال.
كما أن بإمكان "بيغاسوس" الاستماع إلى ملفات الصوت المشفرة، وقراءة الرسائل المشفرة بفضل قدراته على تسجيل نقرات المفاتيح وتسجيل الصوت، حيث يسرق الرسائل قبل تشفيرها (والرسائل الواردة بعد فك تشفيرها).
وتأسست شركة "إن إس أو غروب" عام 2010، ويعمل بها نحو 500 موظف، وتتخذ من تل أبيب مقرا.