المؤتمر عقد تحت عنوان "الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة – 56 عاماً ن النضال"
رام الله- معا- عقد المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية مؤتمره السابع هذا اليوم في مدينة رام الله، برعاية السيد الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، وحضور العديد من القيادات الفلسطينية وعشرات من الأكاديميين والباحثين الفلسطينيين، وكذلك مشاركة العديد من المؤسسات والهيئات الرسمية والخاصة.
وقد بدأ المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم ثم النشيد الوطني الفلسطيني تلاه كلمة رئيس المركز الفلسطيني الدكتور محمد المصري دعا فيها المجتمعين إلى جردة حساب لمجمل العمل الوطني الفلسطيني على امتداد تاريخه من 56 سنة. وأضاف المصري أن الأزمة التي يعانيها المجتمع والسلطة والثورة تستجوب وضع الحلول المناسبة للخروج من عنق الزجاجة، مركّزاً على دور حركة فتح في تقديم الحلول باعتبار أنها الأكبر والأكثر جماهيرية.
ثم تحدث السيد صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا عن السيد الرئيس، حيث قال أن المجلس المركزي سيجتمع مع نهاية الشهر الحالي وذلك لاتخاذ القرارات المناسبة للرد على السياسات الاستيطانية والممارسات العنصرية التي تقوم بها حكومة الاحتلال، وأضاف السيد رأفت أن القيادة الفلسطينية بصدد التحرك على كل المستويات الدولية من أجل محاصرة الاحتلال ونزع الشرعية عنه، بالإضافة إلى مواصلة المواجهة لهذا الاحتلال من خلال المقاومة على كل مستوياتها الشرعية.
الجلسة الثانية، تحدث الدكتور أحمد جميل عزم الذي استعرض إنجازات واخفاقات حركة فتح وتجربة السلطة الوطنية وأزماتها، وانتهى الدكتور عزم إلى القول أن من الضرورة تعميق الفكرة الوطنية باعتبارها الفكرة الجامعة للكل الفلسطيني، وكذلك تعميق دور السلطة الوطنية من خلال م.ت.ف. دون التخلي عن ارث الماضي. ثم تحدث الدكتور أحمد رفيق عوض واستعرض إنجازات واخفاقات حركات الإسلام السياسي فأشار إلى أن هذه الحركات تشكل إضافة للعمل الوطني الفلسطيني من خلال أدوات مختلفة، وقال أنه يمكن الخروج من أزمة الشريك أو البديل إلى تكامل الأدوار باعتبار أن جناحي الحرك الوطنية الفلسطينية يمكن لهما أن ينسقا بطريقة مبدع. وانتهت الجلسة الثانية باستعراض نقدي قدمه الدكتور عبد الرحمن التميمي للتجربة اليسارية الفلسطينية، فقال أن هناك تفكير يساري دون أطر سياسية واجتماعية، وأن اليسار الفلسطيني فقد مواقعه القديمة ودخل مرحلة ضبابية جعلته غير قادر على التأثير.
أما الجلسة الثالثة فقد كانت جلسة سياسيين، حيث تحدث الأخ محمود العالول نائب القائد العام لحركة فتح عن مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة والتحديات التي تواجهها اليوم، وأكد على أنه لا يمكن مواجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية إلا بتحقيق الوحدة والمواجهة والنضال في وجه الاحتلال، واعلاء من التناقض الأساسي والرئيسي مع الاحتلال على حساب كافة التناقضات الثانوية. ثم تحدث د.أحمد مجدلاني امين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني عن خمسة تحديات تواجه القضية الفلسطينية اليوم، واكد أن خطة ترامب تطبق على الأرض وأن الديانة الإبراهيمية التي يروج لها ما هي إلا غطاء لمحاولات تصفية القضية الوطنية، وأنه يجب عدم الانتظار كثيرا لتغير الظروف الإقليمية والدولية، وأنه يجب اعلان الدولة من طرف واحد والاقدام على خطوت فعلية نحو تجسيد هذه الدولة على الأرض دون ربط ذلك بمسار المفاوضات الثنائية. اما الدكتور ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء السابق فأكد على أنه يجب انهاء الانقسام بأي شكل من الأشكال، وذلك باتباع الأسلوب التراكمي في ذلك وعد تضييع أي جهد يصب في هذا الشأن، خاصة أن التحدي الأبرز الذي تواجهه القضية الفلسطينية اليوم هو تحدي استمرار الانقسام والذي يعبر عن مصالح الاحتلال والقوى المعادية للشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه المشروعة.