القدس- تقرير معا- شيئا فشيئا يزداد مستوى التدخل الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، وتزداد معها حدة المواجهة بين دائرة الأوقاف الإسلامية وبين قوات الشرطة وأذرعها الأمنية المختلفة.
وتبدأ المواجهة أولا مع حراس المسجد الأقصى، باعتبارهم خط الدفاع الأول عنه، وهم المكلفون بحفظ الأمن وحماية باحاته وأروقته، ولذلك فهم يتعرضون لمختلف الاعتداءات الجسدية والإبعاد، او العقوبات المالية.
تدخل سلطات الاحتلال
ولعل أخطر التدخلات ومضايقات سلطات الاحتلال كانت التدخل بتعيينات الحراس وعرقلة عملهم داخل المسجد الأقصى، فقبل حوالي عامين، عينت دائرة الأوقاف 50 حارسا في المسجد الأقصى، فتدخلت سلطات الاحتلال في محاولة لفرض التدخل بالشؤون الإدارية في الأقصى، وقد صادف ذلك بداية تفشي جائحة كورونا، فتم تأجيل التعيينات حتى نهاية العام الماضي.
ومع بداية العام الحالي تم تعيين 27 حارسا "كدفعة أولى"، وفي اليوم الأول بدأ 8 منهم بمباشرة عملهم، فهددتهم الشرطة بالاعتقال والملاحقة، كما أوضح الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام أوقاف القدس.
وأكد الشيخ ناجح بكيرات لوكالة معا على الاتصالات التي تجريها دائرة الأوقاف الإسلامية وزارتي الأوقاف والخارجية الأردنية لإعادة الحراس الى أماكن عملهم لأن الأقصى بحاجة لهم.
وناشد الشيخ بكيرات االملك عبدالله الثاني من أجل عودة الحراس الذين تم تعينهم الى موقعهم، فالاحتلال لا يملك التدخل في شؤون الأقصى وإدارته، وأن الأوقاف الإسلامية هي المسؤولة عن ذلك.
فراغ إداري في الأقصى
وأكد الشيخ بكيرات ان الاحتلال يريد من وراء التدخل في تعيين الحراس، خلق فراغ إداري داخل المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة لخلق واقع جديد وفرض سيادة إدارية، فلا يكفي أنه فرض سيادة أمنية خطيرة جدا في الأقصى، فهو يريد اليوم فرض سيادة إدارية.
وأوضح الشيخ بكيرات أن مساحة الأقصى البالغة 144 ألف متر مربع، لا يكفي أن يقوم بحراستها 10 أو 20 حارسا، وهناك حاجة لتعيين حراس جدد للأقصى، لكن الاحتلال يدرك نقص الحراسة لكنهم يريدون تجفيف هذا الوجود.
وأكد الشيخ بكيرات أن التدخل في عمل الحراس ولجنة الاعمار والقرارات، هي محاولة لخنق الأقصى وجعل حق للاحتلال في الاقصى، بعد ذلك يهيئ بأن لا يكون هناك دائرة اوقاف ولا يكون هناك عاصمة للشعب الفلسطيني وهي القدس وجوهرها الرموز المقدسة.
وأضاف الشيخ بكيرات لمعا :"في الفترة الأخيرة وجدنا حملة منظمة لاعتقال الحراس وإبعادهم وأحيانا ضربهم، في محاولة لأهانتهم وتخويفهم".
وقال :"وكأن الاحتلال يقوم بوضع العربة أمام الحصان.. فإذا أردتم أيها الحراس أن يكون لكم عين ساهرة، ستجدون أمامكم الإبعاد والضرب والاعتقال، وهي وسائل تخويف ومحاولة لكسر صمود الحراس في دائرة الأوقاف الإسلامية".
وأضاف الشيخ بكيرات :"الحراس ضحوا بأنفسهم، وضحوا بالكثير لبقاء الصمود المقدسي هو العنوان في الأقصى المبارك".
وأضاف :"هناك تدخل إسرائيلي متزايد في إدارة شؤون الأقصى ومنها "لجان الأعمار، الموظفين، من يكون ومن لا يكون"، هذا أمر في غاية الخطورة، لأنه لم يسبق للاحتلال التدخل في شوؤن إدارة الأقصى".
وأضاف :"بعد تجفيف الوجود والروافد في الأقصى في عزل أهالي الضفة والقطاع والداخل، اليوم يريد تجفيف وجود الحراس الذين يقومون بحراسة هذا المعلم ويسهرون من أجله".
وأشار أن الاحتلال يهدف من ذلك إلى ضرب القضية الفلسطينية، ومحاولة لتهيئة سياسة جديدة في الأقصى، وهي قرارات وسياسة مرفوضة.
ابعادات واعتقالات
وبحسب إحصاء مركز معلومات وادي حلوة-القدس فهناك أكثر من 30 موظفاً من دائرة الأوقاف الإسلامية "حراس /لجنة إعمار/سدنة" تعرضوا عام 2021 الماضي للاعتقال، وأُفرج عنهم، فيما فُرض على معظمهم الابعاد عن المسجد لفترات متفاوتة.