رام الله- معا- أدان وزارة الخارجية والمغتربين الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك التي يمارسها المستوطنون ومنظماتهم وجمعياتهم المختلفة وبمشاركة وحماية قوات الاحتلال واذرعه وشرطته واجهزته المختلفة، والتي كان آخرها صباح هذا اليوم بمشاركة المستوطنين المتطرفين.
كما أدانت قيام المقتحمين بأداء صلوات وطقوس تلمودية في باحات المسجد الأقصى والتجول فيها في لباسهم الديني، واعتبرتها جزءاً لا يتجزأ من مخططات دولة الاحتلال واستهدافه اليومي المباشر للأقصى وباحاته بهدف تكريس تقسيمه الزماني ريثما يتم تقسيمه مكانياً، وهي تدخلاً سافراً في شؤون المسجد وصلاحيات الأوقاف الإسلامية على طريق فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد وسحب صلاحيات الأوقاف وانتزاعها. أقدمت سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة على عرقلة ترميم اجزاء من المسجد وممراته، وصعدت من عمليات الاعتقال والتنكيل والاستدعاء والأبعاد ضد سدنة المسجد وحرّاسه ورجالات الأوقاف وموظفي لجنة الإعمار في الاقصى، في ظل حملات تحريض عنصرية متصاعدة ضد دائرة الأوقاف الإسلامية وموظفيها. هذا بالإضافة لعمليات البناء الاستيطاني المتواصلة في محيط المسجد بهدف عزله تماماً عن محيطه الفلسطيني، وما يجري من عمليات تهويد ممنهجة لتغيير الواقع القانوني والتاريخي والديموغرافي القائم في القدس عامةً وفي الأقصى ومحيطه خاصةً.
وأكدت أن استهداف المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس وفي مقدمتها الأقصى المبارك يندرج في إطار حملة شرسة تتعرض لها المدينة المقدسة تشمل جميع مناحي الحياة الفلسطينية فيها، وصولاً لاستكمال حلقات عزلها تماماً عن محيطها الفلسطيني وربطها بالعمق الإسرائيلي.
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن عدوانها المتواصل ضد المسجد الأقصى ونتائجه وتداعياته على ساحة الصراع برمتها، وحذرت من مغبة التعامل مع الاقتحامات اليومية للأقصى وإجراءات الاحتلال وتدابيره التهويدية كأمور باتت اعتيادية ومألوفة لأنها تتكرر كل يوم ولا تستدعي وقفة جادة لمواجهة المخاطر الحقيقية المحدقة به وبواقعه الأليم القائم، خاصة وأن سلطات الاحتلال تمارس عملية قضم تدريجية لصلاحيات الأوقاف الإسلامية، وتفرض سيادتها عليه بالقوة وبشكل زاحف.
وستدرس الوزارة على ضوء هذه التطورات الأخيرة، كل الخيارات المتاحة لمتابعة هذا الموضوع اقليمياً ودولياً وبالتنسيق مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الاردنية لتوفير الحماية للمسجد الأقصى، والحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة كافة بما فيها المسجد الأقصى، وكيفية إلزام اسرائيل، دولة الاحتلال، باحترام مسؤولياتها.